نزاهة، حياد، مهنية، أخبار منزوعة التوجه، تغطيات خالية من الانحياز، فصل تام بين الخبر والرأي. تعددية دون إخلال بمبادئ المهنية. هكذا تحتم قواعد أكبر ديمقراطيات العالم وتبسط سطوتها وقواعد حرياتها على إعلامها الحر: حفاظ على المهنية، مع رفع راية الحرية، وانتهاج الوضوح في التغطية الخبرية وضوحًا ينافس الشمس.
لكن للشمس أطوارًا. وما كسوفها إلا طور يحدث أحيانًا، تارة كلي وآخر جزئي وثالثًا بين بينين. وحيث إن الإعلام الأمريكي “الحر” يجد نفسه – أو بالأحرى أوجد نفسه – في وضع بين بينين في ظل حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فإن متابعة ردود فعله حول قرار الأخير الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
الرئيس المثير للاستقطاب
فما أن خرج الرئيس المثير لكثير من الجدل والمنقسمة في شأنه وسائل الإعلام الأمريكية، والمستقطبة بسببه هذه القنوات والمستنفرة إزاء تصريحاته وقراراته تلك الصحف، باعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، وإعلانه بدء التحضيرات لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، حتى ظهرت آثار الكسوف وبدت ملامح أطوار غير تقليدية في الإعلام الأمريكي “الحر”.
حرارة قرار الرئيس ترامب ورؤيته التي عبر عنها في خطاب في أوائل ديسمبر الماضي بقوله “قررت أنه آن الأوان للاعتراف رسميًا بالقدس عاصمة لإسرائيل” لم تقل حرارة عن درجة المهنية العالية والثاقبة والبازغة والحيادية الواضحة والصارخة والقائمة التي التزمت بها غالبية الصحف والقنوات الأمريكية “الحرة” في تغطية وتحليل وتفنيد القرار “التاريخي”.
وقد أدت هذه المهنية وتلك الحيادية إلى إثارة قدر غير قليل من العجب ومقدار غير بسيط من التحير لدى بعض السذج والأبرياء ممن أدهشتهم تلك النقلة الكبرى من أقصى يمين معاداة الرئيس الأمريكي منذ وصل إلى كرسي الرئاسة ومناصبته السخرية ومحاربته بكل ما تملك من أدوات وأسلحة وصلت إلى حد بث ونشر إعلانات تدعو إلى خلع الرئيس!
فعلى مدى أسابيع طويلة في أواخر العام الماضي، وبين نشرة وتحليل وآخر على شبكة “سي إن إن” الإخبارية، كان يُبث إعلان للبليونير الأمريكي توم ستاير يحمل اسمه وتعريفًا به بأنه «مواطن أمريكي». يتحدث ستاير في الإعلان عن ضرورة تنسيق جهود المواطنين الأمريكيين المحبين لبلدهم من أجل العمل على تقديم ترامب للمحاكمة بغرض خلعه وهو ما يعرف بـ Impeachment وفي نهاية الإعلان تظهر عبارة تشير إلى أن دافع كلفة هذا الإعلان هو المواطن الذي يتحدث فيه، وهي الأرجح سابقة إعلامية وإعلانية.
كونها سابقة لا تعني أنها دون مثيل أو شبيه. بل العكس هو الصحيح. فالحرب الضروس الدائرة رحاها بين الرئيس ترامب من جهة وجانب كبير من الإعلام الأمريكي “الحر” وعلى رأسه “سي إن إن” وصحيفتي “نيويورك تايمز” و”واشنطن بوست” من جهة أخرى منذ وصل ترامب إلى البيت الأبيض ليست خافية على أحد. وكم من مناسبة لم يألُ فيها الرئيس ترامب جهدًا للإشارة إلى “مستوى انعدام النزاهة” و”خارج السيطرة” و”عدد الصحفيين الكبير الذين لا يقولون الحقيقة” و”خدمتها للمصالح غير الأمريكية” التي “يتخبط فيها الإعلام الأمريكي”!
استفاقة إعلامية
وفجأة ودون سابق إنذار استفاق الإعلام الأمريكي دائم الهبد والرزع في شخص الرئيس، والذي أصبحت فقرات السخرية منه ومقالات التنبؤ بموعد سقوطه وانتهاء حكمه نهاية مدوية، وأعمدة التندر على قراراته “الهوجاء” وتغريداته “الخرقاء”، على القرار “الصائب” حينًا و”المحق” حينًا والخاص بنقل السفارة، والاعتراف “الذي طال انتظاره” و”وجب تنفيذه” فيما يختص بالاعتراف الفعلي بالقدس عاصمة لإسرائيل!
الصحف التي كانت حتى ليلة الاعتراف المباغت لترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ومقرًا لسفارة بلاده تعتبر ساكن البيت الأبيض “مجنونًا” و”مختلاً” و”كاذبًا” ووجب تنحيه أو خلعه كادت تهمهم “آمين” على القرار، وإن تراوحت الهمهمات بين نبرات عالية وأخرى منخفضة وثالثة على استحياء. “نيويورك تايمز” أفرطت في الكتابة عن ترامب على مدار نحو عام ونصف إنه “يحرج الولايات المتحدة الأمريكية بتصريحاته العنصرية وقراراته العنجهية”، أو أنه “مصاب بالإفراط في مشاهدة التلفزيون”، أو أن الفوضى في أمريكا ناجمة عن “سفينة ترامب المثقوبة”، بل ووصل الأمر إلى درجة استخدام نعوت مثل “غبي” و”جاهل” و”غير مرغوب فيه” وقائمة طويلة يصعب على المرء أن يتخيل أنها موجهة من إحدى أكبر وأكثر الصحف الأمريكية رصانة ونخبوية لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية.
الصحيفة نفسها نشرت العديد من مقالات الرأي التي تعكس ابتهاج أصحابها بالقرار منهم على سبيل المثال من عنون مقاله “بالطبع القدس عاصمة إسرائيل”. ليس هذا فقط، بل ورد في موضوع عنوانه “الولايات المتحدة تضغط من أجل تعديل موقع السفارة في القدس في عام 2019” أن التعجيل بنقل السفارة ربما يكون بمثابة العطية السياسية للسيد ترامب مع مرور نصف فترته الرئاسية الأولى، لاسيما في ضوء شعبية قراره نقل السفارة إلى إسرائيل خصوصًا بين ناخبيه من الإنجيليين البروتستانت بالإضافة إلى المؤيدين بشدة لإسرائيل بين الأمريكيين.
وعلى الرغم من المهنية والحياد في تغطية الأخبار المتعلقة بقرار نقل السفارة، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وحتى الاحتجاجات وردود الفعل الغاضبة عربيًا، إلا أنه يمكن وصفها بالمهنية المسيسة والحياد المؤدلج. فقد جرى العرف في الكثير من وسائل الإعلام الأمريكي الحر على التعبير عن توجهات بعينها والدق على أوتار دون غيرها، وهو ما يعكس – ولكن على استحياء – قدرًا من عدم الحياد.
حياد “سي إن إن”
حياد شبكة “سي إن إن” هو الآخر يمكن متابعته من خلال تغطياتها عن القدس. والحقيقة إن الشبكة – عبر شاشتها وموقعيها بالعربية والإنجليزية – أفردت مساحات جيدة لمقالات رأي وتحليلات لخبراء تميل إلى أن الآثار السلبية المتوقعة جراء قرار ترامب أكبر بكثير وأخطر من منافعه، مشيرة إلى أن القرار كان يمكن تأجيله أو تسويفه. وعلى الرغم من شكاوى عربية متكررة من انحياز “سي إن إن” لإسرائيل على حساب العرب والفلسطينيين، إلا أن هامش انتقاد قرار ترامب تميز فيها بالاتساع. وفي يناير الماضي، جاء في تحليل خبري على “سي إن إن” تقرير عنوانه “إسرائيل وترامب متحدان ضد العالم” انتقد كاتبها بشكل واضح ومباشر القرار الأمريكي، وتجاهل ترامب تمامًا للجانب الفلسطيني.
وعلى الجانب المعاكس تقف “فوكس نيوز” وهي الشبكة الأقرب إلى قلب وعقل وتركيبة الرئيس الأمريكي. وتشير الأرقام إلى أن نسب مشاهدة “فوكس نيوز” زادت بنسبة 40 في المائة مع وصول ترامب إلى كرسي الرئاسة، وذلك لأنها الأكثر تركيزًا على نشاط الرئيس وفعالياته وكلماته. هذه النسب المرتفعة القابلة للتفسير بطرق شتى – إذ تتراوح بين الرغبة في الاطلاع على الغرائب والموضوعات المثيرة للجدل التي يتفوه بها الرئيس أحيانًا والرغبة في معرفة ما يقول بحكم إنه رئيس الدولة الأقوى في العالم – يعرفها ترامب جيدًا. وسبق وصرح بأنه ما أن يظهر في قناة تلفزيونية حتى تتضاعف أعداد المشاهدين بضع مرات، وهو ما يمنحه قوة.
وعلى الرغم من تغطيات خبرية على “فوكس نيوز” حول مسألة القدس حملت عناوين مثل “”لا” دولية على قرار ترامب نقل السفارة إلى القدس” و”احتجاجات عربية ودولية على قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس”، إلا أن التوجه العام للتحليلات والتنظيرات دار في إطار أن القرار سيسرع من وتيرة الوصول إلى حل للنزاع القائم منذ عقود، وأنه قرار “شجاع”، وقرار مؤجل لم ينتظر سوى التفعيل.
وإذا كانت الصحافة الأمريكية “الحرة” بدرجاتها وفئاتها تخلت جزئيًا وبصفة مؤقتة عن صدامها المستمر وعراكها الكلامي الذي لا يهدأ في كل ما يتعلق بالرئيس ترامب ومناهضة ومناقضة كل ما يتخذه من قرارات، فهو على الأرجح وفي الأغلب تخل مؤقت وتراجع مسبب مقدر لهما أن يزولا بزوال المناسبة.
القدس عاصمة
وفي مناسبة قرار الرئيس ترامب، أجرت “سي إن إن” استطلاع رأي بين متابعيها في الولايات المتحدة الأمريكية حول موقفهم من الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. قال 44 في المائة من المشاركين إنهم يدعمون قرار نقل سفارتهم إلى القدس، فيما قال 45 في المائة إنهم لا يؤيدون القرار. هذا الاستقطاب الحاد في المجتمع الأمريكي يلقي بظلاله كذلك على الإعلام الأمريكي. وأغلب الظن أن هذه النسب التي تكاد تكون متساوية بين المؤيدين والمعارضين لا تعكس فقط تأييد القرار ومعارضته، ولكنها تعكس كذلك تأييد ترامب ومعارضته.
تأييد من تحب ومعارضة من لا تحب ليست سمة إنسانية مقتصرة على بلدان الشرق الأوسط فقط، ولكنها ممتدة إلى بلاد مثل الولايات المتحدة الأمريكية حيث يميل قطاع عريض من المواطنين إلى معاضدة كل ما يصدر عن الرئيس الذي يدعمه، أو يعارض كل ما يصدر عن الرئيس الذي لا يؤيده. وإذا أضفنا إلى تلك السمة الإنسانية سمة فعلية تميز مسار السياسة والاقتصاد وبالطبع الإعلام في الولايات المتحدة الأمريكية حيث من يملك المال يملك تحديد الاتجاه واختيار المسار.
مسار الانتخابات الرئاسية الأمريكية لا يحدده فقط برنامج انتخابي أو نجاحات وإخفاقات وردت في السيرة الذاتية للمرشح، لكن يحدده كذلك مدى القرب أو البعد عن مجموعات المصالح والضغط القوية وذات التأثير. والإعلام الأمريكي الحر ليس بعيدًا عن تلك العلاقات المتشابكة والقوية والتي تبدو خفية لكنها معروفة ومقبولة منذ عقود، حتى باتت أقرب ما يكون إلى جزء من النظام.
اللوبي اليهودي
اللوبي اليهودي بالغ القوة والقدم والاستمرار في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو لوبي يمتلك علاقات وطيدة مع المؤسسات السياسية الرسمية، وأموالًا كثيرة في المؤسسات الإعلامية الحرة. وقد وصل الأمر إلى الحد الذي قال فيه السياسي البريطاني اليميني المتشدد نايجل فاراج إن تأثير اللوبي اليهودي في أمريكا أكبر بكثير من نسبة اليهود لعدد السكان الأمريكيين. ودعا الأمريكيين إلى الحذر من نفوذ اللوبي اليهودي.
مجلة “تايم” الأمريكية ذائعة الصيت أشارت في مقال نشر في منتصف كانون أول (ديسمبر) الماضي إلى أن قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس يحظى بتأييد هائل بين الدوائر المقربة والداعمة له بين مؤيديه البروتستانت وأعضاء الجماعات المؤيدة لإسرائيل في أمريكا، وهي كثيرة بالإضافة لكونها الأكبر “تبرعًا” في المواسم الانتخابية الرئاسية.
وعقب صدور قرار نقل السفارة، أصدرت المنظمة الصهيونية في الولايات المتحدة الأمريكية بيانًا مطولاً تثني فيه على القرار “التاريخي والأخلاقي والعادل”! أما التحالف اليهودي الجمهوري فقد اشترى صفحة إعلانية كاملة في “نيويورك تايمز” للتعبير عن مشاعر السعادة والامتنان للقرار مع التأكيد على الحصول على كل الدعم اللازم لترامب في فترته الرئاسية.
وتشير مجلة “تايم” إلى تأثير البليونيرات الأمريكيين – ومن ثم توجهاتهم وأيديولوجياتهم – على القرارات الرسمية وحجم تأييدها ودعمها إعلاميًا، أو على الأقل التأكيد على تغطيتها بمهنية مع تقليص هوامش الانتقاد إلى أضيق الحدود. فمثلاً البليونير الأمريكي شلدون أدلسون، وهو أحد أبرز مؤيدي قرار نقل السفارة والذي يدعم كلاً من المنظمة الصهيونية في أمريكا والتحالف الجمهوري اليهودي، هو أكبر المتبرعين في حملة الانتخابات الرئاسية، إذ أنفق ما لا يقل عن 20 مليون دولار على حملات الغرض منها هزيمة السيدة هيلاري كلينتون. وهو الذي تبرع بخمسة ملايين دولار للجنة تنصيب الرئيس ترامب بعد فوزه.
وهناك كذلك البليونير الأمريكي برنارد ماركوس الذي تبرع بخمسة ملايين دولار في عام 2016 لحملة دعمت ترشح ترامب. وهو ضمن مجلس إدارة التحالف الجمهوري اليهودي أيضًا.
وعودة إلى المواطن الأمريكي العادي والمتابع للإعلام الأمريكي “الحر” حيث يساعد ما يتلقاه عبر الإعلام في تشكيل وجدانه، وصناعة أولوياته، ورسم انتماءاته. وفي قول آخر، تملي هذه التوجهات على الإعلام جزءًا من المحتوى ليتواءم وتوجهاته.
وردًا على سؤال في استطلاع الرأي الذي أجرته “سي إن إن” حول أي الطرفين يجدر بالولايات المتحدة أن تدعم في الصراع العربي الإسرائيلي ؟ قال ثلثا المستطلعة آراؤهم إن 24 في المائة قالوا إسرائيل، واختار العرب اثنان في المائة فقط. المثير هو أن 56 في المائة من المشاركين في الاستطلاع قالوا إنهم لا يعتقدون بأن الصراع بين إسرائيل وجاراتها العرب سيتم حله ويعيش الجميع في سلام، في حين قال 39 في المائة إن السلام سيطبق.
احتقان وانتقام
وسواء عكس استطلاع “سي إن إن” حقيقة تركيبة المجتمع الأمريكي أم لا، فإن المؤكد هو أن العلاقة بين الرئيس الأمريكي المنتخب والإعلام الأمريكي الحر قوامها احتقان وانتقام. وكم من مرة شن فيها ترامب هجومًا عنيفًا على الإعلام الأمريكي بمناسبة وبدون مناسبة. ووصل الأمر في إحدى المرات في أعقاب مزاعم عن تدخلات روسية في الانتخابات الأمريكية أن مستوى التضليل وانعدام النزاهة في وسائل الإعلام الأمريكية مستوى غير مسبوق. وجرت عادة الرئيس الأمريكي على اتهام وسائل الإعلام بمعاداته، والتقليل من حجم إنجازاته، لاسيما وأنه “ورث فوضى في الداخل والخارج” على حد قوله.
ويشار إلى أن 20 صحيفة أمريكية فقط دعمت الرئيس ترامب في أثناء حملته الانتخابية، فيما حصلت منافسته الخاسرة السيدة هيلاري كلينتون على دعم 200 صحيفة.
ورغم ذلك، فإن المصالح الكبرى والتي تتخطى اسم الرئيس أو شخصه تفرض نفسها فرضًا في الإعلام الأمريكي.
وتظل هناك ساحة إعلامية أمريكية غير مطروقة بالقدر الكافي، ألا وهي وسائل التواصل الاجتماعي، وهي الساحة التي قلما تجد لنفسها مكانًا أو اهتمامًا في العالم العربي، رغم أهميتها.
فبحسب بحث أجرته مؤسسة “بيو للأبحاث” (مقره واشنطن)، فإن ثلثي الأمريكيين البالغين يحصلون على الأخبار من مواقع التواصل الاجتماعي مثل “فيسبوك” و”تويتر” و”إنستجرام”. وقد تربع “فيسبوك” على عرش وسائل التواصل الاجتماعي الأكثر انتشارًا بين الأمريكيين الباحثين عن أخبار، وهو ما يعني أن مصدرًا رئيسيًا من مصادر الأخبار وتكوين الرأي العام والتعبير عن الاتجاهات وتشكيلها هو تلك المنصة الشعبية.
بعد دقائق من تغريدة وفيديو للرئيس ترامب عبر حسابه الرسمي على تويتر كان قد حظي بأكثر من 3.5 مليون مشاهدة، بالإضافة إلى ملايين الردود وإعادة التغريد. تقول التغريدة: “لقد قررت أنه حان الوقت للاعتراف رسميًا بالقدس عاصمة لإسرائيل. كما أنني أوجه وزارة الخارجية لتبدأ في نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس”. المثير هو أن جانبًا كبيرًا من الردود على التغريدة جاء من عرب ومسلمين ناقمين على القرار وصابين الغضب على ما جاء في التغريدة. وعلى الجانب الآخر، شكر مواطنون أمريكيون كثيرون “مستر برزيدنت” على القرار الحكيم.