تشهد المنطقة العربية في الوقت الراهن مع انتشار وتطور وسائل التواصل الاجتماعي تحديات أمنية في غاية الخطورة على كافة الأصعدة (الاجتماعية، الاقتصادية، والسياسية) وبشكل لم تعهده من قبل؛ إذ ازدادت معدلات الجريمة الإلكترونية واتسعت دوائرها، واستغل منفذوها وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري الحديثة لتنفيذ مخططاتهم وتجنيد الشباب العربي، وإطلاق الحرب النفسية لترهيب الناس وزعزعة الأمن والاستقرار، وصولًا لتنفيذ مآربهم المتطرفة وأهداف الجهات التي تقف خلفهم وتمولهم، وفي ظل التطورات الحديثة في مجال الإعلام والذي انعكس على الأمن القومي لدول العالم في كافة المجالات، وتغير معها نمط الحروب وأصبحت حروب بدون أسلحة أو دماء، حروب تعتمد على إثارة الفتن ونشر الشائعات (الأمنية، الاقتصادية، السياسية،… وغيرها) بهدف إحداث بلبلة لدى الرأي العام، والعمل على استعمار العقول الشابة وتدميرها والسيطرة عليها ووضعها تحت ضغوط الحرب النفسية لتدمر نفسها بنفسها.
والكتاب الذي أقوم بتقديمه ينقسم إلى أربعة فصول: الفصل الأول، يتناول الأمن القومي العربي من حيث المفهوم والمستويات والعوائق التي تهدده وكيفية حمايته؛ حيث يشير الكاتب إلى أن المنطقة العربية على مر التاريخ مرت بمختلف الصراعات والتهديدات سواء تقليدية كانت أم جديدة، فلم يعد إطار القضايا الأمنية بأبعادها المتعددة محددًّا داخليًّا لأي دولة، بل امتد إلى الإطار الإقليمي والدولي، فأساليب التعامل الممكنة تتأثر هي الأخرى بالعديد من المتغيرات الخارجية والتي أصبح من الصعب تجاهل آثارها في ظل الثورة الرقمية وما صاحبها من تطور في جميع المجالات واكتساح كلي للفضاء السيبراني تغيَّرت وفقَه خصائص الأمن والصراع في المنطقة العربية، خاصة بعد عام 2011، وما تبعها من ثورات الربيع العربي التي تزايدت من خلالها مختلف التهديدات الأمنية الجديدة، خاصة الإلكترونية منها، فحولت حلبة الصراع على أرض الواقع إلى الفضاء الأزرق. وتمثل القدرة على حماية الأمن القومي أحد أهم المداخل الضرورية لاستقرار النظام والنسق، وذلك لما لمستوى هذه الحماية من تأثير كبير على أداء النظام في سعيه لتحقيق أهدافه، والسيطرة على مستقبله وضمان وحدة كيانه واستمراره، حيث تعكس فاعلية النظام في حماية أمنه القومي مستوى متقدم من قدرته على تضييق الفجوة بين إمكاناته في الفعل وبين واقعه أو هو سينعكس بشكل إيجابي على نوعية مخرجاته.
ثم يضيف الكاتب أن مفهوم الأمة والأمن محل نزاع شديد مما أدى إلى التساؤل الدائم حول القضايا التي تُدرج في جدول أعمال الأمن القومي وكيف يتم ترتيبها حسب الأولوية؟ ومن هُم صناع القرار؟ وكيف تؤثر تفضيلاتهم الفردية والمؤسسية على النتائج؟ وكيف تختلق المفاهيم التقليدية للأمن على الطرق البديلة؟ وما هو التركيز الذي يجب أن توليه الأفكار حول الأمن القومي حتى يصل إلى الصياغات العالمية والبشرية والبيئية والمجتمعية وغيرها؟
حسب بعض المفاهيم المذكورة في الكتاب يرى أن الأمن القومي هو عبارة عن مجموع التدابير والاحتياطات النظرية والعملية الواجب اتخاذها لحماية المنظومة الثقافية والقيمية، وتحقيق المصالح الإستراتيجية للدولة، وضمان سيادتها على أرضها، واستقلال قرارها السياسي والاقتصادي في مواجهة الأخطار الداخلية والخارجية.
ويضيف أن مفهوم الأمن القومي العربي أيضًا من أكثر المفاهيم التباسًا وغموضًا، بل وتناقضًا إثر عجز الدول العربية على بلورة مفهوم مشترك وجماعي لأمنها القومي على الرغم من كثرة التهديدات والتحديات التي تواجهه، هذا علاوة على الممارسات الوطنية لفكرة الأمن على حساب المفهوم الكلي، الذي تسبب في حالة عدم استقرار عربي، لاسيما أن الأطراف الخارجية ظلت تتغذى على الوضع الأمني العربي المتردي، الذي طبعته الخلافات البينية والصراعات حول الزعامة واستخدام القوة ضد الدول العربية الشقيقة لتحقيق الأهداف القطرية، مما أدى بضرب المصلحة القومية العربية عرض الحائط والتي أصبحت تغيب بشكلٍ كبير حتى في أبرز المواثيق والنصوص العربية المتبادلة للقضايا الأمنية.
أما الفصل الثاني من الكتاب، فيناقش الإعلام الأمني في العالم العربي؛ حيث لعبت وسائل الإعلام العربية دورًا متميزًا في منتصف القرن الماضي، وخاصة بعد مرحلة ما يسمى بالمرحلة الاستعمارية في عقدي (الخمسينيات، الستينيات من القرن الماضي) حيث حصلت الدول العربية على استقلالها عدا فلسطين، وعمدت هذه الدول على تشكيل كيانات سياسية ومؤسسات وطنية، والمؤسسات والرسائل الإعلامية اعتُبرت أنها عنصر مهم من مكونات السلطة العربية وصوتها.
وتُظهر الممارسة أن وسائل الإعلام في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن الماضي، قد أدت الدور الحاسم في تسييس مجتمعنا العربي الذي جرت فيه تحولات اجتماعية وسياسية متعاقبة، وعند نشر القيم السياسية للديمقراطية صاغت حاجات اجتماعية جديدة، فعملية دمقرطة المجتمع سوف تؤثر على وسائل الاتصال وسوف تصبح سهلة المنال للجماهير، وقد سمح النمو العددي لوسائل الإعلام الجماهيري، مع ظهور قوانين الصحافة، إلى توسيع المشاركة لشرائح اجتماعية مختلفة، ومجموعة مواطنين مشتغلين ومهتمين بالحياة السياسية والمجتمع.
ويقف الإعلام شريكًا لهما كسلاح للتأثير على الدبلوماسية والحرب، ويستطيع أن يؤثر ويغير الرأي العام وتوجهه بحسب ما تحدده السياسة الإعلامية.
أما عن تأثير الإعلام الجديد على الأمن القومي، حيث يشير مصطلح الإعلام الجديد إلى ظهور نوع جديد من الإعلام يحتوى على رسالة بمحتوى معين قد تكون نصية أو تكون صورة أو شريط مصور من خلال المستخدم إلى متلقٍ لها (مستخدم آخر) ويمكن أن تضيف التهديدات التي يمثلها الإعلام الجديد من حيث المجالات التي يستهدفها وتهديد مصالح الدول في الداخل والخارج، فعلى المستوى الداخلي: ممكن أن يستهدف الخصوم بالإضافة إلى الأمن (الفكري، الاقتصادي، الاجتماعي، والسياسي) موارد الدولة الاقتصادية والبشرية، ونشر الشائعات والدعاية الكاذبة والفتن الطائفية، وسرقة الحماية الفكرية، وتهديد العلاقات التجارية ، وتحريك المظاهرات والإضرار بعلاقة الدولة بمواطنيها وعلاقة الجماعات والأحزاب بعضها ببعض، ما يهدد كيان الدولة وسيادتها على أراضيها وقدرتها على فرض نظامها القانوني وحماية نظامها الاجتماعي. وعلى صعيد الأمن الخارجي: يؤدي استخدام الإعلام الجديد لأغراض التجسس الإلكتروني والحرب النفسية والإرهاب إلى الإضرار بمصالح الدولة وأمنها القومي، ويمكن تحليل هذه الظواهر وتأثيرها على المصالح السياسية والأمنية.
هذا وعن فهم مقتضيات الأمن القومي العربي ودور وسائل الإعلام في الحفاظ عليه فهذا لا يأتي في ظل الفوضى الإعلامية التي يعاني منها المشهد الإعلامي العربي الآن، ومع ما يعانيه من مشكلات مهنية حقيقية أصبحت عائقًا أمام القيام بالدور المنوط بها في مساندة الدولة وقت الأزمات، والتحول إلى إعلام حرب بدلًا من أن تكون هي أحد أدوات الحرب على الدول، سواء كان عن قصد وسوء نية نتيجة لغياب الرؤية والمهنية، كما تعتبر وسائل الإعلام بمثابة الموجة الرئيسة لعقول الجمهور وتوجهاتهم فقد أصبح الجمهور محاطًا بوسائل الإعلام من جميع الجهات، ما بين الوسائل المكتوبة والمسموعة، والمواقع الإلكترونية المختلفة التي أصبحت متاحة عبر الإنترنت كما تؤثر وسائل الإعلام في تغيير وضع اتجاهات الجمهور (الفكرية، السياسية، والاجتماعية) التي يتشكل منها الرأي العام.
ولكل دولة عربية حقها في حماية أمنها القومي من خطر سلاح تدفق المعلومات المغلوطة والافتراءات الباطلة التي لها انعكاسات خطيرة على مستقبل الدولة والأمن القومي.
ويرى الكاتب أن هناك مشكلة كبرى لإعلامنا العربي وهو التبعية الكبرى لوسائل الإعلام العربي في استقاء أخبارها وتحليلاتها وصورها من مصادر أوروبية أمريكية في الأساس، خاصة أن هناك سيطرة من أربع وكالات أنباء غربية على الأقل على نحو 85% من المجموع العالمي للمادة الإعلامية المتدفقة، وهي حسب إحصائيات منظمة اليونسكو: وكالة أنباء “أسوشتدبرس الأمريكية” وتبث 17 مليون كلمة في اليوم الواحد، ووكالة “يونايتدبرس الأمريكية” وتبث 11 مليون كلمة في اليوم الواحد، ووكالة “رويترز البريطانية” 10,5 مليون كلمة في اليوم، ووكالة “الصحافة الفرنسية” 3 مليون كلمة في اليوم.
وأما الفصل الثالث من الكتاب: فيتحدث عن تأثير حروب الأجيال على الأمن القومي العربي، حيث أصبح الإعلام الإلكتروني يمثل شكلًا جديدًا من الإعلام يتحرك خارج السيطرة التقليدية للدولة، والذي أثبت على أرض الواقع بعد تعدد الأحداث (الدولية، الإقليمية، والمحلية) قدرته على التأثير في الرأي العام، وهو الأمر الذي لم ينتبه إليه العامة بأن هذا النوع من الإعلام يشكل الرأي العام العربي ويوجهه تجاه قضايا تُفرض عليه، حتى جاءت الثورات العربية لتؤكد المفهوم الحقيقي للإعلام خاصة الإعلام الجديد وتعد المنطقة العربية أرضًا خصبة لحدوث حروب الأجيال بها، فنجد أبرز وسائل حروب الجيلين (الرابع، والخامس) وهي التفرقة وزعزعة الاستقرار داخل الدولة المستهدفة وإثارة النعرات (الطائفية، العرقية، والمذهبية).
والفكر العربي في صيغته التراثية الموروثة، وفي طبعاته المستجدة يعد مغرمًا بإعادة إنتاج الماضي أكثر من همِّه في قراءة المستقبل، أو من انشغاله بإنتاجه، وهنا تكمن الخطورة من استخدام التكنولوجيا الحديثة والبرمجيات المعلوماتية الحديثة؛ حيث يؤدي إلى زعزعة استقرار الأمن العربي لارتباطه بالأمن الفكري، فهل يمكن للعرب أن يواكبوا هذه التقنيات الحديثة والتغلب عليها أم سيظلون متسلقين تلك التكنولوجيا ويستعملوها فقط دون النظر في تكوينها، ومن ثم تظل الفجوة بيننا وبين التكنولوجيا كبيرة، وبالطبع بيننا وبين الدول المتقدمة تكنولوجيًّا.
ويختتم الكاتب حديثه في هذا الفصل بتسليط الضوء على العلاقة بين الإعلام العربي والتربية باعتبارها علاقة مزدوجة؛ حيث يغلب عليها الأساليب العلمية والأساليب المعرفية، فالتربية في ظل الإعلام المفتوح والفضائيات وعصر الطريق السريع للمعلومات غير التربية في منتصف القرن العشرين، وعكس التربية في بداية هذا القرن؛ لأن الإعلام والمتغيرات المعلوماتية والمعرفية أثرت بشدة على طرق التربية وخصائصها وجوهرها منذ بداية القرن العشرين حتى الآن.
الفصل الرابع من الكتاب عنوانه: نحو رؤية إستراتيجية شاملة للأمن الإعلامي العربي، حيث تشهد المنطقة العربية في الوقت الراهن مع انتشار وتطور وسائل التواصل الاجتماعي تحدياتٍ أمنيةً في غاية الخطورة على كافة الأصعدة (الاجتماعية، الاقتصادية، والسياسية) بشكل لم تعهده من قبل؛ إذ زادت معدلات الجريمة الإلكترونية واتسعت دوائرها، واستغل منفذوها وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية وتجنيد الشباب العربي، وإطلاق الحرب النفسية لترهيب الناس، وزعزعة الأمن والاستقرار، وصولًا لتنفيذ مآربهم المتطرفة وأهداف الجهات التي تقف خلفهم.
ويقدم الكاتب أيضًا في هذا الفصل رؤية إستراتيجية شاملة للإعلام في دعم الأمن القومي العربي، وأيضًا يقدم عددًا من التوصيات للحكومات وأجهزة الأمن العربي، فالتحديات الأمنية التي واجهت الدول العربية في بداية الثمانينيات، كانت متشابهة لحد ما، ولذلك نجح وزراء الخارجية العرب في وضع إستراتيجية على المستوى القُطري للإعلام الأمني، ولكن في العشر سنوات الأخيرة، وبعد أحداث 11 سبتمبر وحرب الخليج وثورات الربيع العربي، لم يعد هناك اتفاق عربي حول مفهوم الإعلام الأمني، فقد تضمنت الإستراتيجية الإعلامية العربية لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين عدة أهداف أهمها :-
- إبراز الهُوية الحضارية العربية والتعريف بها وتنميتها والمحافظة عليها، وتقديم الصورة الصحيحة للرأي العام العالمي عن العرب وتاريخهم وثقافتهم وجهودهم المتواصلة عن طريق التنمية والتقدم.
- محاولة تضييق الفجوة التقنية في المجال الإعلامي بين الإعلام العربي وبين الدول المتقدمة المالكة لتقنيات الاتصال.
- توفير البديل الإعلامي العربي في عصر الفضاء المفتوح.
ثم يتحدث بعد ذلك عن الإعلام العربي المشترك، فليس الإعلام العربي المشترك بديلًا أو تكرارًا للأنشطة الإعلامية التي تمارسها الأقطار العربية في إطار سياساتها القطرية، ومنه يمارس بالاشتراك والتنسيق مع هذه الأنشطة في إطار هدف قومي مشترك، وهو ما يستتبع بالتالي ضرورة توافر قدر كبير من التكامل والتنسيق بين خطط وبرامج الإعلام العربي المشترك وخطط برامج الإعلام الخاص بالأقطار العربية داخل إطار جامعة الدول العربية على مستوى التخطيط والتنفيذ تجنبًا للتكرار، وتوفيرًا للنفقات واستثمارًا للمردود الإعلامي الذي يمكن أن يتوفر مع كل خطوة يخطوها الإعلام العربي المشترك، سواء في ممارسته لواجباته التي تتكيف باستمرار مع مقتضيات الظروف أو في خططه التي تخدم أهدافه البعيدة المدى عبر فترة قد تمتد عدة سنوات.
وتبرز أهمية الإعلام العربي المشترك في ثلاثة جوانب أساسية مرتبطة ببعضها البعض منها:-
- حاجة الجامعة العربية كتنظيم إلى الإعلام العربي المشترك؛ حيث يعتمد نجاح جامعة الدول العربية وفعاليتها في أداء وظيفتها وبلوغ أهدافها القومية على قدرتها على الاتصال بجماهيرها العربية.
- الإعلام العربي المشترك وقضية الوحدة العربية؛ حيث يقع على الإعلام العربي المشترك مسؤولية تنمية الروح القومية، والإيمان بالوحدة العربية من خلال التركيز على وحدة الأهداف والمصير.
- حاجة العمل العربي المشترك إلى الإعلام العربي المشترك.
ومن خلال تلك الروشتة يمكن للدول العربية أن تقوم بتحقيق التعاون الإعلامي العربي الأمني فيما بينهم عن طريق: إنشاء مركز متخصص للإنتاج الإعلامي الأمني؛ لخلق وإيجاد وعي أمني عميق يتولى إنتاج مواد إعلامية أمنية إذاعية وتليفزيونية متميزة. بالإضافة إلى إنشاء قناة إعلامية عربية فضائية، وإنشاء إذاعة محلية لتقديم التوعية الأمنية، وأن تكون هذه القناة الإذاعية تابعة لمجلس وزراء الداخلية العرب في إطار جامعة الدول العربية.
إنشاء مؤسسة إعلامية للإنتاج الإعلامي والأمني في إطار الجامعة العربية أيضًا، على أن يوكل للجامعة اختيار مقرها ووضع هيكلها (التنظيمي، الإداري، والمادي).
إنشاء معهد الدراسات الإعلامية الأمنية لتطوير الموارد البشرية الأمنية مع تبني وزراء الداخلية العرب لدراسات ميدانية بحثية في كل الوطن العربي حول وسائل الإعلام في تقويم السلوك المنحرف، وإعداد الدورات والمؤتمرات والندوات والحملات الأمنية في إطار التعامل مع الدول العربية.
توفير آلية دائمة للتعاون بين الأجهزة الأمنية ووسائل الإعلام في مجال التوعية الأمنية.
وعلى كلٍ يواجه الأمن القومي العربي في الوقت الراهن العديد من التحديات والرهانات والمخاطر التي أدت إلى زعزعة استقرار وأمن الدول العربية دون استثناء وبتزايد هذه التحديات والتهديدات تجد الدول العربية نفسها مجبرةً على تسريع وتيرة التصدي لهذه التحديات تجنبًا لمزيد من الضعف والفوضى التي قد تنجم عن هذه التهديدات، ورغم المساعي المبذولة من طرف الدول العربية لمواجهة التهديدات إلا أنه في الغالب بقيت الدول العربية عاجزة عن حماية أمنها القومي بمفردها.
وهنا نرى ضرورة التفاهم العربي وتقريب وجهات النظر بين دول العالم العربي بوضع إستراتيجية إعلامية عربية مشتركة تقوم بوضعها جامعة الدول العربية وتشرف على تنفيذها، ويمكن أن تعتبر الإستراتيجية العربية للإعلام بمثابة دعوة مفتوحة إلى دول العالم العربي للعمل معًا لإطلاق الطاقة الكاملة التي توفرها التكنولوجيا المبتكرة وتسخيرها لصالح الإعلام الأمني.