الحرب السيبرانية هي حرب المستقبل، تلك الهجمات الدقيقة والمعقدة للغاية من نظم وشبكات الكمبيوتر والأجهزة الذكية تستهدف البنية التحتية المدنية والعسكرية للدول من محطات الطاقة والكهرباء، ونظم الاتصالات والمواصلات والأقمار الصناعية، وخدمات تحديد الموقع الجغرافي… وغيرها، فضلًا عن المفاعلات النووية والسدود والخزانات المائية، هي وثائق أو ساعات قليلة حتى تصبح الحياة المزدهرة بالتكنولوجيا الذكية مصدر السعادة والرخاء للبشرية، مجرد كومة من الأجهزة الإلكترونية والأجساد البشرية الممزقة تعلو فوق بعضها، إنها الحرب السيبرانية حيث التدمير الشامل دون إطلاق رصاصة واحدة.
من يقف خلف ذلك التأثير المدمر، الذي يمكن أن يحدث في لمح البصر، هم مجموعة من محترفي اختراق شبكات الحاسب الآلي يشكلون جيشًا سيبرانيًّا عسكريًّا يقاتل ضمن صفوف القوات العسكرية المسلحة، ولكنه يتكون من مجموعة من المبرمجين والباحثين الأمنيين ومكتشفي الثغرات ومحللي الشفرات ومطوري البرمجيات، أو كما يطلق عليهم (قراصنة المعلومات)، يعملون خلف شاشات وأجهزة الكمبيوتر مسلحين ببرمجيات وفيروسات فتاكة يمكن تحقق ما لم تحققه الدبابات والطائرات على أرض المعركة.
ويعتبر الفضاء السيبراني هو ميدان المعركة لهذه الجيوش السيبرانية، ولكنه ليس الميدان الوحيد، لكي تقاتل القوات المسلحة فإنها تقاتل في الميادين الأربع التقليدية (الأرض، والبحر، والجو، والفضاء الخارجي)، فإن الجيوش السيبرانية تقاتل في جميع هذه الميادين مشتركة إلى جانب قتالها في الميدان الخامس الافتراضي وهو الفضاء السيبراني.
أما في وقت السلم فإن المهمة الرئيسة للجيوش السيبرانية هي تقديم الدعم المعلوماتي واللوجستي، فيقومون بعمليات التجسس على العدو عبر اختراق شبكات لكشف أسراره وسرقة الأسلحة المتقدمة التي يمتلكها، والخطط الإستراتيجية والاقتصادية في حالة الحرب، ونوع التسليح وما إلى ذلك.
ومن هنا جاءت أهمية الكتاب؛ ليلقي الضوء على مفهوم السيبرانية والمقصود بها وتحديد أبعادها وخصائصها والأسلحة المستخدمة فيها.
ويتكون الكتاب من خمسة فصول: الفصل الأول والثاني، يتحدث فيهما الكاتب عن اتساع نطاق العلم ليشمل القضايا البينية المتداخلة مع العلوم الأخرى، مثل العلوم الاجتماعية والإنسانية، بل والعلوم الطبيعية أيضًا، حيث أثرت التطورات التكنولوجية وظهور الإنترنت وانتشاره بين سكان العالم إلى ظهور أنماط سلوكية وتفاعلية جديدة، دفعت في اتجاه مراجعة علم العلاقات الدولية، والربط بينه وبين منظورات بينية أخرى، مما دفع الباحثين والمتخصصين في الدراسات الأمنية إلى إعادة النظر في تعريفات مفهوم الأمن وتهديداته، وعدم قصرها على التهديدات العسكرية والبعد العسكري للمفهوم، وإيلاء أهمية لأبعاد أمنية غير عسكرية كـ(الأمن الإنساني، وأمن الطاقة، والأمن الغذائي والأمن السيبراني)، والذي بدأ يتصدر المشهد السياسي والأجندة البحثية الغربية متخطية ما عداها من مفاهيم أمنية تقليدية ركزت عليها المدرسة الواقعية بتنوعها.
وهنا يمكن القول إنه: بعد انتهاء الحرب الباردة ظهرت مرحلة جديدة في العلاقات الدولية تراجعت فيها القضايا التقليدية للأمن التي كانت تشمل (القضايا العسكرية، وسباق التسلح، ونظريات الردع، وتوازن القوى)، لصالح قضايا أخرى ترتبط بمفهوم الأمن غير التقليدي مثل: (الفقر، والمجاعات، والأوبئة، وقضايا حقوق الإنسان، والتدخل الدولي لأغراض إنسانية)، كما تصاعد الاهتمام بقضايا التغيرات المناخية وظاهرة الاحتباس الحراري ومالها من تأثير على تغير حدود الدول واختفاء المدن الساحلية، وتزايد المشكلات الناجمة عن الهجرة وزيادة عدد اللاجئين فضلًا عن ظهور أبعاد تكنولوجية وإلكترونية جديدة مثل الجرائم والهجمات السيبرانية.
ولكن يبدو أن العالم على أعتاب نقلة نوعية من شأنها تغير ليس فقط شكل الصناعات وطرق الإنتاج، ولكن أيضًا المنظور المعرفي للبشر تجاه الأشياء بصورة عامة.
فبعد الثورة الزراعية التي حدثت منذ ما يقرب من عشرة آلاف عام والثورة الصناعية الأولى في القرن الثاني عشر والتي قامت على الفحم وقوى البخار، والثانية في القرن التاسع عشر التي قامت على الكهرباء، والثالثة التي بدأت في ستينيات القرن العشرين والتي قادها الكمبيوتر والتي عرفت بالثورة الرقمية، إلا أن المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي الدولي “Klavs Schwab” يرى أن العالم على أعتاب ثورة صناعية رابعة، ثورة لم يشهد التاريخ البشري مثلها على الإطلاق، سواء من حيث سرعتها أو نطاقها أو حتى تعقيداتها، يقود هذه الثورة عدد من المحركات الرئيسة تتحدد في (الذكاء الصناعي، والروبوتات والسيارات ذاتية القيادة، والطابعات ثلاثية الأبعاد، والبيانات العملاقة، والعملات الافتراضية، وإنترنت الأشياء، والنانوتكنولوجي والبيوتكنولوجي، وتخزين الطاقة، والحوسبة الكمومية).
كل هذه التطورات التكنولوجية لها بالطبع العديد من التداعيات على حقل العلاقات الدولية بصورة عامة وعلى مفهوم الأمن بصورة خاصة، فأصبح الأمن السيبراني أحد عناصر تحقيق الأمن القومي، واستحوذ على مكانة مهمة في العديد من الإستراتيجيات العسكرية للدول، وأصبح التساؤل كيف تؤثر التطورات التكنولوجية على مفهوم الأمن من حيث موضوع التهديد هل هو الدولة كلها أن المدن الذكية فيها أم المجتمع أم المنظمات والشركات أم الأفراد ؟
ثم يتحدث الكاتب بعد ذلك عن الحرب السيبرانية من حيث أنها مصدر التهديد القادم للأمن القومي، فمع توجه الدول لبناء المدن الذكية والاعتماد على التقنيات الرقمية في إدارة كافة شؤون الحياة اليومية سواء (الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية أو الإعلامية أو الصحية)، فإن معدلات بناء القوة وتحقيق النفوذ تتغير فلم تعد مساحة الدولة وعدد سكانها عنصرًا للقوة كما كانت على مر التاريخ؛ حيث يمكن لدولة صغيرة الحجم قليلة السكان بالعلم والابتكار أن توقع خسائر فادحة بدولة كبيرة الحجم كثيفة السكان، فالثوابت تغيرت، ويجب أن تتغير معها أيضًا المدركات والانطباعات بهدف الاستعداد لطبيعة وميدان المعركة القادمة.
فشرط امتلاك عناصر القوة أن تكون مناسبة وصالحة وفعالة في عصرها وزمانها وقابلة أيضًا للاستخدام، فمثلًا السلاح النووي لديه قوة جبارة وهائلة ولكن لم يشهد العالم استخدامه إلا مرة واحدة في (هيروشيما، وناجازاكي)؛ بسبب قيود الاستخدام نتيجة القوة المفرطة لهذا السلاح، ولذلك فإن أدوات الحرب يجب أن تساير هذا التطور، وأن تكون مناسبة وفعالة بما يكفي للحفاظ على الدولة وتحقيق أمنها، وبالتالي فإن كانت التقنيات الذكية هي الملمح الرئيس لهذا العصر التكنولوجي الجديد، فإن السلاح يجب أن يكون أيضًا من مشتقات هذا العصر ليكون مناسبًا له وفعالًا في القيام بوظائفه.
أما ميدان المعركة القادم هو الفضاء السيبراني، ذلك الميدان الذي أصبح عصب الحياة البشرية وشريانها ومصدر طاقتها وترابطها، فهو يتمثل في )إدارة نظم الاتصالات، والمواصلات، ومحطات الكهرباء، والمفاعلات النووية، والسدود، وكل مناحي الحياة الحديثة) .
أما الفصل الثالث والرابع: فيتحدث فيها الكاتب أولًا عن كيفية الاستعداد للمعركة السيبرانية القادمة، حيث إن الاستعداد لتلك المعركة يتطلب من الدول بذل الكثير من الجهد على مستوى التعليم والتطوير والتدريب، فلا يمكن تحقيق النصر عبر الفضاء السيبراني من خلال استيراد كافة أنواع التقنيات الذكية من الخارج؛ لوجود الكثير من الثغرات يمكن إساءة استغلالها وقت الحرب، وبالتالي يجب على الدول التي تسعى إلى تحقيق النصر في هذه المعركة القادمة أن تبني قواتها المسلحة السيبرانية بقدراتها الذكية دون الاعتماد الكامل على الاستيراد من الخارج، ومن هنا تظهر أهمية بناء القدرات السيبرانية الوطنية عبر تعليم الأطفال في مرحلة الصغر على تطبيقات البرمجة، والتوسع في معاهد وكليات الذكاء الاصطناعي، وتبني الموهوبين من الطلاب في مجال الحاسب الآلي ودمجهم في صفوف القوات المسلحة، ودعم الشركات الوطنية الناشئة التي تعمل في مجال الأمن السيبراني والحماية السيبرانية، ووضع القواعد القانونية التشريعية التي تضمن الحفاظ على بيئة سيبرانية صحية داخل الدولة، تقلل من مخاطر الاختراق السيبراني الخارجي وتضع معايير صارمة على المؤسسات والجهات الحيوية بالدولة .
إلى جانب هذا يجب أن تعمل الدولة جاهدة على بناء منظومة أسلحتها السيبرانية بنفسها، تلك الأسلحة التي تستخدمها للقتال عبر الفضاء السيبراني من الفيروسات والديدان والبرمجيات الذكيــة، فضلًا عن تجنيد محترفي القرصنة في صفوف القوات المسلحة التقليدية؛ لكي يشكلوا جيوشًا سيبرانية تمثل ذراعًا أساسيًّا للمساهمة في تحقيق الأمن القومي.
أما الدول الضعيفة غير القادرة على الدفاع عن نفسها فقد تلجأ إلى التحالف مع القوى الكبـــــرى لضمان مساعدتها في حالة وقوع أي اعتداء، وهو الحال نفسه في الفضاء السيبراني أو تطوير منظمات إقليمية وأحلاف عسكرية قائمة لكي تشمل أيضًا التصدي للتهديدات السيبرانية، وهو ما يمثل خيارًا علميًّا لهذه الدول، فدولة واحدة قد تكون قدراتها ضعيفة في التصدي للتهديد السيبراني، لكن حينما تتكاتف أكثر من دولة لتشكيل حلف يواجه هذه التهديدات فقد يمكن التصدي لها.
ثم يستعرض الكاتب بعد ذلك الثلاثة عناصر الرئيسة التي تمثل أضلاع مثلث أدوات الحرب السيبرانية، وهي الأسلحة والأدوات العسكرية السيبرانية، والجيوش السيبرانية الوطنية، والأحلاف الدولية السيبرانية.
ثم يتناول الكاتب موضوع بعنوان (تقدير الخطر) … اقترابات ونماذج قياس حدة التهديدات السيبرانية، حيث أن المشكلة الرئيسة أن الهجمات السيبرانية تحدث على مدار الساعة واليوم ولا تتوقف، بعضها لها تداعيات كبيرة غير مقبولة، وبعضها سطحي وغير مؤثر، وهو ما يتطلب وجود منهاجية تعايش حدة التهديدات السيبرانية التي تواجه الأمن القومي؛ للتمييز بين درجات الصراع المختلفة ولتمييز حالة الحرب دون غيرها.
فمثلًا ممكن أن تكون الفئة التي تهاجم هي من قطاع الجمهور المستهدف منها، فقد يكونوا أفرادًا عاديين يتم اختراقهم بهدف الابتزاز أو استغلال أجهزتهم مرة أخرى في إطلاق هجمة أعنف وأشد .
أو شركة خاصة لسرقة حقوق الملكية الفكرية وبراءات الاختراع وخطوط التسويق، أو القطاع المالي والمصرفي بهدف الإضرار باقتصاد الدولة وسرقة أموال أو خدمات حكومية للتعبير عن الاعتراض على موقف معين أو في إطار الحرب السيبرانية أو أجهزة أمنية بهدف سرقة معلومات استخباراتية وخطط عسكرية وتصميمات أسلحة .
وهناك فئات متنوعة منها بهدف السرقة من خلال اختراق الحسابات البنكية وبطاقات الائتمان،أو هدف عسكري مثل اختراق النظم العسكرية وسرقة المعلومات الاستخباراتية، أو فئة أخرى مثل الجماعات الإرهابية كأحد أنواع ممارسة الإرهاب السيبراني وما إلى ذلك .
ويحاول الكاتب في هذا الموضوع استعراض أهم نماذج قياس حالة حدة التهديدات السيبرانية، ومعرفة درجة تأثيرها على الأمن القومي السيبراني للدولة، مما يساعد في فهم حالة التهديد قدر المستطاع، ويعطي مؤشرًا حول احتمالية تعرض الدولة لحرب سيبرانية.
أما الفصل الخامس: فهو بعنوان الدفاع السيبراني الآليات والعناصر اللازمة لتحقيق الردع السيبراني، فنتيجة للطبيعة الخاصة بالفضاء السيبراني من صعوبة في منع الهجمات السيبرانية بصورة كلية من الأساس، نتيجة للهجمات الصفرية أو الثغرات التي يتم اكتشافها حديثًا أو الفيروسات والأسلحة السيبرانية التي يتم تطويرها فضلًا عن صعوبة تعقب مصدر الهجمة ومعرفة الفاعل من الناحية الفنية، فإن تحقيق الأمن القومي السيبراني بصورة كاملة أمر في غاية التعقيد، كما أن الردع بطرقه التقليدية قد لا يتحقق في أفضل الأحوال في الفضاء السيبراني، وأن يثبت نجاحًا فعلًا كما في حالات الردع التقليدي وخاصة النووي، وهو ما يهدد بارتفاع حدة الصراعات السيبرانية إلى أن تصل إلى مرحلة الحرب السيبرانية الكاملة.
فلا يقدر الدفاع السيبراني على صد الهجمات السيبرانية الموجهة ضد الدولة فقط، كما لا يقتصر أيضًا على شن هجمات سيبرانية استباقية ضد مصدر التهديد قبل حدوثه، بل يشمل أيضًا تنفيذ هجمات سيبرانية ضد أجهزة الدولة والتهديدات السيبرانية الموجودة في هذه النظم قبل أن يكتشفها العدو ويستغلها، أي أن مهمة الدفاع السيبراني هي مهمة دائمة ومستمرة سواء في وقت الحرب كما هي مستمرة في وقت السلم؛ لمنع خصوم الدولة من التفكير في مهاجمتها بما يحقق الردع السيبراني ويحفظ للدولة أمنها.
وتتطلب مهمة تحقيق الدفاع السيبراني تعاون مختلف المؤسسات بالدولة سواء كانت مؤسسات مدنية أو عسكرية أو شركات خاصة داخل الدولة أو خارجها؛ لمشاركة المعلومات والبيانات اللازمة لتحليل الأدلة الجنائية الرقمية “Digital Evidence”، التي تساعد في اكتشاف الهجمات السيبرانية فور حدوثها والعمل على تخفيف آثارها، وتحليل الصور والفيديوهات الخاصة بمناطق نشاط المعارك العسكرية عبر نظم الذكاء الاصطناعي؛ للخروج بمؤشرات رقمية وإحصاءات حول حالة ميدان المعركة تساعد في فهم أفضل لأداء القوات المقاتلة.
ومن هنا يلعب عدد من المؤسسات والجهات دورًا هامًا بالتعاون مع القوات المسلحة للقيام بمهمة الدفاع السيبراني مثل: الوزارة المعنية بالاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وكذلك الاستجابة لطوارئ الحاسب الآلي التي تلعب دورًا هامًا في التصدي للهجمات السيبرانية وشركات تكنولوجيا المعلومات التي تقوم بدور غاية في الأهمية سواء على مستوى تصنيع وتطوير التكنولوجيا أو تأمينها أو اكتشاف ثغراتها.
فمهمة تحقيق الدفاع عن الأمن القومي السيبراني وردع خصوم الدولة عن تجاوزه هي مهمة معقدة للغاية، تستمر في وقت السلم بنفس الدرجة التي تستمر في وقت الحرب، ويدخل فيها أطراف وفواعل متعددة ومختلفة. ومن هنا يحاول هذا الفصل توضيح المقصود بمفهوم الدفاع السيبراني، والتفرقة بين أنواعه المختلفة، وتحديد المؤسسات والجهات المعنية بالقيام بهذه المهمة، وكذلك المقصود بالردع السيبراني وصعوبات وآليات تحققه في الفضاء السيبراني.
وفي النهاية نود أن نشير إلى أن الحرب السيبرانية ليست حرب مؤقتة، حيث إنها حرب ليس لها بداية ونهاية، بل هي حرب مفتوحة تستمر على مدار اليوم والساعة، فقد أشارت دراسة صادرة من جامعة ميريلاند الأمريكية، أن هناك هجومًا سيبرانيًّا كل 39 ثانية ولا يُشترط أن تكون هذه الحرب بين دولة وأخرى، بل قد تكون بين دولة وغيرها من الفواعل من دون الدول مثل: جماعات القرصنة، والحركات الإرهابية، والجريمة المنظمة التي تعمل على استنزاف موارد الدولة وتهديد اقتصادها واستقراراها، وسباق التسلح فيها ما زال مفتوحًا رغم خطورة التداعيات الناجمة عن استخدام هذه الأسلحة.
ومن هنا تظهر أهمية الاستعداد لهذه الحرب القادمة التي تحتاج إلى مهارات فنية عالية وقدرات بشرية متطورة تتميز بالسرعة في الملاحظة ورد الفعل ورصد الخطر والتعامل مع التهديد، وتقوم على مبدأ التطوير الذاتي للقدرات؛ لبناء ترسانة من الأسلحة السيبرانية القادرة على تحقيق النصر في حالة الحرب، وتطوير نظم حماية دفاع سيبراني تحمي أمن الدولة القومي في حالة الســلم، وتكوين جيوش سيبرانية من قراصنة المعلومات ومحترفي البرمجة والموهوبين في الحماية السيبرانية _تعمل إلى جانب القوات المسلحة التقليدية في عملياتها العسكرية عبر تعطيل أسلحة الخصم إلى جانب عملها على حماية أمن الدولة وبنيتها التحتية من مخاطر الهجمات السيبرانية، يتزامن ذلك مع السعي لبناء شبكة من التحالفات بين الدول الصديقة والشركات التكنولوجية العمـــــــــلاقة، التي تقوم بمشاركة المعلومات الهامة مع الدولة في وقت الخطر لردع العدوان عنها.