2018العدد 173عروض كتب

الرؤية الإسرائيلية للصراعات في الشرق الأوسط

منذ بداية ما سمي حينه “الربيع العربي”، مرورًا بتحوله إلى إعصار مدمر، ووصولاً إلى ما نشهده حاليًا من مآسٍ وخراب وتكالب على دول مركزية في الوطن العربي من جانب قوى أجنبية طامعة، وأخرى عربية، وتكفيريين جُلُبوا للقتال من مشارق الأرض ومغاربها، وفي ذلك الوقت عني الإعلام الإسرائيلي بتتبع ما يجري في المنطقة العربية والشرق الأوسط عامة، وتحليله وتقصي انعكاساته على إسرائيل، وعنيت بالأخص بما ينبغي لإسرائيل فعله لمواجهة أخطاره، وقد جندت للقيام بهذه المهمة صفوة من كبار الباحثين الأمنيين والسياسيين.

وبالنسبة للكتاب فتتضمن الدراسات والمقالات المختارة فيه وصفًا تحليليًا لما يجري في منطقة الشرق الأوسط، يشمل أحوال وسياسات الدول والأنظمة الحاكمة فيها، والقوى المحلية والإقليمية والأجنبية المتصارعة على أرضها، والأسباب العميقة لما آلت إليه الأمة في المنطقة العربية من دمار وخراب ومآسٍ إنسانية، وما نجم عنها من تهديدات لأمن إسرائيل، وأيضًا مما تعتبره فرصًا أمامها لتشكيل تحالفات استراتيجية مع دول عربية.

والدراسة الأولى في الكتاب بعنوان “الهزات الأرضية في الشرق الأوسط” وهي عبارة عن تحليل لما يجري في الشرق الأوسط، من اضطرابات وعنف وتغيرات جيوسياسية، فالعالم العربي بحسب رأي واضعي الدراسة، يفتقر منذ سبعينات القرن الماضي إلى قائد وقيادة، وهو عاجز عن التوحد لمواجهة المشكلات المركزية التي تشغله، إذ حلت محل قياداته العربية في تحديد الأجندة الإقليمية دول شرق أوسطية غير عربية: إيران وتركيا وإسرائيل جزئيًا.

وفي مقابل ذلك ظهر لاعبون غير دولتيين يتمتعون بقوة تأثير غير مسبوقة، هم التنظيمات الجهادية، وعلى رأسها تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي يشكل حاليًا التهديد الأساسي النابع من الشرق الأوسط،، والذي يضع علامة استفهام فيما يتعلق بوحدة أراضي بعض دول المنطقة وسلامتها بل وأيضًا يهدد دول ومصالح الغرب في المنطقة وفي عقر دارها.

وفي مواجهة هذا التهديد سارعت الولايات المتحدة إلى تشكيل تحالف دولي للقضاء عليه، ولكن وفق رأي واضعي الدراسة اتسم تدخلهم بالتردد والعجز والإحجام عن المخاطرة، وكان في الإجمال فاشلاً وخيب آمال حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.

ثم تستعرض الدراسة بعد ذلك خلفيات التقلبات التي تصدع الشرق الأوسط وتؤرجحه، وخلفيات اللاعبين غير الدوليين، وتحدد مراكز الهزات، وفي الصميم منها سورية، التي لا يرى واضعو الدراسة أية بشائر في الأفق توحي بنهاية الحرب الأهلية فيها، الأمر الذي يعني أن السيرورات المتواصلة على صعيد تفكك الدولة وتمزق النسيج الاجتماعي فيها ستستمر، وتضيف الدراسة إلى مراكز الهزات ثلاثة مراكز أخرى هي: مصر وليبيا واليمن.

الدراسة الثانية بعنوان بيئة إسرائيل الاستراتيجية في السنوات 2011-2015 وتوصيات للسياسة الإسرائيلية في السنوات 2016-2020، وتعني الدراسة إيضاح ضرورة بلورة استراتيجية إسرائيلية عليا في مجالي الأمن والخارجية للسنوات المحددة في عنوان الدراسة، ومن أجل ذلك تشخص الدراسة أهم التطورات الأمنية والسياسية الناجمة عما يسمى “الربيع العربي”، والتي تؤثر في أمن إسرائيل، ويقدم في نهاية الدراسة إحدى عشرة توصية يقترح على القيادة السياسية الإسرائيلية تبنيها، وأهم تلك التطورات :

–  ضعف الدول العربية إلى حد يمكن تفكيكها إلى دول صغيرة.

– تنظيم الدولة الإسلامية أحد أهم اللاعبين المركزيين المؤثرين في التطورات في الشرق الأوسط.

–  الدول العظمى عادت إلى النشاط العسكري في المنطقة، ولكنها تحاذر من التورط في عمل بري.

–  بعد الاتفاق النووي مع إيران بقيت إسرائيل وحيدة في مواجهة اتفاق إشكالي، لكنها تكسب الوقت.

–  يوجد لإسرائيل والعالم السني البراجماتي – مصر والأردن والسعودية والدول الخليجية الأخرى مصالح متطابقة عديدة.

–  فشل جولة أخرى مع الفلسطينيين بشأن الحل الدائم نجم عنه فراغ ولد انتفاضة ثالثة سلاحها الطعن والدهس.

– إسرائيل قوية عسكريًا، وهناك انخفاض في التهديد المباشر لها، وهي ناجحة في تجنب مواجهات وحروب واسعة النطاق.

أما عن التوصيات فتتلخص هي الأخرى في:

–  بالنسبة إلى المسألة الإيرانية، على إسرائيل المبادرة إلى تفاهمات متوازية مع الولايات المتحدة تتيح للدولتين الحليفتين تنسيقًا مستمرًا في الموضوع الإيراني، والعامل الأساسي المحتمل لإضعاف إيران هو سورية، وعلى إسرائيل الاستعداد عسكريًا وسياسيًا لاحتمال تفكك سورية واستمرار المواجهات فيها أعوامًا طويلة.

–  والتهديد الأساسي الذي تواجهه إسرائيل حاليًا هو حزب الله، وعليها النظر إليه وإلى لبنان باعتبارهما كيانًا سياسيًا واحدًا في حال مهاجمتها، وبالتالي عليها أن تضرب مقومات البنية التحتية في لبنان كجزء من المعركة الشاملة.

–  وأخيرًا على إسرائيل المبادرة إلى القيام بخطوات مستقلة في الساحة الفلسطينية، وفي نفس الوقت تعميق التحالف مع الدول البراجماتية.

أما الدراسة الثالثة في الكتاب فعنوانها “أن يكون لإسرائيل موقف من نظام الأسد واجب أخلاقي وضرورة استراتيجية” وتتناول الدراسة محور إيران – سورية – حزب الله من حيث كونهم التهديد الأخطر بالنسبة إلى إسرائيل، حيث إن هذا المحور يتبنى هدفًا استراتيجيًا هو القضاء على إسرائيل، وتشكل قدراته العسكرية الحالية، والقدرات الإضافية التي من المتوقع أن يكتسبها، والموارد الصناعية والعلمية، عناصر كامنة لقوة إقليمية، وترفض الدراسة فكرة أن الدولة الإسلامية تفوق خطر إيران وحلفائها، ويجزم أن خطر هؤلاء على إسرائيل هو أشد أضعافًا مضاعفة من خطر الدولة الإسلامية ويقترح على إسرائيل، كي تكف عن الوقوف على السياج أن تضع استراتيجيات متعددة المستويات، وأحد الشروط الأساسية لذلك يمثل في إنشاء تحالف إقليمي سري إذا لزم الأمر مع العالم السني، والأهم من ذلك مع السعودية ودول الخليج وتركيا والأردن ومصر، فالدولة السنية البارزة في منطقة الشرق الأوسط تجمعها بإسرائيل مصالح متداخلة، وهي تسعى لتحقيق أهداف متماثلة: إضعاف إيران وحزب الله والإطاحة بالأسد، وعليها تنفيذ كل ذلك بالشراكة مع الولايات المتحدة، وربما أيضًا من خلال تفاهمات هادئة مع روسيا.

ثم تقدم الدراسة سبع نقاط رئيسية لاستراتيجيات شاملة من أجل مناهضة الأسد ونظامه، وإضعاف المحور الراديكالي، وتتلخص هذه النقاط في:

–  يجب إطلاق عملية سياسية وقانونية ضد الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد والتي من شأنها المساعدة في محاسبته على دوره في القتل الجماعي واستخدامه أسلحة كيماوية، وتستطيع إسرائيل في المساعدة عن الكشف عن معظم المعلومات المتعلقة بأعمال القتل التي ارتكبها الأسد وحزب الله في سورية وباستخدام أسلحة كيماوية.

–  يجب إطلاق حوار مع الولايات المتحدة بشأن صوغ استراتيجية إزاحة كل من نظام الأسد والقوات الإيرانية و “حزب الله” و “الدولة الإسلامية” من سورية، شرط وجود إسرائيل في ذلك الحوار، وبذلك تصبح جزءًا من المعسكر الذي يضم السعودية وتركيا (حليفتي الولايات المتحدة ).

–  ينبغي على إسرائيل أن تثبت أن لديها هي أيضًا خطوطًا حمراء ومبادئ أخلاقية، وهذه العناصر يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار لدى درس تنفيذ عمليات عسكرية محدودة هادفة إلى نقل رسالة أخلاقية وإنقاذ أرواح بشرية، مثل توجيه ضربات إلى مروحيات عسكرية سورية تلقي براميل متفجرة فوق مناطق آهلة بكثافة.

–  بموازاة ذلك، وبشكل لا يتعارض مع ضربات ضد عناصر في نظام الأسد متورطة في إلحاق الأذى بمدنيين أبرياء، تستطيع إسرائيل أن تواجه التهديد الذي يمثله تنظيم “الدولة الإسلامية”.

–  التوصل إلى عقد تفاهمات متينة مع روسيا من أجل دفع هذه الجهود قدمًا مع المحافظة على المصالح الروسية في شمال سورية، ومن المهم التشاور مع موسكو بشأن استبدال نظام الأسد بنظام أكثر توجهًا نحو روسيا وأقل توجها نحو إيران.

وتختتم الدراسة الثالثة بتناول منطقة الشرق الأوسط من حيث إعادة تشكيلها قبل أكثر من خمسة أعوام، ولكن من الصعب التنبؤ بخواتيمها، ومع ذلك يمكن الافتراض أن الأطراف المتورطة في النزاعات في المنطقة بصورة عامة، وفي سورية بصورة خاصة، تسعى لحلول من خلال محاولة إعادة تشكيل علاقات القوة بينها وبين هيكليات الدول في المنطقة، ومن هذا المنطلق فإن مصلحة إسرائيل الأساسية تكمن في ضمان ألا تكون إيران وحزب الله القوتين اللتين ستعزز قوتهما ضمن إطار نظام جديد في منطقة الشرق الأوسط.

الدراسة الرابعة بعنوان “الاستراتيجية الإسرائيلية لحقبة ما بعد سايكس – بيكو” وهي بالغة الأهمية، حيث تذهب الدراسة إلى الإشارة إلى أن حقبة سايكس بيكو في منطقة الشرق الأوسط انتهت، وأن المنطقة مقبلة على حقبة جديدة تنطوي على تهديدات بالغة الخطورة على إسرائيل، وفي هذه الدراسة عودة إلى الترتيبات التي أوجدها اتفاق سايكس – بيكو المبرم في عام 1916 وتبيان عشوائياتها، وهناك شرح مطول للتطورات التي حدثت في المنطقة خلال المائة عام منذ إبرام الاتفاق وصولاً إلى ما آلت إليه الأمور من تفكك لدول ومجتمعات عربية أساسية، وظهور قوى غير دولتية منافسة أو معادية للأنظمة الحاكمة في هذه الدول، وحروب أهلية، وتدخل قوى إقليمية وأجنبية في هذه الحروب، ونشوء حالة من عدم الاستقرار في المنطقة، واضطرابات تنطوي على تهديدات لإسرائيل والعالم العربي ودول أوروبية.

أما التحديات التي تواجه إسرائيل فالدراسة تحددها في شيئين هما:  تزعزع الاستقرار المحلي على حدودها، وتغلغل في العمق، مباشر وغير مباشر، لإيران ولاعبين آخرين داخل مناطق قريبة من حدود إسرائيل، وهنا سؤال عن ما يجب على إسرائيل فعله في مواجهة هذا الوضع ؟ والإجابة: ينبغي أن تعمل على لجم اللاعبين الذين يسعون لفرض تغيير في النظام الإقليمي بالقوة، وعلى احتواء التهديدات الناشئة، وذلك من خلال التعاون، حتى لو كان تعاونًا مؤقتًا وهشًا ومتكتمًا، مع أكبر اللاعبين الممكنين، وعليها بالتأكيد تواصل التعاون مع مصر فيما يخص قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء ومصالح مشتركة أخرى، وأن تساهم في حماية أمن الأردن من التهديدات الداخلية والخارجية، وأن تعير ميزة المصالح المشتركة مع السعودية أهمية قصوى، وأن تسلح وتشارك في تمويل مجموعة إثنية مثل الأكراد والدروز وغيرهم، بل أكثر من ذلك ثمة إمكان لتحقيق توازن، ولو هش، مع مجموعات محلية مثل “جبهة النصرة” في جنوب مرتفعات الجولان السورية، إذ إن المهم بالنسبة إلى إسرائيل وجبهة النصرة هو منع إيران وحزب الله من إنشاء موطئ قدم في هذه المنطقة.

وهناك تحذير لإسرائيل من المشاركة في اللعبة الكبيرة الجارية في منطقة الشرق الأوسط والتي تتسابق الأطراف المنغمسة فيها للاستيلاء على مناطق نفوذ ومواطئ أقدام.

وهناك دراسة خامسة بعنوان “علاقات حسن الجوار على الحدود الشمالية .. سياسة إسرائيل حيال الوضع الراهن في الجولان السوري”، حيث تتناول الدراسة بداية تطور سياسة إسرائيل حيال الجولان السوري وطبيعة علاقاتها بالمنظمات الإرهابية التي تسيطر على الجزء الجنوبي من الهضبة، لإقامة اتصالات مع إسرائيل وطلب الدعم منها، ومحاولات إقناعها بالتنسيق معها لإقامة منطقة آمنة في جنوب الجولان تحت الحماية الإسرائيلية والإقليمية والدولية من أجل مواصلة القتال والتمدد في اتجاه العاصمة السورية وإسقاط النظام الحاكم فيها، وتزعم الدراسة أيضًا أن للأردن دورًا يؤديه في الصراع المحتدم في الهضبة السورية.

فتشير الدراسة أن تلك الاتصالات جرت بين مجموعات من جنوب سورية وبين إسرائيل من خلال عدة قنوات رسمية وغير رسمية، واتسعت هذه القنوات مع توثق العلاقات المحلية بين الجيش الإسرائيلي وسكان الجولان السوري، وكانت اتصالات محلية جرت في النصف الثاني من سنة 2014 خلال محاولة ترويج بمساعدة أعضاء من المعارضة السورية في المنفي، خطة تقضي بإنشاء منطقة آمنة في جنوب سورية بدعم إقليمي دولي يمنع سيطرة شيعية أو سلفية جهادية على المنطقة، وقد طلب من المجتمع الدولي بقيادة الأمم المتحدة حماية ترتيبات أمنية تشمل فرض حظر جوي على جنوب سورية وإقامة منطقة آمنة بعمق 25 كيلو متر تمتد على طول الحدود بين إسرائيل وسورية ولبنان والأردن.

وهذه المنطقة الفاصلة والآمنة هي تلك التي كانت الولايات المتحدة وتركيا تفكران في إنشائها على جزء من الحدود الشمالية لسورية، ونجاح الخطة قد يحول، من وجهة نظرهم، منطقة جنوب سورية إلى حلقة أولى في الكيان السوري الجديد الآمن والمزدهر، ويشكل نموذجًا للمحاكاة يتمدد بالتدريج نحو مناطق أخرى، أما تطبيق هذه الرؤية فسيتم على ثلاث مراحل: في المدى القصير، تعبئة ومساعدة دولية ومالية وإنسانية تسمح بالتزود بالغذاء والكساء والدواء والخيم والغاز، وفي المدى المتوسط، إقامة لمستشفيات ميدانية ومحاكم ومدارس وشرطة، وفي المدى البعيد، تشجيع التعاون الإقليمي بما في ذلك تعاون سوري – إسرائيلي في موضوع التكنولوجيا والمياه.

ومن أجل ترويج الخطة اعتقد اللاعبون المحليون أن هناك حاجة إلى التنسيق مع إسرائيل والحصول على دعمها، وانسجامًا مع ذلك، بادر قادة ميليشيات وزعامات أهلية ورجال دين وزعماء عشائر من منطقة الجنوب السوري (الذي يشمل أيضًا ريف دمشق والقنيطرة وحوران) إلى محاورة أطراف مدنية وأمنية وسياسية في إسرائيل بهدف نقل رسالة مفادها أن لديهم مصالح مشتركة مع إسرائيل وأعداء مشتركين: المحاور الموالية لإيران والجهاديين.

وهناك دراسة سادسة عنوانها “روسيا في سورية والدلالات بالنسبة إلى إسرائيل .. أهداف التدخل الروسي” حيث تعالج هذه الدراسة التدخل الروسي في سورية، أهدافه ومساره عسكريًا ودبلوماسيًا والعلاقات بين روسيا واللاعبين الإقليميين والدوليين، ونقاط الخلاف الرئيسية بين مختلف الأطراف المنخرطة في الصراع بشأن سورية، وأخيرًا الدلالات بالنسبة إلى إسرائيل وكيف يمكن دفع المصالح الإسرائيلية قدمًا.

أما عن أهداف التدخل الروسي في سوريا كما هي مذكورة في الدراسة:

–  الهدف الأول والرئيسي لتعزيز التدخل الروسي في سورية هو تموضع روسيا كقوة عظمى عالمية بعد تضرر مكانتها على طاولة الكبار في اللعبة الدولية في الغرب عقب تفكك الاتحاد السوفيتي.

–  استخدام المشكلة السورية رافعة لحل مشكلات في ساحات أخرى ذات أهمية لروسيا وعلى رأسها أوروبا عامة وأوكرانيا خاصة.

–  تحويل أنظار الرأي العام في روسيا عن المشكلات الاقتصادية والاجتماعية من جهة وإنقاذ نظام صديق كان على وشك السقوط من جهة أخرى.

–  محاربة الجماعات الجهادية السنية خشية أن يؤدى عدم حل مشكلة محلية في منطقة الشرق الأوسط إلى موجة إرهاب تضرب داخل روسيا نفسها.

وبوجود الروس في سوريا حققوا عدة إنجازات على الصعيد الدولي منها مثلاً، أن الخطورة الهجومية التي أقدمت عليها جعلتها عنصرًا قياديًا في كل ما يتعلق بمستقبل سورية، وعلى الساحة الدولية عاد الروس إلى صدارة المسرح الدولي، وشكل أيضًا النشاط الروسي، الذي يدمج بين خطوات عسكرية وخطوات دبلوماسية، استخدامًا صحيحًا لقوة عسكرية كأداة فعالة لتحريك منظومات معقدة “عالقة”.

أما عن الإخفاقات، فلم تفض العملية الروسية إلى حسم أو استقرار، وعلى المستوى الاستراتيجي، معظم إنجازات روسيا في الحرب الأهلية في سورية هو شعوري “أي يتصل بالمشاعر ووعي الناس” وقصير الأجل، وكان أيضًا للقتال الروسي مساهمة حاسمة في تدمير الدولة السورية وبناها التحتية، كما ساهمت روسيا إلى حد كبير، على حسب الدراسة، في تدفق اللاجئين والنازحين السوريين خارج البلاد، وهم طاقة بشرية مهمة وضرورية لإعادة إعمار سورية في أي مشروع مستقبلي.

أما فيما يتعلق بالمصالح الإسرائيلية، فترى الدراسة أن إسرائيل عليها التوضيح بتواصل العمل عسكريًا عندما تتضرر مصالحها، ولاسيما في نقل سلاح نوعي إلى حزب الله أو نشر قوات معادية في مرتفعات الجولان، وينبغي لإسرائيل أن تعزز التفاهمات مع السعودية وتركيا بشأن مستقبل سورية، وبشأن أعمال استباقية ترمي إلى تعزيز جهات سنية معتدلة في سورية، وتستطيع إسرائيل أيضًا أن تستخدم منظومة العلاقات الناشئة مع روسيا كرافعة من أجل ضمان كبح حزب الله، كما أن إسرائيل ملزمة بدعم جميع الجهات الفاعلة الدولية التي تعمل جاهدة لحل سوري يستبدل الأسد ويقلص وجود إيران وحزب الله في سورية إلى الحد الأدنى.

أحــمد محــمد سعـيد

باحث مصري – القاهرة

اظهر المزيد

أحمد محمد سعيد

باحث مصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى