نبذة تاريخية
يقصد بازدراء الأديان عدم احترام الأديان ومهاجمتها والإساءة إليها والتحقير من شأنها ومن شأن الرموز الدينية ذات الصلة سواءً بالقول أو بالفعل أو بنشر ما يقلل من شأن هذه الأديان أو تلك الرموز الدينية. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الظاهرة لم تقتصر على دين بذاته بل شملت الديانتين المسيحية والإسلام على حد سواء([1]).
وترتبط ظاهرة الإساءة إلى الأديان إلى حد كبير بنشوء النظام الدولي بعد نهاية الحروب الدينية المتوجة بعقد معاهدة ويست فاليا عام 1648 وبنشوء الدولة الأمة في أوروبا منذ ذلك التاريخ. فإذا كانت تلك المعاهدة قد وضعت حدا للحروب الدينية وأرست أسس النظام الدولي المبني على ضرورة احترام الاختلاف الديني، فإن بعض مظاهر عدم التسامح الديني ظلت قائمة هناك بسبب عدم احترام ديانات الأقليات داخل الدول والتي تدين بدين غير دين أغلبية السكان فيها. الأمر الذي نتج عنه تدخل الدول الكاثوليكية في الدول البروتستانتية لحماية الأقليات الكاثوليكية فيها أو العكس تدخل الدول البروتستانتية في الدول الكاثوليكية لحماية الأقلية البروتستانتية فيها([2]).
وقد تعرضت الديانة المسيحية للنقد والهجوم وقد طالت هذه الانتقادات الكنيسة وتعاليم ونصوص الكتاب المقدس وحتي تعاليم السيد المسيح (عليه السلام) ذاته، ويرجع الإساءة إلى الديانة المسيحية إلى عام 1559 والتي امتدت حتى عام 1966 حيث تم نشر العديد من الكتب المسيئة إلى المسيحية وإلى شخص السيد المسيح (عليه السلام)، الأمر الذي دفع الكنيسة الكاثوليكية في روما إلى إصدار قائمة تتضمن الكتب المحظورة والمسيئة إلى المسيحية (Index of Prohibited Books)، وذلك بهدف حماية القيم والتعاليم المسيحية الكاثوليكية([3]). وخلال الفترة الأخيرة تم أيضا إنتاج العديد من الأفلام السينمائية المسيئة لشخص السيد المسيح (عليه السلام) مثل فيلم “الإغواء الأخير للمسيح” خلال عام 1988 وفيلم “كود دافنشي” في عام 2006([4]).
وجدير بالذكر أن ظاهرة الإساءة والتحامل على الإسلام والمسلمين والتي اخترقت وسائل الإعلام الغربية ليست وليدة اليوم ، بل إنها متجذرة في علاقة الإسلام والمسلمين بالغرب. فمنذ القرون الوسطى والتحامل على الإسلام والمسلمين قائم ، إلا أن هذا التحامل تزايد بعد تدهور الحضارة العربية الإسلامية وتنامي الحضارة الغربية ، وبالخصوص منذ عصر النهضة في أوروبا ، حيث كانت هذه الفترة بارزة في تعميق هذه الإساءة ووضع أسسها([5]).ومن جانبهم سعى المستشرقون أيضا إلى رسم صورة سلبية للإسلام والمسلمين والتي ما زالت راسخة في الذهن الشعبي الغربي حتى اللحظة الراهنة، حيث تم تصوير الإسلام على أنه المنافس للمسيحية وادعوا تميز الحضارة الغربية على نظيرتها الإسلامية. ومازالت هذه الصورة السلبية والمشوهة عن الإسلام والحضارة العربية الإسلامية سائدة حتى اليوم في الكتب المدرسية الغربية والمناهج التعليمية التي تدرس في المدارس والجامعات في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. هذا بالإضافة إلى الدور الذي لعبه وما زال يلعبه الإعلام الغربي في ترسيخ الصورة النمطية والسلبية عن الإسلام([6]).
أبرز مؤشرات تنامي ظاهرة ازدراء الأديان والرسل في الآونة الأخيرة
فيما يتعلق بازدراء المسيحية
- خلال عامي 2012 و2013 تم عرض بعض الإعلانات المسيئة لأعياد الميلاد المجيدة والمعتقدات المسيحية في وسط ميدان تايمز بمدينة نيو يورك بالولايات المتحدة الأمريكية. وقد أعلنت منظمة “الأمريكيين الملحدين” (American Atheists) مسئوليتها عن نشر هذه الإعلانات وشن حملات تسيء إلى المسيح (عليه السلام) والديانة المسيحية على وجه العموم([7]).
فيما يتعلق بازدراء الإسلام
- وفي أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 التي وقعت في نيويورك وواشنطن، تصاعد الهجوم على الإسلام والمسلمين على نحو مقلق حيث ربط الغرب الإسلام بالإرهاب والعنف والعدوان وعدم الاعتراف بالآخر، كما تصاعدت أيضا مواقف الازدراء والتحامل على الحضارة العربية الإسلامية على نحو مقلق حيث شملت أيضا الأمريكيين من ذوي الأصول العربية والإسلامية حتى ولو كانوا كاملي المواطنة([8]).
- وفي ظل صعود دور اليمين المتطرف في أوروبا والذي يتسم بالعداء للأجانب ورفض الأقليات والتعددية الثقافية والدعوة إلى الحد من الهجرة، تنامت معدلات التعصب وعدم التسامح الديني والتحريض العنصري ضد الإسلام والمسلمين([9]). ولعل من أبرز أحزاب اليمين المتطرف الذي لعب دورًا بارزا في إيقاد نار الفتنة ضد الإسلام والمسلمين “الحزب الشعبي الدنماركي”. وفي هذا الإطار كانت الصحيفة الدنماركية “يولاندس بوستن” قد قامت في سبتمبر2005 بنشر بعض الصور والرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول محمد (ﷺ).
- وفي يناير عام 2006 قامت الصحيفة النرويجية “ماجازينيت” وكذلك بعض الصحف الفرنسية والألمانية والإيطالية والإسبانية بإعادة نشر تلك الصور المسيئة للإسلام([10]).
- وخلال عام 2008 نشرت 17 صحيفة دنماركية من بينها الصحف الثلاث الكبرى باسم حرية الرأي والتعبير رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد(ﷺ)، ومن ضمن هذه الصحف صحيفة “برلينفسكي تيدندي” المحافظة الواسعة الانتشار والتي كانت أول من نشر هذه الرسوم المثيرة للجدل والتي تظهر فيها الرسول يضع عمامة على شكل قنبلة مشتعلة الفتيل([11]).
- وفي عام 2011 أقدم أحد القساوسة الأمريكيين ويدعي “تيري جونز” على حرق نسخة من القرآن الكريم داخل إحدى الكنائس بولاية فلوريدا الأمريكية . وقد توالى إنتاج الأفلام السينمائية المسيئة إلى الإسلام وإلى شخص الرسول الكريم، نذكر منها على سبيل المثال: فيلم “الخضوع” للمخرج الهولندي “تيوفان جوخ” وفيلم “فتنة” وفيلم “براءة المسلمين”([12]).
- وفي إطار الإجراءات المتواصلة من جانب إسرائيل لاستباحة قدسية المسجد الأقصى بما في ذلك منع المصلين المسلمين من الوصول إليه ومحاولاتها المستمرة والممنهجة لطمس الهوية الإسلامية والمسيحية للقدس ، اعتدى ضابط إسرائيلي خلال شهر مارس عام 2013 على عدد من السيدات اللاتي كن يحفظن القرآن في باحات المسجد الأقصى بالقدس ، كما قام الضابط بركل القرآن الكريم بقدمه وأسقطه على الأرض. ناهيك عما يتم رصده بشكل دائم ومستمر من انتهاكات هائلة ومتعددة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية ومنها شعارات ضد الرسول محمد عليه الصلاة والسلام والسيد المسيح عليه السلام([13]).
- وفي سابقة تعد الأولى من نوعها اتخذت السلطات في أنجولا في نوفمبر عام 2013 قرارا بحظر الإسلام في البلاد وأقدمت على هدم المساجد ومنع المسلمين من ممارسة الشعائر الدينية، لكي تصبح أول دولة في العالم تتخذ مثل هذا الموقف المتشدد ضد المسلمين .وفي هذا الإطار وصف رئيس الدولة “خوسيه دوس سانتوس” حملة بلاده على الإسلام بأنها “نهاية التأثير والنفوذ الإسلامي في بلدنا”([14]).
- وخلال عام 2015 قامت الصحيفة الفرنسية “شارلي إيبدو” بنشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول محمد (ﷺ)، حيث اتخذت الصحيفة من مهاجمة الإسلام بصفة خاصة الإساءة إلى الرسول (ﷺ) نهجا ثابتًا في إصدارتها، الأمر الذي دل دلالة واضحة على التحدي المتعمد لمشاعر المسلمين و الاستهتار بها([15]).
- ولعل آخر تلك المؤشرات ما أعلنه البرلماني الهولندي اليميني المتطرف “خيرت ويلدرز” خلال عام 2018 والمعروف بمواقفه المعادية للإسلام بشأن تنظيم مسابقة الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للنبي محمد(عليه الصلاة والسلام) والتي كان يعتزم تنظيمها في مبنى البرلمان الهولندي. وفي ضوء ما أثاره تنظيم المسابقة هذه من ردود أفعال سلبية في العديد من دول العالم الإسلامي، الأمر الذي اضطر معه البرلماني الهولندي إلى إلغاء المسابقة([16]).
التداعيات السلبية المترتبة على ظاهرة ازدراء الأديان والرسل
أسفرت هذه الظاهرة السلبية عن العديد من التداعيات والنتائج السلبية على مختلف الأصعدة الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
على الصعيد الأمني:
أدت هذه الظاهرة إلى اندلاع العديد من الاحتجاجات والمظاهرات في مختلف البلدان الإسلامية والأوروبية، حيث تمت مهاجمة بعض السفارات الأوروبية وبصفة خاصة الدنماركية في العديد من الدول الإسلامية والأوروبية على حد سواء، هذا إلى جانب المحاولات التي جرت لاقتحام مسلحين لمقر الاتحاد الأوروبي في غزة وذلك كرد فعل مباشر لنشر الصور المسيئة للرسول محمد (ﷺ). كما نتج عن هذه الأحداث وقوع ضحايا وخسائر مادية وأعمال تخريب وتدمير، فعلى سبيل المثال تعرض مقر صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية لهجوم أسفر عن مقتل 12 شخصا([17]).
ناهيك عن أعمال العنف التي اندلعت مثل اغتيال المخرج الهولندي “تيوفان جوخ” على يد أحد المتطرفين كرد فعل على إنتاج فيلمه السينمائي بعنوان “الخضوع”.
على الصعيدين السياسي والاقتصادي:
- أسفرت هذه الظاهرة عن العديد من الأزمات السياسية والدبلوماسية بين الحكومات الأوروبية ونظيراتها في بعض الدول العربية والإسلامية. فمن جانبها استدعت المملكة العربية السعودية سفيرها من كوبنهاجن، في الوقت التي أغلقت فيه ليبيا سفارتها هناك احتجاجا على ما نشرته الصحافة الدنماركية من رسوم كاريكاتورية مسيئة للرسول محمد (ﷺ). ومن جانبها وجهت وزارة الخارجية الدنماركية تحذيرا إلى رعاياها من السفر إلى السعودية ، كما دعت رعاياها إلى توخي الحذر في دول أخرى مثل مصر وإيران ولبنان والجزائر وباكستان والأراضي الفلسطينية([18]).
- قامت أيضا العديد من البلدان العربية والإسلامية بإطلاق حملة لمقاطعة المنتجات والبضائع الدنماركية ، الأمر الذي دفع العديد من الشركات الدنماركية إلى الالتفاف على قرار المقاطعة من خلال وضع عبارة “صنع في الاتحاد الأوروبي” على منتجاتها([19]).
- وقد بلغ الأمر ذروته باتخاذ الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا قرارًا بمنع الهجرة إليها من سبع دول عربية وإسلامية وهي (إيران، ليبيا، سوريا، اليمن، الصومال، السودان، تشاد)، وذلك تحت ذريعة محاربة ما يسمى “بالإرهاب الإسلامي” وما يمثله من تهديدات للأمن القومي الأمريكي([20]).
على الصعيدين الاجتماعي والثقافي
- كما أسفرت هذه الظاهرة عن نتائج سلبية ذات صلة بالنسيج الاجتماعي للمجتمعات الأوروبية وبصفة خاصة بالنسبة للأقليات المسلمة المقيمة هناك، حيث أدت إلى وقوع مواجهات مباشرة بين المواطنين الأوروبيين والأقليات المسلمة وتعرض هذه الأقليات لأعمال عنف.
- هذا بالإضافة إلى ما أفضت إليه هذه الظاهرة من حيث ترسيخ الصورة النمطية السلبية عن الإسلام ووصفه بأنه دين تطرف وتعصب وإرهاب، وصم الثقافة العربية الإسلامية بالأصولية ورفض الحداثة والتجديد، بما في ذلك مواصلة التقليل من شأن الحضارة العربية الإسلامية وإنكار دورها وإسهاماتها العلمية والمعرفية في إثراء الحضارة الإنسانية.
المواقف المتباينة إزاء ظاهرة ازدراء الأديان والرسل:
موقف الدول الإسلامية:
تبنت دولة باكستان توجه الدول الإسلامية داخل مجلس حقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمم المتحدة، حيث أوضحت إصرار البلدان الغربية على النظر بشكل سلبي إلى كل من الإسلام والمسلمين . كما أعربت باكستان عن استنكارها للمحاولات التي تجري للربط بين الإساءة للأديان من ناحية وقضية حرية الرأي والتعبير من ناحية أخرى، وطالبت في هذا الشأن باتخاذ إجراءات دولية حاسمة بهدف محاربة التمييز ضد الأديان، بما في ذلك العمل على وضع آليات قانونية ملزمة للتصدي للإساءة إلى الأديان والرسل ومكافحة مظاهر عدم التسامح الديني التي تؤدي إلى انتهاك حقوق الإنسان.
موقف الدول الغربية الأعضاء في الاتحاد الأوروبي:
دعت الدول الغربية الأوروبية إلى أهمية معالجة هذا الموضوع من منطلق “مكافحة التحريض على الكراهية الدينية” بدلا من معالجته من جانب “الإساءة إلى الأديان”، على اعتبار أن التحريض على الكراهية الدينية هو وحده الذي يلزم اتخاذ تدابير محددة لمنع ممارسته. وأشارت في هذا الصدد إلى أن التعددية الدينية تستوجب احترام حق كل فرد في إبداء رأيه بشأن الأديان، بمعنى طرح مسألة الأديان للنقاش والانتقاد. وأضافت أن القوانين المعمول بها في تلك الدول كافية لمناهضة التحريض على الكراهية الدينية، وأنه في حالة التداخل بين حرية الرأي والتعبير والإساءة إلى الأديان يمكن رفع المسألة برمتها إلى القضاء، باعتباره السلطة المخولة بوضع القيود على الحريات .
ويمكن القول بصفة عامة أن الاتجاهين الإسلامي والغربي الأوروبي متفقان على ضرورة التصدي للتحريض على الكراهية الدينية. وبينما يصر الاتجاه الأول (الإسلامي) على ضرورة حماية الأديان، ولو أدى ذلك إلى الحد من حرية الرأي والتعبير نجد أن الاتجاه الثاني (الغربي الأوروبي) يتمسك بحرية الرأي والتعبير حتى ولو أدى ذلك إلى الإساءة إلى الأديان.
ازدواجية المعايير فيما يتعلق بالإساءة إلى الديانة اليهودية
جدير بالذكر بأنه في الوقت الذي تبرر فيه الدول الغربية الأوروبية إمكانية توجيه الانتقادات إلى الأديان وخاصة الديانتين المسيحية والإسلامية وذلك من منطلق حرية الرأي والتعبير. نجد أنه في حالة التعرض لليهود وللديانة اليهودية بما في ذلك في التشكيك في قضية “الهولوكست” – أي المحرقة التي طالت اليهود خلال الحرب العالمية الثانية من جانب ألمانيا النازية – فإن ذلك يعتبر من قبل الغرب ما يسمى “بمعاداة السامية”. إذ يعرض مرتكب هذا الفعل للمساءلة القانونية التي تتراوح ما بين عقوبة السجن أو الغرامات المالية أو حتى سحب الدرجات العلمية، الأمر الذي يعكس ازدواجية المعايير الغربية والكيل بمكيالين حينما يتعلق الأمر بالديانة اليهودية([21]).
الجهود المبذولة للتصدي لظاهرة ازدراء الأديان والرسل
الجهود الإقليمية:
جهود جامعة الدول العربية:
- اكدت جميع البيانات والإعلانات الختامية الصادرة عن مجلس الجامعة على مستوى القمة على رفضها لجميع التوجهات العنصرية الإقصائية وحملات الكراهية والتشويه ومحاولات التشكيك في قيمنا الإنسانية أو المساس بالمعتقدات والمقدسات الدينية. ففي إعلان عمان الصادر عن القمة العربية الثامنة والعشرين المنعقدة بمنطقة البحر الميت بالمملكة الأردنية الهاشمية بتاريخ 29 مارس 2017 أعرب قادة الدول العربية عن بالغ قلقهم إزاء تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا ومحاولات الربط بين الدين الإسلامي الحنيف والإرهاب محذرين من أن مثل هذه المحاولات لا تخدم إلا الجماعات الإرهابية التي لا تمت إلى الدين الإسلامي بأية صلة([22]).
- ومن جانبه ناقش مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في اجتماعه غير العادي بالقاهرة المنعقد بتاريخ 29 سبتمبر2005 ما قامت به صحيفة “يولاندس بوستن” الدنماركية من نشر صور مسيئة للنبي محمد (ﷺ). وعبر المجلس من خلال البيان الصادر في هذا الشأن عن رفضه وإدانته لهذه الإساءة التي تتنافى مع احترام وقدسية الأديان والرسل ومع حقيقة الإسلام وقيمه السامية. كما أعرب المجلس عن استيائه لرد فعل الحكومة الدنماركية الذي لم يكن على المستوى المطلوب وعدم اتخاذ بعض المنظمات الأوروبية العاملة في مجال حقوق الإنسان موقفا واضحا وصريحا من هذه الإساءة. وقد طالب المجلس الأمين العام لجامعة الدول العربية بالتنسيق مع نظيره في منظمة التعاون الإسلامي لاتخاذ اللازم بشأن الاتصال بالحكومة الدنماركية لمتابعة الموضوع([23]).
- وفي ضوء تنامي الأعمال المسيئة لديننا الإسلامي الحنيف أصدرت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بتاريخ 21 سبتمبر 2012 بالتنسيق مع كل من منظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي بيانًا مشتركًا أدان جميع الأعمال المسيئة للإسلام وكافة أشكال ازدراء الأديان والرسل والحض على الكراهية الدينية، مشددًا على ضرورة احترام كافة الأديان وجميع الأنبياء والرسل. وأكد البيان المشترك التزام المنظمات الإقليمية الأربع باتخاذ التدابير اللازمة والعمل على بلورة إجماع دولي يضمن الاحترام الكامل للأديان والرسل استنادًا إلى قرارات مجلس حقوق الإنسان الدولي الخاصة باحترام المعتقدات ومنع الإساءة إلى الأديان. كما أدان البيان المشترك أيضا أعمال العنف التي وقعت ضد بعض السفارات وطالب بالهدوء والتعقل([24]).
- وبتاريخ 3 مارس 2013 أعربت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية عن استنكارها لقيام ضابط إسرائيلي بركل القرآن في باحة المسجد الأقصى، معتبرة أن ما حدث ليس موجها لأهل القدس أو الشعب الفلسطيني فحسب بل رسالة إلى الأمتين العربية والإسلامية، ومطالبة باتخاذ موقف حازم إزاء هذا الاعتداء والذي يمثل حلقة من سلسلة انتهاكات عديدة ضد القدس ومقدساتها وأهلها)[25](. كما أصدر مجلس الجامعة بتاريخ 12 مايو 2013 خلال دورته غير العادية على مستوى المندوبين الدائمين قرارا تحت عنوان ” الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة لمدينة القدس المحتلة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية” أدان فيه إسرائيل لمحاصرتها كنيسة القيامة ومنعها للمصلين المسيحيين من ممارسة الشعائر الدينية، الأمر الذي يعكس عنصرية واضطهاد سلطات الاحتلال وازدرائها للأديان السماوية ومحاولاتها المستمرة والممنهجة لطمس الهوية الإسلامية والمسيحية للقدس عاصمة دولة فلسطين([26]).
- وفي إطار تعزيز التعاون مع المنظمات الإقليمية في مجال التصدي لظاهرة ازدراء الأديان قامت الأمانة العامة بتاريخ 20 أكتوبر 2013 بتنظيم الاجتماع التنسيقي للمنظمات والمؤسسات المعنية بمكافحة ازدراء الأديان والتصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا بمشاركة مسئولين وممثلين عن كل من: منظمة التعاون الإسلامي، المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة(ايسيسكو)، بالإضافة إلى مشاركة مسئولين من الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية. وقد تطرق الاجتماع التنسيقي إلى ظاهرة ازدراء الأديان بشكل عام والدين الإسلامي الحنيف بشكل خاص، وتطاول بعض وسائل الإعلام الغربية على الرموز والمقدسات الإسلامية بما في ذلك الرسل والأنبياء. وقد تمخض الاجتماع عن تبني عدد من التوصيات لعل أهمها تشكيل هيئة من النخب الفكرية المعتدلة لتقديم الصورة الصحيحة عن الإسلام، ودراسة إمكانية إنشاء قناة فضائية تخاطب الغرب، والعمل على إنتاج أفلام وثائقية للتعريف بالحضارة العربية الإسلامية وإسهاماتها المعرفية والفكرية([27]).
- وقد بذلت جامعة الدول العربية مساع حثيثة لوضع إطار تشريعي لتجريم ازدراء الأديان، حيث أصدر مجلس وزراء العدل العرب بتاريخ 26 نوفمبر2013 خلال دورة انعقاده رقم (29) القرار رقم (967) اعتمد المجلس بموجبه مشروع القانون العربي الاسترشادي لمنع ازدراء الأديان والذي قامت وزارة العدل في دولة قطر بصياغة مسودة هذا المشروع. وقد تم تعميم هذا القانون على وزارات العدل في الدول العربية. ويهدف هذا القانون إلى منع ازدراء الأديان وحمايتها من أي اعتداء يقع عليها تحت أي مبرر، وأن تكفل الدولة احترام الأديان والرسل والكتب السماوية ودور العبادة والذي يعد أحد الدعائم الأساسية لكفالة وترسيخ مبادئ حقوق الإنسان والحريات والمواطنة. ويتضمن مشروع القانون العربي الاسترشادي 25 مادة، وينص – ضمن الفصل الثاني منه والخاص بالأحكام الجزائية- على توقيع عقوبات على كل من يرتكب فعلاً من شأنه ازدراء الأديان، إلا أنه لم يحدد نوع العقوبة الموقعة تاركا هذا الأمر لكل دولة وفقا لتقديرها ورؤيتها القانونية. وتجدر الإشارة إلى أن المادة (4) من مشروع القانون الاسترشادي تنص على أنه “لا يجوز الاحتجاج بحرية الرأي والتعبير للقيام بأي فعل من شأنه ازدراء الأديان أو المساس بها بما يخالف هذا القانون”([28]).
- ومن منطلق توحيد الجهود والرؤى العربية قامت الأمانة العامة بالتنسيق مع الدول الأعضاء بصياغة ما يسمي بـ”الخطة الاستراتيجية العربية الموحدة لتحالف الحضارات”. وتتمثل أبرز أهداف الخطة العربية في بناء جسور التواصل مع اتباع الحضارات الأخرى بما يسهم في منع أو درء النزاعات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب العربية والشعوب الأخرى، والتصدي للظواهر السلبية مثل التطرف والعنف والإرهاب وازدراء الأديان والرسل. وقد تم إقرار الخطة الاستراتيجية العربية الموحدة من قبل مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري خلال دورة انعقاده العادية رقم ( 145) بتاريخ 11 مارس 2016 بموجب القرار رقم 8029 الصادر في هذا الشأن. وقد حرصت الأمانة العامة على التعريف بهذه الخطة في العديد من المحافل الدولية والعمل على بناء شراكات استراتيجية مع العديد من المنظمات الدولية بهدف تنفيذ البرامج والأنشطة المدرجة ضمن الخطة([29]).
- ومن ناحيته أقر البرلمان العربي في جلسته العادية السادسة التي عقدت بالقاهرة في 5 يوليو 2017 رؤية بشأن رفض ربط العنف والإرهاب بالدين الإسلامي واستنكار الإجراءات التمييزية ضد المسلمين. وقد قدمت الرؤية المطروحة مقاربة لمعالجة هذه القضية، بما في ذلك آليات التصدي لها ومن بينها تشكيل لجنة من أعضاء البرلمان العربي لتعزيز التعاون والتشاور بين البرلمان العربي والمجالس البرلمانية في الدول العربية، والبرلمان الدولي، والأجهزة التنفيذية للأمم المتحدة، والمنظمات المعنية بهذا الشأن على الصعيد الدولي، من أجل التصدي لظاهرة ربط الإرهاب بالإسلام ووقف القرارات والممارسات التمييزية ضد الإسلام والمسلمين)[30](.
- وتبذل جامعة الدول العربية مساع حثيثة من أجل تعزيز التعاون مع العديد من المنظمات الدولية والإقليمية ذات الصلة مثل منظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات ومنظمة اليونسكو ومنظمة التعاون الإسلامي ومؤسسة الأزهر الشريف، وذلك بهدف العمل على بلورة إجماع دولي يضمن الاحترام الكامل لكافة الأديان والرسل. وفي هذا الإطار تحرص الأمانة العامة للجامعة بشكل دوري كل عام على المشاركة في الاحتفالات العالمية ذات الصلة مثل أسبوع الوئام العالمي بين الأديان والذي يتم الاحتفال به خلال الأسبوع الأول من فبراير، واليوم العالمي للتنوع الثقافي ومحاربة التمييز العنصري والذي يوافق 29 يوليو، وأيضا اليوم العالمي للتسامح والذي يوافق 16 نوفمبر، وذلك من خلال إصدار بيانات صحفية يتم خلالها التأكيد على أهمية تعزيز التسامح الديني وإدانتها لكافة مظاهر الكراهية والتمييز والتعصب والعنف القائمة على الدين. كما تدين تلك البيانات الصحفية أيضا كافة أشكال التطرف الديني في مناطق شتى من العالم بما في ذلك الهجمات على الأماكن والأضرحة الدينية، مؤكدة على ضرورة احترام كافة الأديان وجميع الأنبياء والرسل ومعربة عن رفضها لأية محاولات للربط بين الإسلام والإرهاب)[31](.
جهود منظمة التعاون الإسلامي:
- حرصت منظمة التعاون الإسلامي على التأكيد على ضرورة احترام عقائد المسلمين وعدم الانتقاص منها حيث ورد في ميثاقها أن من بين أهداف المنظمة “حماية صورة الإسلام الحقيقية والدفاع عنها والتصدي للمحاولات الجارية لتشويهها”.
- ومن جانبها سعت المنظمة إلى تبني مسألة “تجريم ازدراء الأديان” لتصبح قاعدة دولية، وتمثلت أول مبادرة من جانبها في هذا الشأن في مشروع قرار بعنوان “تشويه سمعة الإسلام” قدم إلى لجنة حقوق الإنسان في 20 إبريل عام 1999 عبرت فيه الدول الإسلامية عن استيائها “من تقديم نماذج مبتذلة وسلبية للإسلام والميل إلى ربط انتهاكات حقوق الإنسان والإرهاب بالإسلام”، إلا أن هذا المشروع قد جوبه بمعارضة شديدة من قبل ممثل الاتحاد الأوروبي في لجنة حقوق الإنسان.
- وقد واصلت المنظمة جهودها الحثيثة لإضفاء بُعد دولي على قضية مكافحة ازدراء الأديان واستطاعت في عام 2008 بعد عرض الموضوع على مجلس حقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمم المتحدة استصدار قرار بعنوان “مناهضة ازدراء الأديان”. وبموجب هذا القرار اعترف المجلس بأهمية موضوع ازدراء الأديان وأكد على أهمية التسامح الديني واحترام التنوع، كما أعرب المجلس عن قلقه إزاء تفشي حالات التعصب الديني والتمييز والعنف القائمين على الدين.
- ولاشك أن قيام منظمة التعاون الإسلامي برسم سياسة واضحة فيما يتعلق بصياغة نصوص تجرم ازدراء الأديان وتلقى تطبيقًا عادلاً، وإلزام الدول الأعضاء في المنظمة بتقديم تقارير سنوية حول مدى تطبيقها لتلك النصوص قد ساهم بصورة أو بأخرى في إبراز أهمية تجريم ازدراء الأديان([32]).
الجهود الدولية
منظمة الأمم المتحدة
- أصدر مجلس حقوق الإنسان الدولي التابع لمنظمة الأمم المتحدة القرار رقم 19/7 بعنوان “مكافحة ازدراء الأديان” وذلك خلال الدورة رقم (40) المنعقدة بتاريخ 27/3/2008. وأعرب المجلس في قراره عن عميق القلق إزاء الصور النمطية السلبية للأديان ومظاهر التعصب والتمييز المبني على الدين أو المعتقد. كما أعرب المجلس أيضًا عن عميق قلقه إزاء المحاولات التي تجري للربط بين الإسلام والإرهاب والعنف وانتهاكات حقوق الإنسان. وحث القرار الدول الأعضاء على اتخاذ الإجراءات اللازمة لحظر انتشار الأفكار العنصرية والتي تمثل تحريضًا على الكراهية الدينية والعنصرية والعداوة والعنف.
- كما أصدر مجلس حقوق الانسان أيضًا بتاريخ 24/3/2011 القرار رقم 16/18 بعنوان “مكافحة التعصب والقولبة النمطية السلبية والوصم والتمييز والتحريض على العنف وممارسته ضد الناس بسبب دينهم أو معتقدهم” وذلك خلال دورة انعقاده رقم (16). وقد عبر المجلس في قراره عن بالغ القلق إزاء استمرار الحالات الخطيرة للتنميط السلبي للأشخاص ووصمهم على أساس دينهم أو معتقدهم. كما أعرب عن تنامي قلقه إزاء استمرار تزايد حوادث التعصب الديني، ودعا الدول إلى اتخاذ التدابير الفعالة لوقف المحاولات التي تجري للتحريض على العنف على أساس الدين أو المعتقد([33]).
- ومن ناحيتها كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اتخذت بتاريخ 23/11/2010 قرارًا بشأن اعتبار الأسبوع الأول من فبراير من كل عام، أسبوعا للوئام العالمي بين جميع الأديان.
رؤية مستقبلية:
جدير بالذكر أن الجهود المبذولة ذات الصلة بمكافحة ظاهرة ازدراء الأديان والرسل قد اقتصرت على سن القوانين والتشريعات ذات الصلة، إذ تجرم معظم التشريعات الجنائية الوطنية خاصة في العديد من الدول العربية والإسلامية أفعال الإساءة إلى الأديان والرموز الدينية، سواء كانت تلك الأفعال قولية أو مادية. وقد لوحظ أنه في كثير من الأحيان لا يعمل بهذه القوانين إلا في نطاق ضيق. والواقع أن سن القوانين غير كافٍ إذ يلزم أن يستتبعه خطوات وإجراءات أخرى تتمثل فيما يلي:
- مراجعة الخطاب السياسي والثقافي والإعلامي والديني وذلك بما يكفل احترام كافة الأديان والرسل .
- بذل المساعي الدولية لوضع اتفاقية تحرم وتجرم الإساءة إلى الأديان والرسل والعمل على إضفاء صفة الإلزام على القرارات الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة وأجهزتها في هذا الشأن .
- حث الدول – وبصفة خاصة الغربية الأوروبية – على ضرورة مراعاة التوازن بين حرية الرأي والتعبير واحترام المقدسات الدينية.
- حث المواطنين المسلمين في الدول الغربية على اللجوء إلى القضاء حالة تعرض معتقداتهم للإساءة أو التشويه اعتمادا على القوانين الوطنية والقانون الدولي .
- تقديم الدعم للجاليات والأقليات المسلمة في الدول الغربية .
- العمل على توضيح الصورة الصحيحة للإسلام وقيمه السمحة من خلال تنظيم ورش العمل والندوات والملتقيات الحوارية.
([1]) د.عادل عامر، مفهوم جريمة ازدراء الأديان، الصدى نت،30/5/2016 www.elsada.net
([2]) المضامين الإعلامية الغربية حول الإسلام في ضوء القانون الدولي، الاجتماع الرابع عشر للمجلس الاستشاري المكلف بتنفيذ الاستراتيجية الثقافية في العالم الإسلامي، باكو – أذربيجان، 18 -19 مايو 2015
([3])Heidi Schlumpf, Does the Church still ban books ? ,U.S.Catholic ,www.uscatholic.org
([4])Movies that mock ,twist and slander Scripture,God&Christianty 2013/2016 www.imdb.com/list/ls036840095
([5]) المضامين الإعلامية الغربية حول الإسلام في ضوء القانون الدولي، مرجع سابق.
([6]) ورقة عمل مقدمة من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية إلى مؤتمر حوار الحضارات 23،24 أكتوبر 2002 كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة.
([7])Billy Hallowell , Atheists Post Anti-Christmas Billboard in Times Square,Featuring Jesus Being Crucified:Dump the Myth , the blaze www.theblaze.com
([8]) ورقة عمل مقدمة من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية إلى مؤتمر حوار الحضارات، مرجع سابق.
([9]) محمد حجاب، صعود اليمين المتطرف يهدد المهاجريين في أوروبا ، جريدة الأهرام بتاريخ 11/6/2018.
([10]) The Telegraph, 4/5/2015 www.telegraph.co.uk
([11]) جريدة الرأي بتاريخ 14/2/2008 www.alraimelia.com
([12]) Lizette Alvarez ,The New York Times ,April 2,2011, www.nytimes.com
([13]) جريدة اليوم السابع بتاريخ 3/3/2013 www.youm7.com
([14]) جريدة الدستور بتاريخ 29/11/2013 www.dostor.org
([15]) The Washington Post ,17/7/2015 www.washingtonpost.com
([16]) جريدة اليوم السابع بتاريخ 29/8/2018 www.youm7.com
([17]) The Washington Post ,17/7/2015 www.washingtonpost.com
([18]) جريدة الاتحاد بتاريخ 31/1/2006 ، www.alitthad.ae
([19]) مجلة “لها” أون لاين ، www.lahaonline.com
([20]) Michael D.Shear, The New York Times 24/9/2014 www.nytimes.com
([21]) المضامين الإعلامية الغربية حول الإسلام في ضوء القانون الدولي، مرجع سبق ذكره.
([22]) إعلان عمان الصادر عن القمة العربية (28) بتاريخ 28 مارس 2017 ،وثائق لدى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
([23]) البيان الصادر عن مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري بشأن “قيام صحيفة دنماركية بنشر صور تسيء لنبي الإسلام محمد” في اجتماعه غير العادي بالقاهرة بتاريخ 29/12/2005.
([24]) البيان المشترك الصادر عن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالتنسيق مع كل من منظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي بتاريخ 21/9/2012 ،وثائق لدى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
([25]) جريدة اليوم السابع بتاريخ 3/3/2013www.youm7.com
([26]) القرار رقم (7647) الصادر عن مجلس الجامعة في دورته غير العادية بتاريخ 12/5/2013 ،وثائق لدى الأمانة العامة لدى جامعة الدول العربية
([27]) لمزيد من التفاصيل راجع محضر الاجتماع التنسيقي للمنظمات والمؤسسات المعنية بمكافحة ازدراء الأديان والتصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا، القاهرة 20 أكتوبر 2013 ، وثائق لدى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
([28]) القرار رقم (967) الصادر عن مجلس وزراء العدل العرب خلال الدورة (29) بتاريخ 26/11/2013 بشأن “وضع قانون استرشادي لمنع ازدراء الأديان”، وثائق لدى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
([29]) القرار رقم (8029) الصادر عن مجلس الجامعة على المستوى الوزاري خلال دورة انعقاده رقم (145) بتاريخ 11/3/2016، وثائق لدى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
([30]) لمزيد من التفاصيل راجع وثيقة “رؤية البرلمان العربي بشأن رفض ربط العنف والإرهاب بالدين الإسلامي واستنكار الإجراءات التمييزية ضد المسلمين” في الجلسة العادية السادسة بتاريخ 5/7/2017.
([31]) لمزيد من التفاصيل راجع البيانات الصحفية الصادرة عن الأمانة العامة بمناسبة الاحتفالات العالمية www.lasportal.org
([32]) د. سامر محي عبد الحمزة، ازدراء الأديان بين المنع و الإباحة، دراسة في ضوء أحكام القانون الدولي العام، 2017 ،كلية القانون جامعة واسط،www.iasj.net
([33]) لمزيد من التفاصيل راجع قراري مجلس حقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمم المتحدة رقم 19/7 و رقم 16/18 https://www2.ohchr.org/english/bodies/hrcouncil/docs/16session/A.HRC.RES.16.18_en.pdf