2025العدد 201ملف ثقافي

الشباب والموسيقى العربية الكلاسيكية بين تراجع الاهتمام وفرص الإحياء

جهود الرواد.

الهُوية هي الصفات المميزة لأي شعب أو أمة، ويلعب التراث الموسيقي العربي الذي يتناقله الإنسان العربي عبر الأجيال دورًا هامًا في تشكيل هوية المجتمع العربي فهو يعبر عن مخزونه (الثقافي، الفني والاجتماعي) والفنون الموسيقية العربية غنية بمكوناتها التي تميزها، وهناك صراع دائم بين المحافظة على الهوية والأصالة وبين المعاصَرة التي يعتبرها الشباب تعبيرًا عن نفسه وذاته وأسلوب حياته منذ طفولته وحتى سن الشباب.

الموسيقى العربية الكلاسيكية تمثل جزءًا مهمًّا من التراث الثقافي والفني للعالم العربي؛ حيث تحمل في طياتها موروثًا غنيًّا من الألحان والتقاليد التي استمرت لقرون. ومع ذلك، يلاحظ أن أعدادًا كبيرة من الشباب في العصر الحديث لم يعودوا يستمعون إليها بنفس الشغف والاهتمام الذي كان في الماضي، هذه الظاهرة تدعونا للتأمل في الأسباب والعوامل التي أدت إلى عزوف الشباب عن الاستماع للموسيقى العربية الكلاسيكية. 

 وفي هذا المقال سنناقش أبرز الأسباب التي صرفت اهتمام الشباب العربي وابتعاده عن الموسيقى العربية الكلاسيكية، مع تحليل الأبعاد (الثقافية، التكنولوجية، والاجتماعية) لهذه المشكلة.

  1. التغيرات الثقافية والاجتماعية.

تغيرت أنماط الحياة في العالم العربي بشكل كبير في العقود الأخيرة، مما أثر على الذوق الموسيقي العام؛ حيث كان الاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية العربية في الماضي جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية للمجتمع العربي، كان هناك العديد من مجالس الطرب الأصيل، الحفلات الموسيقية الرسمية، شركات الإنتاج الموسيقي، والإذاعات الرسمية التي تقدم هذا اللون من الموسيقى بشكل مستمر لعمالقة الملحنين. أما اليوم، فقد أصبح الإيقاع السريع للحياة المعاصرة يفرض على الشباب خيارات موسيقية أكثر بساطة وسرعة لتتماشى مع إيقاع العصر الذي يعيشون، مما أدى إلى توجههم نحو أنماط موسيقية حديثة مثل: البوب، الراب، والموسيقى الإلكترونية، … وغيرها.

2. تأثير العولمة والمنصات الرقمية على الموسيقى العربية والذائقة الموسيقية.

العولمة لعبت دورًا كبيرًا في تغيير الذائقة الموسيقية لدى الشباب؛ حيث أصبحت الموسيقى الغربية أكثر انتشارًا وتأثيرًا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، المنصات الرقمية للبث الموسيقي، والأفلام والمسلسلات العالمية، تعرض للشباب أنواع موسيقية جديدة أثرت فيهم وتأثروا بها، فقد أصبحنا في سماء وعالم واحد مفتوح لا حدود له من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى تراجع اهتمام الشباب بالموسيقى العربية الكلاسيكية وأصبح هناك تحدٍ كبير يواجهنا وهو كيفية الحفاظ على الهوية الموسيقية العربية في ظل هذا التأثير المتسارع وجذب الشباب وشد انتباههم مرة أخرى للاستماع إلى موسيقاهم التراثية العربية.

ساعدت العولمة الانتشار المتبادل بين الموسيقى العربية والغربية؛ حيث خرجت الموسيقى العربية خارج حدود الوطن العربي من خلال المنصات الرقمية لبث الموسيقى المختلفة، أدى ذلك إلى التعاون الموسيقي بين موسيقيين عرب وغربيين، مثال الأعمال المشتركة بين الفنانين العرب وموسيقيي البوب والراب العالميين.

وهي من أبرز تأثيرات العولمة على الموسيقى العربية هو انتشارها خارج حدود العالم العربي.

أصبحت بعض أنماط الموسيقى العربية، مثل الراي الجزائري على سبيل المثال لا الحصر، تحظى بشعبية في المهرجانات الموسيقية الدولية. نجح فنانون مثل: عمرو دياب، حمزة نمرة، في جذب مستمعين من خارج العالم العربي ما بالكم بالشباب العربي.

ومما سبق نجد أنه بفضل العولمة، تأثرت الموسيقى العربية بعدد من الأنماط الموسيقية الغربية، مثل: البوب، الهيب هوب، والراب، وقد أدى ذلك إلى ظهور موجات جديدة من الموسيقى العربية التي تمزج بين الطابع العربي والغربي.  بينما يرى البعض أن هذا التطور طبيعي ويعكس التفاعل الثقافي، يعتبره آخرون تهديدًا للهوية الموسيقية العربية التقليدية، خاصة في ضوء هذا المزج الذي حدث بين مختلف الثقافات وبالتالي موسيقاها وأحيانًا انتشار النمط الموسيقي الغربي مؤثرًا تأثيرًا سلبيًّا على هوية الموسيقى العربية والشباب العربي المستمع لهذه الموسيقى وانتمائه لثقافته العربية.

3. التغير في أساليب الإنتاج والتوزيع والتحول الرقمي في صناعة الموسيقى.

قبل العولمة، كانت صناعة الموسيقى العربية تعتمد على الأسطوانات، الكاسيت، ثم الأقراص المدمجة. أما اليوم، فقد أصبح الإنتاج الموسيقي يعتمد على التكنولوجيا الرقمية؛ حيث يتم توزيع الأغاني عبر المنصات الرقمية، مما أدى إلى تغيير كبير في طريقة استهلاك الموسيقى. لم يعد الشاب يعتمد على القنوات التلفزيونية أو المحطات الإذاعية التقليدية، بل أصبح بإمكانه الاستماع إلى الموسيقى عبر الإنترنت في أي وقت ومن أي مكان. تراجع دور شركات الإنتاج الموسيقي التقليدية في العالم العربي؛ حيث أصبح الفنانون قادرين على إنتاج موسيقاهم بشكل مستقل ونشرها عبر الإنترنت، هذا التغيير ساعد على تنوع الإنتاج الموسيقي، لكنه في الوقت ذاته جعل بعض الفنانين يفضلون الأساليب التجارية على حساب الجودة الفنية؛ حيث تراجع استخدام المقامات الموسيقية العربية التي تحوي مسافة الثلاث أرباع التون، مثل: الراست، البياتي، الصبا، والسيكا أو الهزام، وهي كانت تمثل عنصرًا أساسيًّا وهامًا في صياغة الموسيقى العربية الكلاسيكية التقليدية، لكن مع العولمة، أصبح التركيز أكثر على التوزيع الإلكتروني، مما أدى إلى تراجع استخدام هذه المقامات العربية في الأعمال الموسيقية المعاصرة.

 مما عاد بالسلب على المنتج الموسيقي المقدم لجماهير الشباب المتابعة بشكل يومي لأحدث الإنتاجات الموسيقية والأغاني بشكل يصعب السيطرة عليه، وتغير الذوق الموسيقي لدى الشباب بزيادة اهتمامهم بالموسيقى السريعة والخفيفة، وأصبحت الأجيال الجديدة أكثر انجذابًا إلى الموسيقى السريعة التي تتسم بالإيقاع الصاخب وتراجع استماعهم للأغاني الطربية، خاصة مع تغير نمط الحياة اليومية السريع والصاخب؛ حيث صاحبت الموسيقى الأنشطة اليومية للشباب، مثل: ممارسة الرياضة.

بسبب العولمة، أصبح الشباب أقل معرفة بالموسيقى العربية الكلاسيكية؛ حيث لم يعد هناك اهتمام كافٍ بتقديم أعمال عمالقة الطرب، مثل: أم كلثوم، محمد عبد الوهاب، وعبد الحليم حافظ للأجيال الجديدة. في المقابل، باتت الأغاني الحديثة ذات الإيقاع السريع واللحن البسيط المتكرر تهيمن على المشهد الموسيقي، مما أدى إلى ضعف التواصل بين الشباب والموسيقى العربية الكلاسيكية التقليدية، أصبح الشباب محاصرًا في ظل هيمنة الأغاني التجارية السريعة، وتواجه الموسيقى العربية الأصيلة صعوبة في الوصول إلى الجمهور من الشباب. لم تعد الأغاني الطويلة ذات الكلمات العميقة تحظى بنفس الشعبية التي كانت عليها في الماضي لدى الشباب، مما يجعل من الصعب على الفنانين التقليديين المنافسة في السوق الحالي ومما يجعل الموسيقى العربية التقليدية لا تلبي احتياجات الشباب العربي في ظل هذه التحديات والموسيقات المهاجرة عبر المنصات الرقمية المختلفة.

4. الصورة النمطية عن الموسيقى العربية الكلاسيكية.

 يرى بعض الشباب أن الموسيقى العربية الكلاسيكية مرتبطة بالأجيال السابقة والقديمة، مما يجعلها غير جذابة لهم، هذه النظرة تجعلهم ينفرون من الاستماع إليها، على اعتبار أنها تمثل أسلوبَ حياة قديمًا لا يعكس اهتماماتهم الحالية مع اعتقادهم بأنها موسيقى معقدة؛ حيث يعتقد البعض أن الموسيقى العربية الكلاسيكية تحتاج إلى مستوى عالٍ من الاستيعاب الثقافي والفني، مما يجعلها تبدو معقدة أو غير مفهومة، في حين أن الموسيقى الحديثة غالبًا ما تكون مباشرة وسهلة الفهم ومبنية على خلية لحنية بسيطة ومتكررة، بينما تعتمد الموسيقى العربية الكلاسيكية على مقامات موسيقية متعددة، وألحان طويله مليئة في بعض الأحيان بالانتقالات المقامية، وكلمات شعرية قديمة، مما قد يصعب على أغلبية الشباب التفاعل معها بسهولة.

5. تراجع الثقافة الموسيقية في المناهج الدراسية.

التربية الموسيقية تعتبر غاية ووسيلة في آنٍ واحد، ولابد أن يكون هدف وزارة التربية والتعليم في مختلف الدول العربية هو تنمية الحس الفني لدى النشء في مختلف مراحل التعليم، وذلك عن طريق: تعليم وتعلم الفنون المختلفة، ووجود مواصفات قياسية لتحقيق النمو الشامل للأجيال الجديدة، وإكسابهم القيم والسلوك السليم سواء الثقافي أو الاجتماعي مع تنمية الذائقة الموسيقية القائمة على الهوية بشكل متوازن بما يسهم في الارتقاء بالثروة البشرية من جيل الشباب من خلال تعليم جيد يهدف إلى بناء الثقافة الوطنية والقومية، وذلك من خلال مناهج وأنشطة موسيقية متطورة وشيقة ومتوازنة تدرس للشباب في المراحل الدراسية المختلفة.

ولكن في كثير من الدول العربية، لم يعد هناك اهتمام كبير بتدريس الموسيقى العربية الكلاسيكية في المناهج التعليمية في المدارس للنشء، مما أدى إلى ضعف معرفة الأجيال الجديدة بهذا النوع من الفنون. في الماضي، كانت الموسيقى جزءًا من الحياة الثقافية والتعليمية؛ حيث كان يتم تدريس (مقاماتها، ألحانها، وأهم روادها) لكن مع تراجع هذا الاهتمام، باتت الموسيقى الكلاسيكية العربية غريبة عن النشء وبالتالي عن كثير من الشباب.

ما هي الحلول وفرص الإحياء؟

من الضروري تعزيز دور الموسيقى العربية الكلاسيكية في التعليم، سواء في المدارس أو الجامعات من خلال تدريس مقاماتها، تحليل أعمالها، وتنظيم فعاليات موسيقية تفاعلية للشباب.

 لابد من تعزيز التعليم الموسيقي في المدارس ويجب على المؤسسات التعليمية في العالم العربي التركيز على تدريس الموسيقى العربية الكلاسيكية للحفاظ على هذا التراث. إدراج دروس عن المقامات الموسيقية وتاريخ الموسيقى العربية في المناهج الدراسية يمكن أن يساعد الأجيال الجديدة على تقدير هذا الفن؛ لأن هذا الشباب لا يدرس تراثه الموسيقي وموسيقاه العربية الكلاسيكية في المدارس أو الجامعات ولا يسمعه في الإعلام العربي الرسمي أو الخاص مما يدفعه إلى هوية موسيقية وثقافية مختلفة يستقي منها ذوقه الموسيقي ويستوحي منها كل ما يستمع إليه من موسيقى وأغانٍ ومفردات فنية وموسيقية دخيلة على الموسيقى العربية.

دعم الموسيقيين من الشباب الذين يجمعون بين الأصالة والحداثة، الذين يحاولون دمج الموسيقى العربية الكلاسيكية التقليدية بعناصرها وخصائصها الفنية الغنية مع العناصر الحديثة بطريقة تحافظ على الهوية الثقافية للمجتمع العربي وتحدث نوعًا من التطوير دون الإخلال بفنيات العمل الموسيقي وتتماشى مع إيقاع العصر. على سبيل المثال، يمكن استخدام التوزيع الموسيقي لبعض الأعمال العربية الكلاسيكية مع الحفاظ على اللحن الأساسي دون تشويه للمحتوى الفني والموسيقي، استخدام المقامات العربية وتناولها بشكل غير تقليدي.

عمل مسابقات التأليف الموسيقي للشباب الموهوبين ليعبروا عن خيالهم ويبدعون ولكن في إطار من الشروط والفنيات التي تساهم في إنتاج أعمال موسيقية عربية قريبة ومعبرة عن هويتنا العربية تحت رعاية المؤسسات الموسيقية المعنية كدار الأوبرا أو وزارة الثقافة، مع عمل ورش عمل من الأساتذة المتخصصين لمتابعة مؤلفات هؤلاء الشباب وتوجيههم حتى تخرج هذه الأعمال إلى النور وتكون ممثلة لهويتنا العربية وقريبة من تراثنا العربي الكلاسيكي، لكن بمنظور متطور يلاقي استحسان جمهور الشباب.

يمكن للفنانين الشباب دمج الموسيقى الكلاسيكية مع عناصر حديثة أو إعادة توزيع الموسيقى والأغاني العربية الكلاسيكية القريبة من ذوق ووجدان الشباب وتقديمها من منظور حديث مع الحفاظ على هويتها ولحنها الأصلي، مما قد يسهل على الجيل الجديد التفاعل معها دون الشعور بأنها موسيقى “قديمة” أو بعيدة عن اهتماماتهم الحياتية وأسلوب معيشتهم اليومية، وقد نجحت هذه التجربة مع أغاني (محمد فوزي، علية التونسية) عندما أعيد تقديمهم بتوزيع جديد للخطوط اللحنية وبشكل معاصر جذب العديد من الشباب.

إنشاء منصات رقمية خاصة بالموسيقى العربية الكلاسيكية الأصيلة.

من المهم تطوير منصات موسيقية تروج للأغاني العربية الكلاسيكية بشكل مكثف يساعد في نشرها بين جمهور الشباب سواء بشكلها التقليدي أو بتوزيع جديد محافظًا على أساسيات وجماليات الموسيقى العربية الكلاسيكية، على غرار ما تقوم به بعض المنصات المتخصصة في الموسيقى الكلاسيكية أو الفولكلورية.

زيادة العروض الحية والتجارب الموسيقية التفاعلية.

الموسيقى الكلاسيكية تحتاج إلى أجواء خاصة للاستمتاع بها، مثل: الحفلات الطربية والمهرجانات الموسيقية. لابد من زيادة عدد هذه الفعاليات والحفلات وتكون التذاكر في متناول الشباب، يقوم بإحيائها المطربون من الشباب ويقومون إما بإعادة عرض للكلاسيكيات أو تقديم أعمال جديدة ذات مواصفات فنية مناسبة لإيقاع العصر ولكن مبنية على عناصر موسيقية متقنة، مما يقلل من انصراف الشباب عن هذا اللون من الموسيقى العربية إلى الموسيقى الأكثر انتشارًا وسهولة في الوصول إليها؛ حيث أصبحت الأغاني الحديثة أقصر وأسرع إيقاعًا، مما يناسب أسلوب الحياة السريع للشباب. في المقابل، تعتمد الموسيقى العربية الكلاسيكية على التمهل، التكرار، والتطوير اللحني الطويل، وهو ما يجعلها أقل جذبًا لجيل اعتاد على المحتوى السريع والاستهلاك الفوري. لابد من مكافحة كل ذلك بإنتاج أغانٍ وموسيقى مواكبة لطابع العصر لكنها تتمتع بهوية عربية وهذا ما أنتجه بليغ حمدي، عندما غير من طبيعة الجمل اللحنية واستخدم الإيقاعات الغربية ومصاحبة بعض الآلات الغربية ووظفها بشكل يتناسب مع طابع الموسيقى العربية، ومن قبله عبد الوهاب، فريد الأطرش،… وغيرهما من عمالقة التلحين، واُنتقدت هذه الأعمال ثم أصبحت تراثًا موسيقيًّا عربيًّا يحتذى به، وأصبح هؤلاء الملحنون في عصرهم من أساطير التلحين بأسلوبهم المتطور الذي لاقى استحسان جمهور الشباب في ذلك الحين، نحتاج إلى ذلك في عصرنا الحالي ولكن برؤية شبابية مستنيرة ومثقفة موسيقيًّا.

إقامة مهرجانات وفعاليات مخصصة للشباب.

تنظيم حفلات موسيقية حديثة بتقديم يجمع بين الكلاسيكي والحديث قد يساعد في إعادة تعريف الموسيقى العربية الكلاسيكية بطريقة تلائم الأذواق المعاصرة.

دور الإعلام في نشر الموسيقى العربية الكلاسيكية.

 فلابد أن تسهم القنوات التلفزيونية، المحطات الإذاعية، ومواقع التواصل الاجتماعي في الترويج المستمر للموسيقى العربية، بينما لا تمنح الموسيقى الوافدة من ثقافات أخرى نفس المستوى من الاهتمام، مما قد يؤدي إلى ضعف الاهتمام تدريجًا بهذا اللون من الموسيقى. زيادة حملات الترويج للموسيقى الكلاسيكية لتنافس الحملات التسويقية الضخمة للأغاني الحديثة؛ لأنه نادرًا ما نشهد مبادرات ترويجية أو منصات تفاعلية تساعد في جذب أجيال الشباب العربي لهذا النوع من الموسيقى العربية.

الخلاصة.

لقد أثرت العولمة بشكل كبير على الموسيقى العربية؛ حيث ساهمت في انتشارها عالميًّا، لكنها في الوقت ذاته أدت إلى تغييرات جوهرية في هويتها، بينما ساعدت التكنولوجيا في تسهيل الإنتاج الموسيقي ونشر الأغاني الحديثة بسرعة فائقة، أدت أيضًا إلى تراجع بعض القيم والفنيات الموسيقية العربية الكلاسيكية التقليدية. لهذا، فإن الحفاظ على الموسيقى العربية يتطلب جهودًا مشتركة من المؤسسات (الثقافية، الاجتماعية) والفنانين والموسيقيين والمسؤولين عن تعليم النشء لضمان استمرار وصولها إلى الشباب في مختلف الدول العربية.

ابتعاد الشباب عن الموسيقى العربية الكلاسيكية هو نتاج لمجموعة من العوامل (الثقافية، التكنولوجية، والاجتماعية). ومع ذلك، لا تزال هناك فرص لإعادة إحياء هذا النوع من الموسيقى العربية من خلال: استخدام وسائل التواصل الحديثة، تعزيز التعليم الموسيقي، وإيجاد طرق مبتكرة لجذب الشباب إليه؛ فالموسيقى العربية الكلاسيكية ليست مجرد جزء من الماضي، بل هي كنز ثقافي يمكن أن يستمر في التأثير والإلهام إذا تمت إعادة تقديمه بأساليب تتماشى مع العصر وإنتاج أعمال موسيقية عربية مستوحاه من التراث أو مشابهه له لكن بمواصفات فنية وموسيقية تواكب العصر وتتماشى مع إيقاعه والذائقة الموسيقية للشباب العربي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى