2018العدد 173ملف عربي

كيف وظفت إيران علاقتها بسوريا كمنطلق للتمدد إقليمياً ؟

إن متابعة مسيرة العلاقة التحالفية بين النظامين السوري والإيراني وتطورها وصمودها على مدى قرابة أربعة عقود، رغم أنها جمعت بين نظام علماني (سوريا) ويرفع شعار العروبة، ونظام ثيوقراطي (إيران) يرفع شعارًا مناوئًا له، يثير التساؤل حوله، كيف تكامل هذا التناقص وتطور ؟.

والملاحظ بداية أن إيران ركزت على سوريا كمنطلق لتمدد نفوذها في المنطقة العربية، مستغلة موقع سوريا الجغرافي الوسطي، في مفترق طرق لعدة دول في المنطقة، واستخدمته كجسر للعبور والانتشار في  دول المنطقة العربية.

وتطلع إيران لبسط نفوذها على منطقة الجوار العربي ليس تطورًا طارئًا، ففي تقدير بعض المحللين أن “أنظمة الحكم التي تعاقبت على حكم إيران بغض النظر على أيديولوجيتها السياسية، وصنعت الطموح الإقليمي علمًا على سياستها، وكان هذا الطموح يمثل شرعية حكامها ومتجاوزًا لمحاولات تشييع المنطقة، إلى السعي لانتزاع دور إقليمي تراه إيران حقا لها” ([1]). وهو ما يفسر تفاخر بعض الشخصيات الإيرانية بأن طهران أصبحت تتحكم في صنع القرار في أربع عواصم عربية (دمشق وبغداد وبيروت وصنعاء).

وقد بدأت الدول العربية، لاسيما تلك المجاورة لإيران تستشعر خطورة المشروع الإيراني التوسعي الذي يستخدم الطائفية غطاءً له، وهو في الواقع مشروع قومي إيراني ممتد قبل الثورة الإيرانية، ومستمر بعدها، ويستهدف المنطقة لتكريس الهيمنة الإيرانية عليها ([2])، وتجميع أوراق إقليمية للمساومة بها مع مختلف الأطراف.

 فما هو دور التحالف مع سوريا في دعم التمدد الإيراني، وما هي الدوافع والحوافز التي سيطرت على رؤى الجانبين في اتجاه التحالف، الذي رغم متناقضاته، استمر في اتجاه تصاعدي، فابتدأ في عهد حافظ الأسد بتحالف الضرورة المرن، وانتهى في عهد بشار الأسد بـ “تحالف استراتيجي مؤسسي”. فما هي العوامل التي أسهمت في تهيئة المناخ السياسي للتمدد الإيراني في المنطقة العربية ؟.

أولاً: مرحلة حافظ الأسد: حوافز ودوافع التقارب مع إيران

لخص عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري السابق بعضها فيما يلي:

1- دعم الموقف السوري في الصراع مع إسرائيل، فالثورة الإيرانية اتخذت مواقف صلبة منذ الأيام الأولى لنجاحها في دعم القضية الفلسطينية. وهذا الانقلاب الجوهري نقل إيران إلى الجانب العربي من المعادلة.

2- السعي لإسقاط النظام العراقي الذي كان يرأسه صدام حسين وشكل هذا الهدف قاسمًا مشتركًا هامًا بين الجانبين.

3- مقاومــة السياســة الأمريكيــة في المنطقة والعمل على إفشالها (محــور الممانعــة) ([3]).

4- وأن تصبح سوريا قناة للتحاور المباشر بين دول الخليج العربية وإيران والحيلولة دون امتداد تداعيات الحرب العراقية الإيرانية إلى منطقة الخليج العربية. وأيًا كانت الدوافع السورية التي كانت واردة في خلفية التفكير السياسي لحافظ الأسد، فإن الهدف الرئيسي وغير المعلن والأهم، كان سعيه للحفاظ على نظامه، وهو ما عبر عنه عبد الحليم خدام في موضع آخر، وبشكل صريح، بقوله “كان أكثر ما يقلق الرئيس حافظ الأسد الخوف على النظام وكان خوفه متقدمًا على القضايا الأخرى في تلك المرحلة، بما في ذلك القضايا ذات الصلة بالوحدة الوطنية”، ومن خلال هذا الخوف جاءت أهمية لبنان في عقل الرئيس “حافظ”. فلبنان يمكن أن يكون ساحة يستخدمها أعداء سوريا، وبالمقابل بدأ الاهتمام الإيراني أيضًا بلبنان عبر سورية. واستقبل غالبية اللبنانيين، في البداية، الثورة الإيرانية بارتياح كبير، لما أعلنته من مواقف مؤيدة للقضية الفلسطينية، وفي الوقت نفسه نشطت حركة أمل وحزب الدعوة في دعم الثورة الإيرانية لاسيما أن عددًا كبيرًا من القادة الإيرانيين في “حزب تحرير إيران” كانوا يعتبرون الإمام موسى الصدر مرجعهم الديني.

والتحالف مع إيران شكل تعويضًا لسورية عن عزلتها الإقليمية النسبية فقد أصبح موقف حافظ الأسد صعبًا بسبب فقدانه لعلاقاته بمصر (بعد توقيع كامب ديفيد) والعراق في فترة واحدة. وسعى لتصحيح الخلل في موازين القوى الإقليمية والتي مالت لصالح إسرائيل، مع بدايات تحول دول النظام الإقليمي العربي من الصراع مع إسرائيل إلى التسوية السياسية، وتزامن ذلك مع بدايات تصدع “الاتحاد السوفيتي”، وصراع ” الأعدقاء” بين حافظ الأسد وصدام حسين (البعثيين) وسعي كل منهما لتصفية الآخر.

ثانيًا: حوافز الجانب الإيراني للتقارب مع سوريا

كان لإيران عدة دوافع وأهداف نذكر منها ما يلي:

1– توفير منصة انطلاق للنفوذ الإيراني في المنطقة العربية:

فقد شكلت سورية لإيران نافذة هامة على المنطقة العربية وعمقًا استراتيجيًا لطهران. كما وفرت سورية منفذًا اقتصاديًا هامًا في ظل الحصار الاقتصادي والسياسي الذي كان مفروضًا على إيران لعدة سنوات، فضلاً عن الاقتراب الإيراني من مفاصل الصراع العربي الإسرائيلي.

وفي الواقع كانت إيران في ذلك الوقت تخطط لإيجاد موطئ قدم وقاعدة انطلاق سياسي لها في المنطقة العربية عبر القاطرة السورية لاسيما في لبنان. فقد رعت إيران فكرة تأسيس حزب الله اللبناني منذ طرحها في يونيو 1980 حتى تنفيذها في فبراير 1985، لدعم المنهج الفكري للخوميني، وأمدت هذا الحزب بالأموال والسلاح، وقامت باستخدامه كأداة سياسية لإيران ولسوريا، فقد كانتا بحاجة إليه كي يحارب بالوكالة عنهما، ويعطيهما ميزة وقوة في العلاقات الإقليمية. وأصبح هذا الحزب على هذا النحو أحد أهم آليات التدخل الإيراني في السياسات العربية. ولم يتحول حزب الله إلى قوة لبنانية وطنية لأن تركيبته كانت مقتصرة على طائفة مذهبية معينة، ومرجعيته تتبع “الولي الفقيه” والدعم المالي والتسليحي يأتيه من إيران.

2– محاصرة نظام صدام حسين والسعي لإسقاطه:

وكان هدفًا مشتركًا بين دمشق وطهران ودوراً كبيراً في التقارب بين البلدين، في وقت كانت فيه العلاقة البعثية/البعثية في دمشق وبغداد متوترة للغاية، ويسعى كل طرف منها لتصفية الآخر. وجاء غزو العراق لإيران في خريف 1980 ليزيد من ثقل سورية في المنظور الإقليمي الإيراني.

3– تأثير البُعد المذهبي:

يميل بعض الكتاب والمحللين إلى إعطاء اعتبار خاص للبعد الديني (المذهبي) بالقول إن المذهب العلوي له نقاط ارتباط والتقاء بالمذهب الشيعي وأن هذا البعد كان أحد الحوافز للتقارب بين سورية وإيران، وفي التهيئة لنشوء التحالف بينهما ([4])، وأنها لعبت دورًا هامًا في تقريب المسافة السياسية بين الدولتين ([5]).

وأيًا كان الحديث عن دور البُعد المذهبي في العلاقة السورية الإيرانية فإنه – في تقديرنا – فيه بعض المبالغة، فالبعد الأهم من منظور حافظ الأسد كان توظيف هذه العلاقة في الحفاظ على نظامه، متقدمًا على الاعتبارات الأخرى في تلك المرحلة لاسيما أنه كان حريصًا على تجنب إعطاء طابع مذهبي لهذا التحالف ([6]).

ونخلص مما تقدم إلى القول بأن توافر حوافز وأهداف لدى طرفي هذا التحالف دفعتهما إلى توثيق روابطهما، وإقامة علاقات بينهما تتجاوز العلاقات الثنائية العادية، رغم وجود نقاط تباين بينهما. فالتناقض العقائدي بين النظام العلماني في سورية والثيوقراطي في إيران، لم يشكل عائقًا في مسار التقارب والتحالف بينهما، فالمتغيرات الإقليمية والدولية – وقتئذٍ – كانت أقوى من أي تناقض أيديولوجي أو سياسي.

ومع بدايات الحرب العراقية الإيرانية (حرب الخليج الأولى) 1980-1988، سعت إيران إلى جذب الدعم الإقليمي والدولي، فأعلنت سورية موقفًا صريحًا ومؤيدًا لإيران، وكان ذلك إيذانًا للتحالف الرسمي بين سوريا وإيران. وخلال هذه الحرب وقفت سورية إلى جانب إيران وزادت من ضغطها على حدود العراق الشمالية، مما أدى إلى تحييد قسم كبير من آلة صدام الحربية، لاسيما بعد قيام سورية بغلق أنبوب النفط العراقي المار عبر أراضيها، وأدى إلى إلحاق الضرر بالاقتصاد العراقي، حيث تسبب في حرمان العراق من ربع دخله السنوي من النفط، وقامت إيران بتزويد سورية بالنفط خلال فترة الحرب العراقية الإيرانية، ومولت بعض برامجها العسكرية.

وقد دفعت تجربة الحرب العراقية الإيرانية ودروسها إلى مزيد من الإدراك السوري والإيراني لأهمية علاقة كل منهما بالآخر، لاسيما بعد استشعار حافظ الأسد بمحاولات إسقاط نظامه، عبر تحرك الإخوان المسلمين في حماة بدعم من صدام فضلاً عن عرقلته الوجود السوري في لبنان.

كل هذه التطورات وغيرها عززت التقارب بين إيران وسوريا، وجعل في الإمكان تجاوز بعض التناقضات بين النظامين فقد كان لكل طرف حوافزه التي تدفعه إلى  “تحالف الضرورة” المرن، وهو نوع من “زواج المصلحة” الذي يتجاوز أي تناقص في طبيعة تركيبته. فالنظامان كان لديهما اهتمامات استراتيجية أوسع وأهم مستمدة من أولويات الأمن القومي لكليهما.

ولقد استطاع حافظ الأسد توظيف تحالفه مع إيران في حماية نظامه من التهديدات الأمريكية والإسرائيلية. كما أن هذا التحالف – رغم أزماته – ملأ جانبًا من الفراغ الذي أحدثه انهيار “الاتحاد السوفيتي” الذي كان بمثابة الحليف الأساسي لسورية. وبالمقابل تمكنت إيران من توظيف هذا التحالف في دعم نفوذها في المنطقة العربية ومهد لهيمنتها لاحقًا خصوصًا في لبنان والعراق عبر الجسر السوري الذي ركبته إيران، والذي عجل بتوغلها كطرف ومحرك في المعادلات الإقليمية، فضلاً عن تحقيق هدف هام مشترك بين البلدين وهو إزاحة نظام صدام حسين. وجاء انسحاب إسرائيل من لبنان في منتصف عام 2000 ليشكل إنجازًا كبيرًا للتحالف السوري الإيراني.

وقد بدأت إيران بعد فترة تخرج عن الإطار المرسوم لتحركاتها من قبل نظام حافظ الأسد وتتصرف باستقلالية نسبية في علاقتها بحزب الله بصفة خاصة. ولقد حاول حافظ الأسد في مرحلة متأخرة احتواء الطموح الإيراني في لبنان مع حرصه في نفس الوقت على استمرار دعم حزب الله، وتحمل إيران بالعبء المالي والتسليحي، وسعى لوضع ضوابط للدور الإيراني، حتى لا يتجاوز ما هو مخطط له سوريًا، ووضع الإطار المناسب للمدى الذي يصل إليه حزب الله في عمليات المقاومة، حتى لا تتورط سوريا في مواجهة غير محسوبة مع إسرائيل، أو إحداث تصعيد يؤدي إلى استدراج سورية لمواجهة مسلحة مباشرة مع إسرائيل.

ولم يكن الرئيس حافظ الأسد في البداية قلقًا من النفوذ الإيراني، كما لم يكن في ذهنه أن إيران تبني قاعدة عسكرية وسياسية في لبنان تهدف لخدمة استراتيجيتها، ولم يكن في ذهنه أن لدى إيران طموحًا في التوسع الإقليمي والتي أخفت ملامحه جريًا على أسلوبها (التقية السياسية). واستمرت في سياستها القائمة على تعبئة المكونات الشيعية في دول المنطقة، ولم تقتصر على الشيعة وحدهم، بل شملت حركات الإسلام السياسي السنية، وذلك عن طريق استخدام الورقة الفلسطينية.

وكانت حسابات الرئيس حافظ الأسد أن إيران في كل الظروف مضطرة لأن تكون حليفة لسورية، وهي معادية لإسرائيل، وعلاقتها متوترة مع الدول التي تجاورها بسبب الحرب مع العراق ولم يكن يقلقه التمدد الإيراني في لبنان، ودائمًا كان في ذهنه تهديدات صدام حسين، فضلاً عن دعم إيران/سوريا في مواجهة التهديدات الإسرائيلية.

وهنا يثور التساؤل هل كان موقف حافظ الأسد من التمدد الإيراني المتواصل في لبنان عبر حزب الله خطأ في التقدير السياسي ؟، أم أنه تعامٍ متعمد عن هذا الواقع ؟، وهل كانت القراءة السورية في تلك الفترة قراءة خاطئة اتسمت بحسن النوايا غير المبررة، ولا سيما وأن سوريا كانت تعتبر لبنان الحديقة الخلفية لها وأنها كانت ترى – وقتئذ – أن المسئولية في الشئون اللبنانية تقع على عاتق سورية، بحكم علاقات لبنان الخاصة مع سورية، وأن ما يحدث في لبنان ينعكس على أمن سورية وسياستها في المنطقة. إلا أن ظروف سورية في هذه المرحلة – في تقديرنا – لم تكن تسمح له بإحداث أي جفوة في العلاقات بين سورية وإيران.

وحافظ الأسد الذي كان يحكم نظامًا يتفاخر برفع شعار القومية العربية والوحدة العربية، وهو أحد الشعارات الرئيسية لحزب البعث، جاء تحالفه مع إيران، الدولة الثيوقراطية المعادية لفكرة القومية العربية والوحدة العربية، نقضًا لهذه الشعارات وأحدث انقسامًا عربيًا في مواجهة إيران وأضر بمبدأ التضامن العربي. ويبدو أن حافظ الأسد كان يجد “وقتئذٍ” أن التضامن العربي كان في معظم الأحيان عزيز المنال، فالسياسات العربية مشخصنة، والمتغير فيها أكثر من الثابت. كما أن المعسكر الغربي لم يقدم لحافظ الأسد بديلاً موثوقًا به يحفزه لإعادة التفكير في تحالفه مع إيران، وإنما كل ما لمسه من هذا الجانب وعود بإحياء مفاوضات السلام مع إسرائيل في حال تخليه عن هذا التحالف فحافظ الأسد كان يدرك بحكم تجربته في التفاوض مع إسرائيل أن قيمة المحافظة على العلاقة مع إيران وتقويتها أهم كثيرًا وأجدى من مجرد الركون إلى وعود تسُوق له لسلام مراوغ وغير مضمون.

وبعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية، دخلت العلاقات العربية الإيرانية في مرحلة طويلة من التوتر والمرارات التي أورثتها تلك الحرب العبثية وحرصت إيران من جانبها على التمسك بتحالفها وتوطيد علاقتها بسوريا، لإبقاء الصف العربي مجزأً.

وتجدر الإشارة هنا أن الدول العربية التي ساندت العراق في حربه ضد إيران، شعرت أنها وقعت في خطأ جسيم بعد أن انقض صدام على الكويت التي ساندته بقوة خلال حربه مع إيران.

ثالثًا: مرحلة بشار الأسد: تحول العلاقة مع إيران من “تحالف الضرورة” إلى “تحالف المصير المشترك”

بعد رحيل حافظ الأسد (10/6/2000) ترددت آراء حول احتمال تراجع العلاقة بين إيران وسوريا، وقامت عدة قوى دولية في مقدمتها الولايات المتحدة وفرنسا بمحاولة إقناع بشار الأسد بفك ارتباطه بإيران، فضلاً عن جهود بعض دول الخليج العربية في نفس المسعى ([7])،  ولكنها – لو تأكدت – جاءت متأخرة وهذه المحاولات لم تنجح في تحقيق هدفها، لأنها لم تقدم للنظام السوري البديل المضمون الذي يغري بقبوله، لاسيما فيما يتعلق بتغيير موقف إسرائيل المراوغ في عمليه السلام.. وأدت تطورات الأحداث في المنطقة (احتلال الولايات المتحدة للعراق (2003) وسحب القوات السورية من لبنان (2005) الذي مثل انحدارًا للنفوذ السوري فيه، إلا أن إيران لم يتأثر وجودها ونفوذها لوجود حليفها الأساسي في لبنان المتمثل في “حزب الله” وتصاعد دوره. وتعرض النظام السوري لضغوط أمريكية واتهامه بدعم المقاومة في العراق … الخ) ([8]) أدى إلى تلاقي إرادة الجانبين السوري والإيراني على إدخال أبعاد جوهرية على تحالفهما أهمها:

  1. بداية تنفيذ ما يعتبر اتفاق دفاع مشترك بينهما.
  2. اعتبار أي اعتداء على إحدى الدولتين اعتداء على الأخرى.
  3. التزام إيران بتقديم الدعم لسوريا في حالة تعرضها لأي اعتداء.

وأخذ التحالف بين البلدين على هذا النحو شكل الشراكة الاستراتيجية، واستحدث إطارًا مؤسسيًا تضمن اجتماعًا سنويًا مشتركًا بين قادة البلدين لبحث مختلف التهديدات التي يتعرض لها الجانبان. وقد عبر علي شمخاني على أهمية هذا التحالف بقوله “إن سوريا عمق استراتيجي لإيران، وهي جزء من الأمن القومي للجمهورية الإيرانية في المنطقة”([9]).

وقد تمكنت إيران مثلاً بفضل مساعدة الرئيس بشار الأسد من تجديد ولاية نور المالكي([10]) كرئيس للوزراء في العراق واستبعاد خصومه وفى مقدمتهم إياد علاوي الذي بذلت طهران جهودًا حثيثة للحيلولة دون وصوله لمنصب رئيس الوزراء، رغم حصوله على الأغلبية في الانتخابات نظرًا لتصريحاته ومواقفه غير المرحبة بالتدخلات الإيرانية في الشأن العراقي ([11]). وقد عملت سياسة المالكي على تقليص مشاركة السنة في الحكم وإقصاء عدد من القادة العسكريين والسياسيين السنة بإحالتهم للتقاعد بحجة انتمائهم لحزب البعث، مما أوجد فراغًا سياسيًا في المناطق السنية ، فيما بعد، استغلته الجماعات المتطرفة وفي مقدمتها “داعش”. 

وبعد أحداث الثورة السورية (مارس2011) ضمن ثورات الربيع العربي، والتهديدات والمخاطر التي واجهت نظام بشار الأسد، على مدى سبع سنوات، أصبحت إيران خلالها أحد القوى الإقليمية الرئيسية الداعمة له، وخط الدفاع الأول للنظام السوري الذي لم يكن يستطيع الصمود لولا الدعم القوي من إيران وتوابعها في المنطقة وبصفة خاصة حكومة المالكي العراقية، وحزب الله، إضافة للاتحاد الروسي بطبيعة الحال. فقد عملت إيران على تقديم كافة أنواع الدعم المالي والعسكري لسوريا بما في ذلك كميات من النفط الإيراني، وتسديد قيمة جانب هام من فواتير تكاليف التجهيز العسكري للقوات السورية، وخاصة “قوات الدفاع الوطني” والمجهزة على نسق “الحرس الثوري الإيراني” وتحول “تحالف الضرورة” إلى “تحالف المصير المشترك” المرجعي، لمواجهة متطلبات المرحلة.

 وللمفارقة فإن سورية التي سعى حافظ الأسد إلى جعلها لاعبًا إقليميًا، أصبحت مفعولاً بها في عهد بشار الأسد، وساحة تتقاسم فيها إيران والمليشيات التابعة لها وغيرها من القوى الدولية، النفوذ فيها مع النظام السوري الحاكم.

وبمرور الوقت ونتيجة لعدم توازن علاقات القوى داخل التحالف السوري الإيراني أصبح الوضع يميل لصالح الطرف الأقوى (إيران) وأصبح حزب الله يتحكم تدريجيًا في مفاصل الحياة السياسية اللبنانية بل ويشكل فيتو على كل تحرك سياسي يكون في غير صالحه، وأصبح يمارس في تقدير البعض سلطة على اللبنانيين تكاد تصير حكمًا([12])، بل وأصبح يهيمن على الدولة اللبنانية عسكريًا ويرهنها لسياساته وأجنداته.

وأدت تصرفات هذا الحزب داخل لبنان إلى عرقلة الوفاق اللبناني، كما أن تدخل قوات حزب الله مباشرة في الحرب الدائرة في سورية، تحت إشراف مباشر لرئيس قوات الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني، أفقد هذا الحزب جانبًا كبيرًا من شعبيته على المستوى اللبناني والعربي والتي انتزعها من مواجهاته الشجاعة للعدوان الإسرائيلي المتكرر على جنوب لبنان لاسيما بعد أن أصبح لاحقًا أداة بيد إيران الطموحة إقليميًا.

وتحولت ورقة “حزب الله” اللبناني، من ورقة في يد سوريا، إلى ورقة إيرانية تستغلها في مد نفوذها في المنطقة.

رابعًا: بعض العوامل التي ساعدت على التمدد الإيراني

في أعقاب غزو الولايات المتحدة للعراق في عام 2003 تنامى النفوذ الإيراني فيه، عام 2005 فقد نجحت الأحزاب العراقية الشيعية الرئيسية التي لها علاقات وثيقة بإيران إلى الوصول للسلطة في العراق، ومع صعود “داعش” في سوريا والعراق عام 2014 إلى 2017، اضطرت القوات العراقية إلى الاستعانة بالمليشيات الشيعية المدعومة من إيران في القتال ضد “داعش” وحققت نتائج إيجابية زاد معه رصيد النفوذ الإيراني.

وفي سوريا، فمع تكالب عدة قوى إقليمية ودولية على سوريا، إضافة إلى عدة مليشيات متطرفة، وتدخل حزب الله “اللبناني” في الصراع الداخلي في سوريا تمكنت إيران من استغلال الظروف والملابسات والأوضاع الصعبة والحرجة التي أحاطت بالجيش والمؤسسات السياسية السورية للتغلغل في جميع مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية في سوريا، التي أصبحت وحكومتها رهينة للقوى الإقليمية وفى مقدمتها إيران، وروسيا الاتحادية. وإذا كان من الصحيح القول إن إيران جعلت وجودها المتعدد الأوجه في سوريا نقطة الانطلاق والوثوب منها على مناطق دول الجوار، فإن ذلك وحده لا يكفي لتفسير القدرة الإيرانية على التمدد في ساحة شاسعة بحجم عدة دول، فهناك عوامل إضافية هيأت المناخ السياسي لانتشار هذا النفوذ من بينها:

  1. أن إيران استمدت قوتها الإقليمية من ضعف العرب. فالنظام الإقليمي العربي كان ومازال يعاني من أزمة بنيوية متعددة الأبعاد نتيجة فقدانه لجزء هام من مصداقيته (بسبب تصرفات أعضائه) وخسارته لجانب كبير من هيبته المعنوية، كما تم تدويل عدد من قضاياه. وبتزايد دوائر التدويل تراجعت خطوط العروبة. وقد أدى ضعف الروابط القومية إلى ترهل النظام العربي وجعل اختراق المجال السياسي العربي والقفز فوقه أمرًا معتادًا.
  2. كما أن انقسام المواقف العربية تجاه التعامل مع إيران، هيأ مناخًا سياسيًا لانتشار نفوذها. فالبعض يرى فيها دولة إقليمية مهمة في توازن القوى مع إسرائيل، وهناك من يرى أن إيران بطموحاتها غير العادية تمثل خطرًا على أمن دول المنطقة العربية. واستثمرت إيران التباين في المواقف العربية لصالحها.
  3. وأدى الانكفاء الأمريكي عن شئون المنطقة العربية، (بالاتجاه نحو الشرق وتركيز الاهتمام على القارة الأسيوية باعتبارها قارة المستقبل، وانخفاض الاعتماد الأمريكي على نفط الشرق الأوسط وتزايد الإدراك بمحدودية الدور الأمريكي الذي يمكن أن تلعبه واشنطن في المنطقة العربية بعد تجربتها القاسية والمكلفة بشريًا وماليًا في العراق، وتفضيل إدارة أوباما اتباع سياسة تهادنية مع إيران بغية إبرام الاتفاقية النووية، مع التغاضي عن دورها الإقليمي وطموحاتها في مناطق الجوار). أدت هذه السياسة إلى خلق فراغ استراتيجي، سارعت إيران بملئه.

وكانت واشنطن تراهن على أن يتطور موقف إيران في اتجاه التصالح والتقارب مع الغرب، ويتم اندماجها في العولمة الاقتصادية وتتغير سياساتها وتعود كحليفة لواشنطن، وهو ما لم يحدث.

4- اعتماد القوى الدولية الكبرى والأمريكية بصفة خاصة على سياسة أقلمة النزاعات في الشرق الأوسط والقيادة من الخلف، واعتقدت بإمكانية توظيف النفوذ الإيراني في إدارة عدد من الصراعات المتفجرة في المنطقة والتهديدات الناشئة عنها، مثلما تم في إطار خبرة التنسيق الأمريكي الإيراني السابق لإدارة الصراع السياسي الذي كان محتدمًا في العراق، ووصل الأمر إلى حد دعوة أوباما إلى تقاسم النفوذ بين السعودية وإيران بقوله: إنه يجب على السعودية وإيران أن يتوصلا بطريقه فعالة لتأسيس نمط من “السلام البارد”، وهو بهذا يضع الطرفين على قدم المساواة وتحمل مسئولية تدهور الأوضاع في المنطقة دون النظر إلى حقيقة الوضع ومشاهد الوقائع القائمة فيها.

5- فضلاً عن أنه بعد توقيع الاتفاقية النووية تم الإفراج عن جانب هام من أموال إيران المجمدة في البنوك الغربية، مما وفر لإيران إمكانيات مالية كبيرة، وزاد من تطلعاتها وطموحاتها لتوسيع نطاق نفوذها في المنطقة.

ومن المفارقة أن سياسة إيران تجاه دول الجوار وما أثارته من مخاوف وفرت المبررات لتوسيع نطاق الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، وهو ما يفسر جانبًا من الانصياع، التكتيكي، الغربي والأمريكي، بصفة خاصة، للمواقف الإيرانية، وأعطى إيران الضوء الأخضر لتوسيع دوائر نفوذها في المنطقة العربية.

ويعتقد البعض أنه إذا كانت هناك عوامل قد ساعدت على سعي إيران لتوسيع نطاق نفوذها الإقليمي فإن هناك مؤشرات لعوامل أخرى قد  تعرقل من نجاحها. فهناك من يصف الهيمنة الإيرانية بأنها “نمر من ورق” والمفارقة أن يجيء هذا التعبير من طرف سياسي إسرائيلي اعتادت دولته “بصفة خاصة” على تضخيم النفوذ الإيراني. فشلومو بن عامي، وزير خارجية إسرائيل الأسبق، يصف في مقال له أن إيران “قوة مخربة في الشرق الأوسط ولكنها ليست قوة مهيمنة. فالممر الإيراني وثيق الاعتماد على وكلاء إيران المحليين، ولهذا فإن مشروع هذا الممر ليس مستدامًا ولا آمنًا، فهو في مرمى الضربات الجوية الأمريكية، ثم يضيف، وفى سوريا ليست إيران القوة المهيمنة فيها، فروسيا لها الكفة الراجحة، ويدرك بشار الأسد أن مد الجسور مع الغالبية السنية في سوريا متعذر إذا كان نظامه يدير شئون الحكومة تحت وصاية إيرانية، وفى تقدير شلومو أن نفوذ إيران في لبنان يترنح. ثم يختتم مقاله بالقول “إن الحرب مع إسرائيل لم تعد تصب في مصلحة حزب الله ولا في مصلحة إيران” ([13])، ولا تعليق.

وإذا كان مشروع إيران للتوسع في المنطقة العربية المجاورة يعتمد في بعض أسسه على توقع أن الطوائف الشيعية في الدول العربية المجاورة، تشعر بنوع من الولاء لها وتتعامل معها كأداة إقليمية لفرض النفوذ، ألا يذكرنا ذلك بمفهوم تعامل إسرائيل مع يهود العالم (الديسبورا) !. ولحسن الحظ لم تنجح إيران في انتزاع ولاء الشيعة العرب لأوطانهم، فهم يعتبرون أنفسهم مواطنين عربًا بغض النظر عن انتماءاتهم المذهبية، فالجنود العراقيون الشيعة مثلاً أكدوا (وطنيتهم العراقية) وشاركوا في الحرب العراقية الإيرانية إلى جانب الجنود العراقيين السنة بنفس الإخلاص والتضحية لشعورهم بانتمائهم القومي لوطن واحد.

وفى مؤشر على إعادة النظر في سياسات الماضي عملت حكومة العبادي العراقية على تقليص دور “الحشد الشعبي” الموالي لإيران، وذلك لصالح دعم بعض التشكيلات العشائرية السنية في شمال العراق، بالإضافة إلى أن العراق بلد كبير في المنطقة ويتمتع بإرث تاريخي وحس قومي وشعب عُرف باعتزازه بانتمائه العربي، وعدم الانصياع الأجنبي.. وهناك بداية تململ من التعامل الإيراني المتعالي مع الشخصيات من القيادة العراقية، فعلي أكبر ولايتي وعدد من قادة طهران أخذوا يدلون بعشرات التصريحات عن العراق مستخدمين عبارة “إن إيران لن تسمح ..”. وتزايد استشعار هذه القيادات بأن إيران تتعامل معها بمنطق الثمانينات وتسعينات القرن الماضي كلاجئين وموظفين لديها ([14]).

كما تشهد المنطقة بدايات انفتاح العراق على مجال انتمائها القومي، وكان احتضان الكويت مؤخرًا للمؤتمر الدولي لإعادة إعمار العراق، نموذجًا ومؤشرًا على بداية عودة روح التضامن العربية والقدرة على نسيان الماضي وكوارثه.

وختاماً

كان حافظ الأسد لديه القدرة على التحكم في حيز علاقة التحالف التي تربطه بإيران إلى حد كبير، ولكن بتولي بشار الأسد السلطة تغيرت طبيعة علاقة نظامه بإيران، لاسيما بعد تكالب مختلف القوى الإقليمية والدولية والجماعات المتطرفة على سوريا، وما أدى إليه من انخراط إيراني ميداني قوي على الساحة السورية، فقد بشار الأسد معه القدرة على التحكم في مساحة النفوذ الإيراني في سوريا بعد أن سيطرت إيران على أهم مفاصل النظام السوري.

إن القيادة الإيرانية لازالت تعتقد أنه دون إحكام السيطرة على سوريا، ركيزة المشروع الإيراني، ستعجز عن نشر رسالتها في باقي دول المنطقة. فسوريا، بحكم موقعها، تعتبر “رابطة العقد” ولذا ركزت على هذا الموقع الاستراتيجي واستثمرت فيه بكثافة ماديًا وسياسيًا. ونعتقد أن الموقع السوري فقد الكثير من مميزاته ومقوماته بعد أن أصبح هدفًا لمختلف القوى الإقليمية الدولية وتعمل على تقسيمه، كما أصبح مستهدفًا من قوى إقليمية ودولية ستحول دون استخدامه على نسق ما كان يحدث في الفترة السابقة.

ونعتقد أن الاتجاه غير المرحب بأسلوب الغطرسة الإيرانية سيتنامى، كما أن أحداث الداخل الإيراني الأخيرة ستدفع النظام الإيراني إلى إعادة النظر في سياسة التمدد الإقليمي. فالموجة الثورية التصحيحية التي اندلعت في عدة مدن إيرانية خلال شهر ديسمبر الماضي كانت، في تقدير المراقبين، الأجرأ والأوسع انتشارًا، وتجاوزت الخطوط الحمراء، وذهبت إلى حد المطالبة بإسقاط الرئيس والمرشد، وأعربت عن رفضها إهدار مليارات الدولارات على نشر النفوذ الإيراني في دول الجوار، في وقت تتزايد فيه معاناة الشعب الإيراني. ورفعت هذه الموجه الاحتجاجية التي لم تكن الأولى، شعارات من نوع “إيران أولاً” و “لا غزة ولا سوريا ولا لبنان روحي فداء لإيران”.

وكل هذه التطورات وغيرها تدعونا للاعتقاد بأن نموذج التحالف السوري الإيراني، لم يعد قابلاً للتكرار.


([1]) انظر مقال د. مصطفي اللباد، مجله السياسة الدولية، القاهرة، العدد ، رقم 165، يوليو 2006، ص17.

([2]) على ذلك مثلاً ما صرح به علي أكبر ولاياتي، مستشار الشئون السياسية للمرشد الأعلى، مبررًا تدخل طهران في سياسات المنطقة، بأن نفوذها حتمي فيها، ويستمر لكي تبقى لاعبًا رئيسيًا فيها وأن وجودها في سوريا والعراق ولبنان وفلسطين هو بالتنسيق مع حكومتها”.

([3]) عبد الحليم خدام، التحالف السوري الإيراني، ثائر الناشف، الطبعة الأولي، 2010، ص23-24. وكان محور الممانعة يضم إيران وسورية وليبيا والجزائر، واليمن الجنوبية، ومنظمة التحرير الفلسطينية.

([4]) تستند هذه الرابطة المذهبية، إلى تبني بعض المؤرخين إشارات تتكرر في الكتب التاريخية وخلاصتها، أن العقيدة “النصيرية” العلوية هي عقيدة شيعية باطنية في أساسها وانطلق دعاتها من العراق، وأن هناك من يرى أن إمداداتها العقائدية جاءت من بلاد فارس، وتعرض أنصارها لاضطهاد السلطة الإسلامية السنة فتوجهوا نحو شمال سورية واعتصموا بالجبل الذي عرف باسمهم ويخلص بعض الكتاب إلى أن العلويين طائفة من الطوائف التي انشقت عن مذاهب أئمة الشيعة كالدروز والإسماعيلية في القرنين العاشر والحادي عشر وهو ما تنفيه عدة شرائح من الطائفة العلوية.

([5]) يرى بعض المؤرخين كالمؤرخ اللبناني فيليب حتي أنه حتى أواسط القرن العشرين، بقي الكثير مما لا يعرف عن العلويين وأن ما نشر حتى تلك الفترة تنقصه الدقة والموضوعية، انظر كتابه:

Philip Hitti, History of Syria , London, 1951, p. 586  

كما يشير إلى ذلك د. وجيه كوثراني، بلاد الشام، معهد الإنماء العربي، بيروت، ص79 وما بعدها.

([6]) يلاحظ أن حافظ الأسد جعل الحوار السياسي مع الجانب الإيراني يتم تحت إشراف عبد الحليم خدام (نائب الرئيس في ذلك الوقت) وفاروق الشرع وزير الخارجية، وكلاهما سني، بينما جعل الحوار في المسائل الأمنية ذات الاهتمام المشترك تحت إشراف اللواءين علي دوبا ومحمد ناصيف ( العلويين).

([7]) في مقابلة لا يمكن التأكد من حقيقة المعلومات الواردة فيها، أعلن بشار الأسد في أكتوبر 2016 أن المملكة العربية السعودية عرضت مساعدة حكومته مقابل قيامه بقطع علاقة سورية بإيران، ورد ذلك بدورية “اتجاهات الأحداث” التي يصدرها مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، عدد سبتمبر/أكتوبر 2017، ص32.

([8]) مقال د. مصطفي اللباد، السابق الإشارة إليه، ص17.

([9]) انظر المرجع السابق نفسه.

([10]) كان المالكي قائدًا لإحدى الميلشيات التي انتقلت من إيران إلى العراق إبان الغزو الأمريكي.

([11]) محمد عباس ناجي: “تكيف مرحلي: تحولات في الموقف الإيراني من الأزمة العراقية”، مجلة السياسة الدولية، العدد 198، أكتوبر 2014، ص149.

([12]) د. خالد الخيل: “زمن المليشيات” الحياة، لندن، 8/2/2015.

([13]) شلومو بن عامي، “الهيمنة الإيرانية … نمر من ورق”، الحياة، 31/1/2018، ص14.

([14]) انظر مقال مشرق عباس المعنون “ولايتي .. لن يسمح !”، الحياة، 21/2/2018.

اظهر المزيد

د. مصطفى عبدالعزيز

دبلوماسي سابق وكاتب مصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى