عاد الاستقرار إلى مضيق هرمز، بعد أن شغل منذ منتصف عام 2019، دائرة الاهتمام في الأخبار ووكالات الأنباء العالمية، وأصبح المضيق محط أحاديث قادة الدول ووزراء الخارجية والمعلقين السياسيين، وتراوح مضمون تلك الأحاديث ما بين رسائل تحذير وتهديد ورسائل وساطة وتطمين. ففي تعليقه على سياسة إيران في مضيق هرمز، حذر العميد حسين دهقان، مستشار المرشد الإيراني للشئون الدفاعية، من التضييق على تصدير النفط الإيراني، وصرح بأن معادلة طهران هي “أن ينعم الجميع بالأمن ويصدروا نفطهم وإما لا”([1]). وأثناء زيارته لطهران، حمل رئيس الوزراء الياباني شنزو آبي رسالة تطمين من الرئيس الأمريكي لإيران، تشير إلى أن واشنطن لا تسعى إلى الحرب، ولا إلى تغيير نظام الحكم في طهران، بل تريد التفاوض معه على اتفاق جديد([2]) .
وقد ارتبطت عودة الاهتمام بالمضيق خلال الفترة الراهنة بحدثين مهمين؛ الأول، تمثل في تصاعد حدة التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية والإمارات من جهة وإيران من جهة أخرى، ففي 12 مايو من العام المشار إليه تعرضت أربع سفن لأعمال تخريبية بالقرب من سواحل إمارة الفجيرة([3])، ووجهت كل من واشنطن والرياض اتهامات لطهران باستهداف تلك السفن، وذلك على خلفية تهديد طهران بإغلاق مضيق هرمز، واستمرت إيران في سياسة التصعيد، ففي 20 يونيو، أعلن الحرس الثوري أنه أسقط طائرة مسيرة أميركية بدعوى انتهاكها المجال الجوي الإيراني، وبعد قرابة شهر، أعلن الرئيس الأمريكي أن المدمرة الأمريكية “بوكسر” أسقطت طائرة إيرانية بدون طيار بعد أن اقتربت منها لمسافة أقل من 1000 متر.
والحدث الثاني، فتمثل في نشوب توتر بين بريطانيا من جهة وطهران من جهة أخرى. ففي 19 يوليو من العام 2019، أعلن الحرس الثوري الإيراني احتجاز طهران لناقلة نفط بريطانية أثناء عبورها في مضيق هرمز، وجاء ذلك ردا على احتجاز البحرية البريطانية ناقلة النفط الإيرانية “غريس 1” بالقرب من سواحل جبل طارق([4]) .
إن استقرار الأوضاع في مضيق هرمز لا يعني نجاح الوساطات والمبادرات بقدر ما يشير إلى تعقد وتشابك المصالح المشتركة وسعي الأطراف إلى تحقيق قدر من مصالحها، لا سيما وأن طهران تسعى إلى نزع الصفة الدولية عن مضيق هرمز كممر بحري يجب أن يبقى آمنا ولا يعرقل حركة السفن وتدفق النفط ومسار التجارة. وفي هذا السياق، تثار العديد من الأسئلة بشأن العوامل التي تدفع نحو تجدد التوترات والمواجهات الدولية في المضيق والعوامل التي أدت إلى عودة الاستقرار.
أولاً: الحضارات التاريخية والمعارك القديمة في مضيق هرمز
بحكم الجغرافيا، استطاعت جزيرة هرمز أن تتبوأ مكان الصدارة، فتاريخيا عبر حضارات قبل الميلاد، لعب مضيق هرمز دورا في إحياء الحضارات القديمة التي أقيمت عليه، كما استفادت الحضارات الأخرى المجاورة للمضيق والتي اتخذت منه معبرا لسفنها التجارية والحربية. فكانت أبرز الحضارات المحيطة بالمضيق الذي أدى إلى ازدهار وثراء تجارتها هي حضارة دلمون وتاليوس في مملكة البحرين القديمة، وحضارة بلاد الرافدين والحضارات التي تعاقبت عليها كالبابليين والكلدانيين والآشوريين والسومريين، وكذا حضارتي بلاد فارس والهند([5]). وأضحى مضيق هرمز من أهم أدوات التبادل التجاري بين الحضارات القديمة. فعلى سبيل المثال، اتخذت حضارة مملكة البحرين، بحكم موقعها الجغرافي، من مضيق هرمز ميناء لرسو سفنها التجارية ونقل بضائعها الحيوية كالنحاس والأخشاب المتينة وكذلك البضائع المترفة مثل العاج، والأحجار شبه الكريمة، والطيور الغريبة، من وادي السند وعُمان إلى وادي الرافدين([6]) .
وباضمحلال الحضارات القديمة، نشأ على أرض المضيق مملكة هرمز التي اشتهرت بالتجارة والثراء، وظلت مركزا لتجمع ونقل البضائع، ونجحت في أن تكون حلقة اتصال تجاري بين الشرق والغرب، ونظرا لأهميتها الاستراتيجية لم تنعم المملكة في سلام، فواجهت أعمال قرصنة واستهداف من قبل القوى الاستعمارية، ولم تستطع أن تحمي نفسها من الغزو البرتغالي وسقطت في أيديهم عام 1507. ويفسر البعض سقوط المملكة أمام الاستعمار البرتغالي، بأن أهل المملكة لا دراية لهم بفنون القتال وكان اعتمادهم على جنود مرتزقة من فارس وغيرها([7]).
ولم يكن مضيق هرمز بعيدا عن تطلعات القوى المحلية والإقليمية في المنطقة وقتما سيطر البرتغاليون على مملكة هرمز وممراتها، فتعددت أطراف الصراع. فمن ناحية، سعت الدولة الصفوية في فارس لمناهضة البرتغاليين، وحاول الشاه إسماعيل الصفوي استعادة هرمز ولكنه فشل لانشغاله بالحرب مع الدولة العثمانية في المناطق الشمالية لفارس. ومن ناحية ثانية، دخلت الدولة العثمانية في صراع مع الاستعمار البرتغالي، فبعد سيطرة الاستعمار على مضيق هرمز، سعى العثمانيون السيطرة على مراكز برية وبحرية تمكنهم من منازلة البرتغاليين في البحر الأحمر وساحل الخليج، واستطاعت الحد من توسع البرتغاليين الذين دخلوا في معارك مع العثمانيين بعد تزايد وجودهم في بحر العرب. واستثمر البرتغاليون تعارض المصالح بين العثمانيين والفرس، وقدموا مساعدات حربية للأخيرة لمعاونتهم ضد العثمانيين([8]).
وبعد قرابة قرن ونصف القرن من سيطرة البرتغاليين على جزيرة هرمز، طرأ تعارض في المصالح بينهم والفرس، وتراجعت العلاقات بينهم، وساهم في ذلك ظهور البريطانيين والهولنديين كقوتين استعماريتين في القرن السادس عشر، ونجحتا في إقامة علاقات مع الفرس، مستفيدين من وصول الشاه عباس الذي وصل للحكم في بلاد الفرس في عام 1587 الذي كان يناصب العداء للبرتغاليين لعدم رغبته في انفرادهم بحيازة جمارك مضيق هرمز، وأدرك الشاه أن استمرار البرتغاليين سيضر بالمصالح الفارسية.
وقد انتهى الوجود البرتغالي في جزيرة هرمز على يد التحالف الإنجليزي الفارسي، فلما كان الشاه الإيراني يرغب في التخلص من الوجود البرتغالي ويفتقر إلى القوة البحرية فوجه أنظاره إلى البريطانيين ليساعدوه في هذه المهمة، وفي ذات الوقت كان الإنجليز يتطلعون إلى بسط نفوذهم على مضيق هرمز. ولتحقيق إنجلترا مصالحها سارعت بمد الفرس بقوات بحرية لشن هجوم على البرتغاليين ولما كادت الهزيمة تلحق بقوات الفرس، تدخلت القوات البحرية الإنجليزية لمساندتهم استنادا للاتفاق الموقع بينهما والمعرف بـ”اتفاقية ميناب” نسبة إلى مدينة ميناب الكائنة بمحافظة هرمزغان الإيرانية، وتمكنا من قصف قلعة القوات البرتغالية وتم رفع العلم الإنجليزي على جزيرة هرمز([9]).
وعقب سيطرة الإنجليز على جزيرة هرمز، تصاعدت التوترات والخلافات بين الإنجليز والفرس، على خلفية اقتسام الغنائم، ورفض الإنجليز تدخل الفرس في شؤون المضيق أو حتى العبور منه إلى مسقط، على الرغم من خسارة الفرس نحو قرابة ألف من رجالهم وخسارة الإنجليز نحو 20 رجلاً فقط، واتفاقهما المسبق قبل مواجهة البرتغاليين على تقسيم عوائد مضيق هرمز بينهما بالتساوي. وفي المقابل حاول الفرس استعادة نفوذهم على المضيق لكن باءت محاولاتهم بالفشل. وهكذا، تمكن الإنجليز من السيطرة على مضيق هرمز لتأمين تجارتهم ومصالحهم الاقتصادية والتحكم في هذا الممر الاستراتيجي. واعتبرت إنجلترا أن مضيق هرمز ذو استراتيجية خاصة، وربطت سياساتها في مشيخات الخليج آنذاك بسياساتها في الهند.
لم تنته التوترات في منطقة هرمز على الرغم من سيطرة الإنجليز عليها، فاستمرت التوترات بين الإنجليز والفرس تارة، وبين الإنجليز والهولنديين تارة أخرى، وسعى كل طرف إلى استثمار فرص ضعف الآخر واستغلال التحديات التي تواجهه، على نحو جعل المواجهات الدولية في منطقة المضيق مستمرة طوال فترة سيطرة الإنجليز على المضيق([10]). وعلى الرغم من التحديات التي واجهت بريطانيا إلا أنها ظلت مسيطرة على المضيق حتى نهاية القرن الثامن عشر.
وخلال القرن التاسع عشر أبرمت معاهدة الحماية بين حكام الخليج وبريطانيا، ما جعل الأخيرة مسيطرة على الجزر المحيطة والقريبة من مضيق هرمز، مثل جزيرة أبو موسى التي تقع على بعد 94 كم من المضيق، وجزيرة طنب الكبرى التي تبعد عنه نحو 30 كم، وجزيرة طنب الصغرى التي تبعد عنه نحو 13 كم.
ثانياً: المواجهات في مضيق هرمز في القرنين العشرين والحادي والعشرين
تعددت المواجهات والتوترات في منطقة مضيق هرمز، واتسعت دائرة أطرافها لتضم قوى إقليمية ودولية. وفي هذا السياق، يتم التركيز على أبرز الصراعات والمواجهات التي حدثت خلال القرنين العشرين والحادي والعشرين.
ففي ثمانينيات القرن العشرين نشبت الحرب العراقية الإيرانية (1981-1988)، وبدأت المرحلة الأولى من الصراع في مايو 1981، عندما أعلنت العراق أن جميع السفن المتجهة إلى الموانئ الإيرانية في المنطقة الشمالية من الخليج ستصبح هدفا لقواتها العسكرية، وحينها استخدمت بغداد مروحيات ومقاتلات من طراز ميراج F-1، وميغ-23 مسلحة بصواريخ كروز، وفي المقابل ردت إيران بالهجوم على أهداف عراقية بحرية، واستمرت المواجهات المسلحة بينهما واستهداف كل طرف لموانئ الطرف الآخر لنحو ثلاث سنوات. وفي عام 1984، صعد العراق هجماته لتدخل منطقة مضيق هرمز مرحلة جديدة من المواجهات وصفت بـ”حرب الناقلات”، ففي مارس من العام ذاته ارتفع عدد ومدى الهجمات العراقية لتشمل سفنا إيرانية تتحرك نحو الموانئ الإيرانية الجنوبية، خاصة مجمع النفط في جزيرة الخرج، وأعقبها هجمات إيرانية مشابهة([11]) .
وكان دور الأطراف الدولية هامشيا خلال السنوات الأولى من الحرب، بينما انحازت معظم الدول العربية للعراق. ومع تطور مجريات المواجهات المسلحة بين العراق وإيران، استخدمت الأخيرة في هجماتها ألغاما تقليدية في المياه القريبة من الكويت بعد مساعدتها في نقل النفط العراقي، وكذلك في خليج عمان لاستهداف السفن العراقية وحاملات النفط الخاصة بحلفاء العراق، كما قامت باستهداف السفن السعودية. فدخلت الولايات المتحدة الأمريكية على خط الصراع داعمة العراق، بناء على دعوة من الكويت التي تعرضت سفنها التجارية لهجوم إيراني، فنشرت واشنطن سفنها الحربية في مياه الخليج ومنطقة مضيق هرمز لمرافقة ناقلات النفط الخليجية.
وخلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تعدد المناوشات والاتهامات المتبادلة بين واشنطن وطهران بشأن التضييق على السفن المارة في مضيق هرمز. ففي ديسمبر عام 2007، وجهت الولايات المتحدة اتهاما لإيران بقيامها بتهديد سفنها الحربية التابعة للبحرية الأمريكية أثناء مرورها في المضيق، وفي يونيو عام 2008، هدد قائد الحرس الثوري الإيراني، آنذاك، محمد علي جعفري، بغلق المضيق في محاولة لإلحاق الضرر بأسواق النفط العالمية، وردت واشنطن بأن أي إغلاق للمضيق سيُعامل كعمل حربي. وفي يوليو 2010، تعرضت ناقلة النفط اليابانية “إم ستار” لهجوم في المضيق، وأعلنت جماعة متشددة تنتمي لتنظيم القاعدة، مسؤوليتها عن الهجوم، وتردد وقتها أن هذه الجماعة المسؤولة عن الحادث تقيم في طهران([12]) .
وعادت التوترات في المضيق مرة أخرى في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، ففي مايو 2015، وجهت سفن إيرانية ضربات صوب ناقلة ترفع علم سنغافورة، حيث ادعت طهران أنها دمرت منصة نفطية إيرانية([13]).
وتوالت التهديدات للسفن المارة في مضيق هرمز والممرات المائية المجاورة لها في عام 2019. ففي شهر مايو، أعلنت دولة الإمارات، عن تعرض أربع سفن شحن تجارية من عدة جنسيات لعمليات تخريبية في مياهها الإقليمية في خليج عمان قبالة إيران، وبالقرب من ميناء الفجيرة الذي يقع خارج مضيق هرمز مباشرة([14]). وفي شهر يونيو، تعرضت ناقلتا نفط لانفجارين كبيرين في مياه بحر عمان بالقرب من مضيق هرمز، بعد تحميل إحداهما بالنفط وخروجهما من الإمارات، والثانية محملة بالإيثانول من ميناء الرويس في قطر ومتجهة إلى تايوان، حيث ترفع الأولى علم بنما واسمها “كوكوكا كاريدجس”، وترفع الثانية علم جزر مارشال واسمها “فرنت ألتير”.
وفي شهر يوليو، أعلن الحرس الثوري الإيراني احتجاز ناقلة نفط بريطانية أثناء عبورها مضيق هرمز وهي في طريقها من ميناء الفجيرة الإماراتي إلى ميناء الجبيل في السعودية، بدعوى انتهاكها قوانين الملاحة الدولية. بيد أن التصرف الإيراني مع ناقلة النفط البريطانية جاء ردا على قيام القوات البحرية البريطانية، بالتعاون مع سلطات جبل طارق، باحتجاز ناقلة النفط الإيرانية “غريس 1″، في أوائل الشهر ذاته.
وعلى خلفية تصاعد التوترات بين واشنطن وبريطانيا ودول الخليج من جهة، وطهران من جهة أخرى، على نحو بات يهدد الملاحة في مضيق هرمز ويعطل التبادل التجاري ويؤثر على إمدادات الطاقة للدول المستوردة للنفط، برزت ثلاث مبادرات لحماية الملاحة في مضيق هرمز([15]) .
جاءت المبادرة الأولى من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث اقترحت تشكيل تحالف دولي يتولى مهمة حماية الممرات المائية في مضيقي هرمز وباب المندب، وذلك أثناء اجتماع وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي في بروكسل في يونيو 2019، ولكن فرنسا وألمانيا رفضتا الطلب الأميركي، وعبرتا عن خشيتهما من احتمال جر التحالف العسكري بقيادة أميركية نحو مواجهة مع إيران. وأعادت واشنطن طرح الفكرة في شهر يوليو من العام المشار إليه في إطار ما وصفته بتعزيز جهود تأمين المياه الإستراتيجية قبالة إيران واليمن في إشارة لمضيقي هرمز وباب المندب.
أما المبادرة الثانية، فتقدمت بها بريطانيا بعد احتجاز إيران ناقلة نفط تابعة لها، وجاءت المبادرة من قبل وزير خارجيتها جيريمي هانت في شهر يوليو 2019، مقترحا تشكيل قوة حماية بحرية أوروبية بالخليج، مؤكدا في الوقت ذاته أن لندن لا تسعى لمواجهة مع طهران، وأن تشكيل قوة الحماية لن تكون جزءًا من سياسة الضغوط على إيران. بينما المبادرة الثالثة، فتقدمت بها إيران، والتي تمثلت في قيامها بتأمين حماية الملاحة البحرية عبر مضيق هرمز، ولكن جاءت مبادراتها مشروطة بأنها لن تسمح بمرور النفط في المضيق حال فرض عقوبات اقتصادية عليها ومنعها من تصدير منتجاتها البترولية.
وفي سياق السعي الدولي لتأمين الملاحة في مضيق هرمز والممرات المائية الأخرى، ترفض طهران المبادرتين الأمريكية والبريطانية([16])، وتبحث كل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا والدانمارك وهولندا وإسبانيا نقاط الاتفاق في المبادرتين الأمريكية والبريطانية. وعلى جانب آخر، تلعب اليابان والصين دور الوساطة بين طهران وواشنطن([17]).
ثالثاً: التهديدات القديمة الجديدة بإغلاق مضيق هرمز
في لعبة المناورات النفطية والسياسية في منطقة مضيق هرمز، تكتسب التصريحات والحروب اللفظية بشأن عرقلة وإغلاق الطريق في وجه السفن المارة في المضيق أهمية استراتيجية لما تثيره من قلق لدى جميع الأطراف سواء الدول المصدرة للنفط أو الدول الصناعية الكبرى المستوردة له والتي تخشى من تأثير إغلاق المضيق على إمدادات الطاقة لها.
ففي فترة الحرب العراقية الإيرانية، هددت إيران عام 1983 بإعاقة الملاحة في المضيق، وقام الرئيس الأمريكي رونالد ريغان في فبراير عام 1984 بتحذير إيران من عاقبة إقدامها على هذه الخطوة، وخاطبها بقوله “ليس من قوة يمكن أن تجعلنا نسمح على إغلاق هذا المجرى المائي الحيوي، ونحن مصممون على أن يظل مفتوحا للملاحة وبمنأى عن أي تهديد”، ومع ذلك استمرت التصريحات الرسمية من قبل المسؤولين الإيرانيين بالتهديد بإغلاق المضيق، ففي سبتمبر 1986، قال هاشمي رفسنجاني، الرئيس الإيراني آنذاك، “إن دول الخليج متواطئة مع العراق في الحرب، وإيران ستمارس حقها في التصرف بحزم ضد هذه الدول بإغلاق مضيق هرمز لتمنع دخول سفنها منطقة الخليج العربي”. وكرر رافسنجاني هذا التهديد في شهر مايو 1987، بقوله “إذا وجدت إيران نفسها عاجزة ذات يوم في تصدير بترولها عن طريق الخليج، فستمنع أي دولة أخرى من استخدام هذا الطريق المائي”([18]). وفي هذا السياق، نصبت إيران ستة صواريخ في موقعين بالقرب من مضيق هرمز مما زاد من تهديدها للملاحة، وقد أدى هذا الإجراء إلى التدخل البحري الأمريكي والإنجليزي والفرنسي في منطقة مضيق هرمز لضمان تأمين ناقلاتها من البترول وتطهير المضيق من الألغام التي كانت زرعتها إيران([19]). وفي تسعينيات القرن الماضي، عاودت إيران التهديد بإغلاق مضيق هرمز نتيجة الخلافات بينها والإمارات بشأن السيطرة على عدة جزر صغيرة داخل المضيق.
وبعدما أعلنت واشنطن عام 2018، انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني، المعروف بخطة العمل المشتركة الشاملة، هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز، وبرزت ثلاثة تصريحات للمسؤولين الإيرانيين في هذا الشأن، خلال شهر مايو من العام المشار إليه، كان التصريح الأول منسوب للقيادي في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل كوثري، حيث هدد بقطع طريق الممر المائي على ناقلات النفط، قائلاً، “إذا كانوا يريدون وقف صادرات النفط الإيراني، فإننا لن نسمح بمرور أي شحنة نفط في مضيق هرمز”([20]). فيما جاء التصريح الثاني منسوبا لقائد الحرس الثوري السابق محمد علي جعفري، بشأن جاهزية قواته لإغلاق مضيق هرمز، قائلاً “إنه إذا لم تستطع إيران بيع نفطها بسبب الضغوط الأميركية، فلن يسمح لأي دولة أخرى في المنطقة بذلك”([21])، وأضاف “إما أن يستخدم الجميع مضيق هرمز أو لا أحد”. أما التصريح الثالث، جاء من المرشد الأعلى علي خامنئي، معبرا فيه عن دعمه تهديد روحاني وكبار قادة الحرس الثوري حول إغلاق مضيق هرمز، قائلاً “إن التهديدات بإغلاق الممر الدولي (في إشارة إلى مضيق هرمز) تعبر عن سياسة ونهج النظام”([22]).
وخلال التوترات التي شهدها عام 2019، استخدمت طهران أدوات حربها اللفظية، فبرزت العديد من التصريحات بشأن إغلاق المضيق، خلال شهر أبريل من العام المشار إليه. وفي هذا السياق، برزت ثلاثة تهديدات، جاء الأول منسوبا لقائد البحرية الإيرانية، علي رضا تنغسيري، والذي قال فيه “مضيق هرمز ممر بحري وفقا للقوانين الدولية، وسنغلقه في حال منعنا من استخدامه”([23]). أما التهديد الثاني، فهو منسوب لوزير الخارجية محمد جواد ظريف، والذي قال فيه “نعتقد أن إيران ستواصل بيع نفطها، وسنواصل إيجاد مشترين لنفطنا، وسنواصل استخدام مضيق هرمز بصفته ممرا آمنا لبيع نفطنا”، مضيفا “لكن إذا اتّخذت الولايات المتحدة التدبير الجنوني، بمحاولة منعنا من ذلك، فعندها عليها أن تكون مستعدّة للعواقب”([24]). بينما التهديد الأخير، فهو منسوب لرئيس الأركان محمد باقري، والذي قال فيه “لا نعتزم إغلاق مضيق هرمز إلا إذا وصل مستوى السلوكيات العدائية إلى حد يجبرنا على ذلك… إذا لم يمر نفطنا، فيجب ألا يمر نفط الآخرين من مضيق هرمز أيضا”([25]).
وقد أثارت التهديدات المنسوبة للمسؤولين الإيرانيين حفيظة الولايات المتحدة، فوجه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تحذيرا للرئيس الإيراني حسن روحاني، قائلاً “إلى الرئيس الإيراني روحاني، إياك وتهديد الولايات المتحدة مجددا، وإلا فستواجه تداعيات لم يختبرها سوى قلة عبر التاريخ” وأضاف “لم نعد دولة يمكن أن تسكت عن تصريحاتك المختلة حول العنف والقتل. كن حذرا”([26]). وجاء ردا على هذه الرسالة، تهديد من قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، للقوات الأميركية في المنطقة المجاورة لمضيق هرمز، قائلاً “البحر الأحمر لم يعد آمنا للقوات الأميركية”، ولوح سليماني باللجوء إلى الخيار العسكري الإيراني، وقال إن استراتيجيته في مواجهة الخطوات الأميركية، لن تكون عبر مواجهة “كلاسيكية” تخوضها مباشرة القوات المسلحة الإيرانية؛ وإنما عبر “حروب غير متكافئة”، وذلك في إشارة إلى أنشطة “فيلق القدس” في منطقة الشرق الأوسط وقوات “الحرس الثوري الإيراني”([27]).
وفي إطار سياسة توزيع الأدوار التي تتبعها إيران في حروبها اللفظية، سعت إلى تهدئة الموقف والتراجع بشأن التهديد بغلق مضيق هرمز، حيث صرح رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، حشمت الله فلاحت بيشه، إن بلاده لا يمكنها إغلاق المضيق الذي يعد أحد أهم الممرات المائية في العالم، وأضاف أن “إيران لا تنوي خرق المعاهدات الدولية، لكن الإجراءات الأميركية ضد إيران مثال على عدم احترام واشنطن المعاهدات الدولية”([28]).
رابعاً: دوافع التصعيد الإيراني في مضيق هرمز
نظريا، تعددت العوامل التي تدفع بإحداث صراعات أو مواجهات أو توترات بين الأطراف سواء كانت محلية أو إقليمية أو دولية ويتمثل جوهرها في تعارض المصالح بين الأطراف المتنازعة. ومن أبرز هذه العوامل؛ التنافس على الموارد، مثل مصادر المياه والطاقة والغذاء، أو التنازع على السلطة، نتيجة الخلاف حول تقسيم آليات الحكم والمشاركة السياسية في عملية صناعة القرار، أو الرغبة في الهيمنة العالمية، وهو عامل يتعلق بالقوى العظمى في النظام الدولي، بهدف السيطرة على مناطق النفوذ.
ومن الأسباب التي أدت إلى عودة المواجهات في مضيق هرمز في الوقت الراهن، استشعار طهران بالضرر الواقع عليها، وعدم قدرتها على تسويق منتجاتها النفطية، لاسيما بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بتصفير صادرات النفط الإيراني، مما يعني وضع الاقتصاد الإيراني في أزمة محققة، ويترتب عليها بالطبع أزمات سياسية داخلية.
وقد أدى قرار الرئيس الأميركي بالسعي إلى تصفير صادرات النفط الإيرانية إلى تراجع صادراتها من 2.5 مليون برميل في شهر أبريل من العام 2018 إلى 1.3 مليون برميل في شهر أبريل من العام 2019([29])، فضلاً عن تعرقل الصفقات التجارية التي أبرمتها إيران مع الشركات الأجنبية في وقت سابق من العامين الماضيين (2017-2018)، ومن بينها صفقات شراء طائرات مدنية من شركتي “بوينج” الأمريكية و”إيرباص” الأوروبية([30]) .
ومع تأثر طهران بتراجع صادراتها النفطية وتهديد مستقبل الصفقات التي أبرمتها مع الشركات الأوروبية، دفعها إلى التهديد بإغلاق مضيق هرمز، لتحقيق هدفين: الأول، استمالة القوى الكبرى لصالحها، خاصة دول الاتحاد الأوروبي وروسيا الاتحادية، لكونهما على اقتناع بضرورة المضي في الاتفاق بصيغته الراهنة، مع حرص طهران على الالتزام ببنوده.
والهدف الثاني، التأثير على الصادرات النفطية للدول الخليجية، فما من شك في أنها تتأثر صادراتها حال إغلاق المضيق، فعلى الرغم من أن المملكة العربية السعودية تتضرر صادراتها من النفط الخام المحمول بحرا بنسبة 88% إلا أن لها منافذ أخرى تستطيع التعويض عبرها وهي على بحر العرب والبحر الأحمر، وكذا الإمارات العربية المتحدة التي بادرت، بعد انتهاء خط الأنابيب الذي افتتحته مؤخرا، إلى ضخ نفطها عبره، إلا أنها مازالت تستخدم مياه المضيق، بينما الضرر الأكبر فيقع على بلدان الكويت وقطر والبحرين، حيث تصدر منتجاتها من النفط عبر المضيق بنسبة 100%. وكذلك التأثير على إمدادات النفط للدول المستوردة له، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية والصين واليابان وكوريا الجنوبية.
خامساً: عودة الاستقرار إلى مضيق هرمز
كما وجدت طهران أن من مصلحتها تصعيد التوترات في مضيق هرمز بغية تحرك الدول الأوروبية للوقوف بجانبها، والذي اتضحت ملامحه الأولى، خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، حيث صرح وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت، قائلاً بأن الوقت لا يزال متاحا لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني، وأضاف أن بلاده لا تتفق مع الولايات المتحدة، في طريقة تعاملها مع الأزمة الإيرانية، وأنه لايزال أمام إيران عام على الأقل لإنتاج قنبلة نووية. وسار في نفس الاتجاه وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، مطالبا بأن تظل دول الاتحاد الأوروبي موحدة للحفاظ على الاتفاق النووي، ووصف قرار إيران بتقليص التزامها بالاتفاق، وقرار الانسحاب الأمريكي من الاتفاق بـ “رد فعل سيء على قرار سيء”([31]).
فوجدت طهران أيضا أن من مصلحتها عودة الاستقرار للمضيق حتى تكون أكثر الرابحين، لأنه حال استمرار التوترات سيجعلها من أكبر الخاسرين، لكونها تعتمد عليه في تصدير النفط الخام إلى دول آسيا، خاصة الصين واليابان أكبر المستوردين منها، حيث تعتبر الصين الشريك التجاري الأول والأكبر مع إيران على مستوى العالم، وفي ذات الوقت سعت طهرات إلى استثمار هذا الموقف، في ضوء الدعم الدبلوماسي التي حصلت عليه من الصين التي تخوض حربا تجارية مع الولايات المتحدة[32]. إضافة إلى الدعم الدبلوماسي التي حصلت عليه من الدول الأوروبية، حيث رفضت كل من فرنسا وبريطانيا المبادرة الأمريكية بشأن تشكيل تحالف دولي لتأمين المضيق، كما أكدت الدولتان أنهما لن يكونا جزءا من سياسة الضغوط والعقوبات على طهران، ودعم من ذلك المصالح الاقتصادية المرتبطة بين الدول الأوروبية وطهران، كما أن إجمالي ما تستورده الدول الأوروبية من النفط الإيراني يبلغ نحو 450 ألف برميل يوميا؛ أي بنسبة 18% من إجمالي الصادرات الإيرانية البالغة 2.7 مليون برميل يوميا.
إلى جانب ذلك، تدرك طهران أن عودة الاستقرار للمضيق سيخفف من حدة عداء الولايات المتحدة تجاهها، إضافة إلى أن الحكومة الإيرانية لا طاقة لها للدخول في صراعات خارجية خاصة مع تنامي السخط الشعبي في البلاد، وأن أحداث الحرب العراقية الإيرانية لاتزال حاضرة في الذاكرة الجماعية، وأن تحقيق الاستقرار يمثل عنصر قوة للنظام السياسي في طهران.
وختاما، يمكن فهم السلوك الإيراني الذي حدث
مؤخرا في منطقة المضيق والذي تمثَّل في القيام بأعمال تخريبية لناقلات النفط
والاستفزازات ضد الشحن في الموانئ والبنية التحتية النفطية في الإمارات والمملكة
العربية السعودية، على أنه وسيلة لتحفيز الدعم من الدول التي لها مصلحة في تخفيف
الضغط والعقوبات المفروضة عليها والحفاظ على بنود الاتفاق النووي دون إجراء
تعديلات عليه.
([1]) مستشار المرشد الإيراني : تصدير النفط للجميع .. وإلا فلا، موقع الوطن، 25 يوليو 2019، متاح على الرابط التالي:http://al-watan.com/PrintNews.aspx?id=196711
([2]) صحف عربية: هل ينجح شينزو آبي في حل الأزمة بين إيران وأمريكا؟، موقع بي بي سي، 8 يونيو 2019، متاح على الرابط التالي: http://www.bbc.com/arabic/inthepress-48566399
([3]) استهداف ناقلات النفط يجدد «تهديدات هرمز»، الشرق الأوسط، 13 يونيو 2019، متاح على الرابط التالي:https://cutt.us/GwPPf
([4])الحرس الثوري يعلن احتجاز سفينة أجنبية في مياه الخليج، موقع العربية، 4 أغسطس 2019، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/3kbRN
([5])أسماء أحمد أبو زيد علام، “مضيق هرمز والتهديدات الإيرانية: التهويل والتهوين”، موقع مجلة آراء حول الخليج، متاح على الرابط التالي: http://araa.sa/index.php?view=article&id=4372:2018-02-15-12-23-17&Itemid=172&option=com_content
([6])التاريخ الحضاري للبحرين دلمون من خلال تنقيبات معبد سار، الحياة، 13 يونيو 1998، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/neMTU
([7])مصطفى عقيل إسحق، “التنافس الدولي في الخليج”، مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية الصادرة عن جامعة الكويت، عدد 29، يناير 1982، ص ص 202-203.
([8])الغالية بنت سالم بن خليفة، الصراع البرتغالي الفارسي العثماني على جزيرة هرمز (1507-1622)، رسالة ماجستير، كلية الآداب والعلوم الاجتماعية – جامعة السلطان قابوس، 2016، ص 99، ص 108.
([9])محمد حسين العيدروس، سقوط الحكم البرتغالي في الخليج العربي (أبوظبي: دار المتنبي للطباعة والنشر، 1997)، ص ص 27-28.
([10])صبري فالح الحمدي، هرمز في المصادر الأوربية 1500-1600، مجلة الآداب، عدد 69 و70، مارس 2005، ص ص 189- 190.
([11])شرارتها برميل نفط… “حرب الناقلات” القديمة تلوح في الأفق بين واشنطن وطهران، اندبندنت عربية، 7 مايو 2019، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/An01d
([12])حقائق حول مضيق هرمز … أحد أهم الممرات في العالم وأكثرها حركة للسفن، موقع إيرو نيوز، 22 يوليو 2019، متاح على الرابط التالي: https://arabic.euronews.com/2019/07/22/facts-hormuz-strait-important-passages-ships-oil-iran-president-donald-trump-gulf-states
([13])هرمز كلمة السر.. حشود عسكرية في الطريق إلى المضيق الاستراتيجي.. ما بعد حرب الناقلات، موقع صدى البلد، 30 يوليو 2019، متاح على الرابط التالي: https://www.elbalad.news/3924569
([14])4 سفن تجارية تعرضت للتخريب في مياه الإمارات، الشرق الأوسط، 13 مايو 2019، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/OKwwl
([15])سباق في غياب العرب ثلاث مبادرات وستة مواقف بشأن تأمين مضيق هرمز، الجزيرة نت، 24 يوليو 2019، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/YDq7x
([16])”دعم أوروبي” لمقترح بريطانيا تشكيل قوة حماية بمضيق هرمز، موقع DW، 23 يوليو 2019، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/6qqeP
([17])ما هي مؤهلات اليابان في الوساطة بين طهران وواشنطن؟، موقع جاده إيران، 7 يونيو 2019، متاح على الرابط التالي:https://jadehiran.com/archives/8979
([18])سلمى عدنان محمد، “مضيق هرمز .. الوضع الجيوبولتيكي والصراعات الإقليمية”، مركز دراسات الخليج العربي، جامعة البصرة، مجلد 37، عدد 3 و4، 2009، ص ص 94-116.
([19])عبدالسلام عبدالعزيز فهمي، مضيق هرمز في سياسة إيران الخارجية، مركز الدراسات الشرقية بجامعة القاهرة، عدد 1 و2و3، فبراير، مايو، أكتوبر 1991، ص ص 10-11.
([20])إيران تهدد بمنع مرور شحنات النفط في مضيق هرمز، موقع صحيفة الاتحاد، 4 يوليو 2018، متاح على الرابط التالي:https://cutt.us/jOT3Z
([21])طهران تكرر تهديدها بشأن مضيق هرمز وواشنطن تتعهد بحماية حرية الملاحة، الجزيرة نت، 5 يوليو 2018، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/dg6AI
([22])خامنئي: التهديدات بإغلاق هرمز تعبّر عن نهج النظام، الشرق الأوسط، 22 يوليو 2018، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/4zv9X
([23])«الحرس الثوري» يلوح بإغلاق مضيق هرمز، الشرق الأوسط، 23 أبريل 2019، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/0yEFz
([24])ايران تهدد بإغلاق مضيق هرمز في حال تصاعد التوتر، موقع فرانس 24، 28 أبريل 2019، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/G7e4v
([25])إيران تجدد التهديد بإغلاق هرمز أمام حاملات النفط، الشرق الأوسط، 29 أبريل 2019، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/yGXXJ
([26])ترامب يحذر روحاني: إياك أبدا أن تهددنا وإلا..، صحيفة الاتحاد، 24 يوليو 2018، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/dlh1z
([27])سليماني: البحر الأحمر لم يعد آمنا للقوات الأميركية، موقع صحيفة الحياة، 27 يوليو 2018، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/VnJ1y
([28])إيران تتراجع: روحاني لم يقصد إغلاق مضيق هرمز، موقع الحدث، 5 يوليو 2018، متاح على الرابط التالي:https://cutt.us/S3pPK
([29])محمد العسومي، أسعار النفط في ظل «التصفير»، صحيفة الاتحاد، 2 مايو 2019، متاح على الرابط التالي:
([30])أوروبا تسعى إلى حماية مصالحها الاقتصادية مع إيران، الإمارات اليوم، 26 مايو 2018، متاح على الرابط التالي: https://www.emaratalyoum.com/politics/reports-and-translation/2018-05-26-1.1102636
([31])الاتحاد الأوروبي لا يرى انتهاكات إيران للاتفاق النووي كبيرة، موقع اندبندنت عربية، 15 يوليو 2019، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/mkgdb
([32])إبراهيم الغيطاني، خيارات طهران: كيف تتأثر صادرات النفط الإيراني حال انهيار الاتفاق النووي؟، مركز المستقبل للدراسات المتقدمة، 8 مايو 2018، متاح على الرابط التالي: