تظل قصة الإعلام في عالمنا تراوح ما بين ثنائية مستدامة تتعلق بعنصري (المحتوى، ووسيلة النشر): فأما المحتوى، فنطاق عمله لا يتغير؛ إذ يظل معتمدًا على القدرة على تلبية اهتمامات الجمهور، وانتقاء القصص ذات الأولوية، ثم مزج المعلومات بأطر التقديم الإبداعية، بينما تظل وسيلة النشر رهنًا بدرجة التطور العلمي السائدة، وعرضة للتغير المستمر، الذي جسد مسيرة من الانتقال المبهر من النقش على الحجر وجلود الحيوانات وصولًا إلى البث عبر “الإنترنت”.
وخلال تلك الرحلة الطويلة والممتدة عبر الزمن، ظل المحتوى موجودًا بكامل أركانه وهيئته وقوامه الرئيس، وقد زاده تراكم المعلومات والخبرات الإنسانية عمقًا ونجاعةً، وعززه تطور مستمر في أساليب التقديم وإشراقات المبدعين، بينما تغيرت أساليب البث بشكلٍ دوري، مستفيدة من تجليات علمية واختراقات صناعية.
وفي موازاة تلك التطورات التاريخية، ظل الجمهور- في كل زمان ومكان- يبحث عن المحتوى الذي يقابل احتياجاته وتطلعاته، لكن هذا البحث قاد هذا الجمهور غالبًا إلى الوسائط المُستجدة، التي أخذت بدورها في التطور، وبناء آليات الاعتماد، وتوفير العوائد اللازمة لاستدامة عملها.
فالمحتوى الذي وجد مكانًا ومكانة في الصحيفة الورقية المطبوعة وجد انصرافًا عن ذلك الوسيط، أكدته مؤشرات التوزيع وإحصائيات التعرض، فانتقل معظمه إلى وسائط إلكترونية أخرى أظهرت قدرة أكبر على التجاوب مع آليات التلقي الجديدة والسائدة.
وقد أدت تلك التطورات إلى فناء بعض وسائط التوزيع؛ مثل “شريط الكاسيت”، و”شريط الفيديو”، لكنها لم تنجح حتى اللحظة الحالية في إنهاء وسائط أخرى، أو تقويض ركائز عملها؛ ومن تلك الوسائط التي ما زالت قائمة ومؤثرة إلى حد ما: الإذاعة.
ماضٍ زاهر:
لا يوجد اتفاق واضح على اسم شخص محدد باعتباره مكتشف طريقة البث عبر الموجات الكهرومغناطيسية (أي البث الإذاعي)؛ إذ يبدو أن مجموعة كبيرة من العلماء والباحثين ساهمت في تطوير تلك الآلية على مدى عقود في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.
ومع ذلك، فإن اسم العالم الإيطالي “جوليلمو ماركوني” سيظل علامة بارزة في هذا الإطار؛ بعدما تمكن من إرسال أول إشارات عبر موجات الأثير في العام 1895.
في تلك الأثناء كانت أساليب الإرسال عبر الحدود والأجواء مقتصرة على وسيلتي (البرق، والهاتف)، وهي أساليب استلزمت تواجد أسلاك لنقل الإشارات الصوتية، لكن الاختراق الذي حققه ماركوني، استنادًا إلى جهود مجموعة كبيرة من العلماء والباحثين، نجحت في بث الرسائل عبر موجات الهواء في ذلك الوقت، لتؤسس لوسيلة جديدة آنذاك، ستغير الكثير من قواعد عمل وسائل الإعلام، كما ستسهم في تعزيز وتطوير أنشطة إنسانية وصناعية ومجتمعية أخرى عديدة.
وعندما بدأ القرن العشرين، كانت الإذاعة آلية واعدة ضمن منظومة إعلامية عاشت رهينة لوسيط سائد هو (الصحافة المطبوعة)، تعاونه ثلة من وكالات الأنباء الناشئة آنذاك، والتي اعتمدت اعتمادًا رئيسًا على وسيلتي (البرق، والهاتف) لتوصيل رسائلها.
وفي العقد الثاني من القرن العشرين، بدأت الإذاعة سنوات ازدهارها، حيث نشأت منظمات إذاعية، تنتهج أساليب عمل تجارية في بلدان مختلفة من العالم، ولم يكن العالم العربي بعيدًا عن تلك التغيرات؛ حيث بدأت الإذاعات الأهلية تشق طريقها في أكثر من بلد عربي.
وسرعان ما فطنت الحكومات المختلفة لأهمية هذا الوسيط الجديد وتأثيره الكبير في النواحي الأمنية والمجتمعية وقدرته الواضحة على النفاذ لأسماع أفراد الجمهور ووجدانهم، وهنا بدأت التدخلات الحكومية لإخضاع الأداء الإذاعي للتأطير والتقنين القانوني.
وقد شهدت الإذاعة كوسيط إعلامي رئيس ونافذ ومؤثر سنوات الازدهار الناصعة في الفترة من العقد الثاني إلى العقد السادس من القرن الفائت، وفي هذا العقد الأخير، كان التليفزيون قد أنهى فترة تجاربه واستعداداته؛ ليضحى وسيلة الإعلام الأكثر نفاذًا وتأثيرًا، بما يمتلكه من قدرات تمزج بين السرد الصوتي والصورة، فضلًا عن ممكنات النقل الحي المرئي للأحداث العالمية والمحلية المُهمة.
ورغم تلك المنافسة الشرسة مع الوسيط القديم (الممثل في الصحافة المطبوعة)، والوسيط الحديث آنذاك (المجسد في التليفزيون)، فإن الإذاعة صمدت في هذا النزال صمودًا كان موضع تقدير واهتمام.
وظلت الإذاعة إلى مطلع القرن الحادي والعشرين- وبحسب البيانات والإحصائيات الموثوقة- وسيطًا إعلاميًّا رئيسًا مُعتبرًا، أقرت الدول والمنظمات الدولية المُعتبرة والمجتمع المدني وقطاعات الجمهور المختلفة بأهميتها وتأثيرها، وظلت أيضًا قادرة على أن تضع بصمتها على آذان المستمعين ووجدانهم في شرائح المحتوى المختلفة، سواء تلك المتعلقة بـ(الأخبار، والاهتمامات الجادة)، أو تلك المتصلة بـ(الترفيه، والتربية، والصحة، والعلوم، والتعزيز المجتمعي).
صمود لافت أمام تحديات “الإنترنت”:
في 13 فبراير 2023، احتفل العالم بالذكرى الـ 12 لإعلان اليوم العالمي للإذاعة، وهو الإعلان الذي أطلقته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، في العام 2011، وتبنته الجمعية العمومية للأمم المتحدة في العام 2012.
وفي تعليقها على هذا الاحتفال، صرحت “أودري أزولاي” مدير عام “اليونسكو” بأن هذا اليوم “لا يمثل فقط الاحتفال بإمكانيات الراديو، ولكن أيضًا للدعوة إلى تعزيز الاستفادة بشكلٍ أكبر من مزاياه الفريدة في بناء السلام”.
فقد أثبتت الإذاعة أنها ما زالت الأكثر قابلية وقدرة على خدمة الأهداف المتعلقة ببناء السلام وفض النزاعات، خصوصًا في المجتمعات التي تعاني من ضعف شبكة “الإنترنت”، أو الدول التي تشهد حالات تضعضع للسيادة الوطنية، ويُجبر فيها السكان على التنقل تحت ضغوط التهديدات الأمنية والفقر.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن الإذاعة أثبتت قدرة كبيرة على تعزيز الجهود الرامية لإدماج السكان، والأطراف الأضعف والأكثر تهميشًا، ولعب أدوار إيجابية في مقابلة حاجات السكان الملحة، وبث الرسائل الإيجابية، خصوصًا في أوقات الطوارئ والأزمات.
وإذا أُقر التوافق على مصطلحي “الإعلام التقليدي” بوصفه يشير إلى وسائط التوزيع الإعلامي القديمة المتمثلة أساسًا في (الصحيفة المطبوعة، والإذاعة، والتليفزيون)، و”الإعلام الجديد” بوصفه يشير إلى الوسائط الأحدث المرتبطة أساسًا بثورة الاتصالات الحديثة وتجليات “الإنترنت” التي لا تتوقف عن التطور، ستحتل الإذاعة وضعًا فريدًا ومُميزًا؛ إذ ما زالت تحافظ على وجودها بين الوسائط التقليدية والحديثة، وتحتفظ بحصة مُعتبرة من التأثير في قطاعات الجمهور المختلفة، وهو أمر يحدث في بلدان نامية أو فقيرة مثل: (جنوب السودان، ونيبال)، وفي بلدان متقدمة ومزدهرة مثل: (بريطانيا، والولايات المتحدة، وأستراليا).
سلطة الصوت:
لم تنجح الإذاعة فقط في الحفاظ على مكانة مُعتبرة في عالم الوسائط التقليدية والجديدة، عبر صمودها اللافت أمام تحديات تقلب السوق الإعلامية وتغير طبائع التلقي لدى الجمهور، وبروز عصر وسائل “التواصل الاجتماعي”، وازدهارها إلى درجة غيرت المعالم الجوهرية لعالم البث والتلقي، لكنها أظهرت أيضًا قابلية للتطور والتنوع والحفاظ على حصة من عوائد الإعلانات التي مكنتها من الاستدامة على أسس ذات جدوى.
لقد أغلق عدد من الإذاعات أبوابه بطبيعة الحال، وأعلنت شبكات إعلامية دولية مرموقة عن إيقاف خدمات إذاعية، بعدما وجدت أن القطاعات الغالبة من جمهورها تنصرف إلى شبكة “الإنترنت” عند تلقي المحتوى، لكن ذلك لم يطح بعالم الإذاعة أو يقوض أركانه.
فما زال المشروع الإعلامي الإذاعي قادرًا على أن يجد ذرائع للاستمرار، وما زالت جماعات من الجمهور مرتبطة بالبث الإذاعي بشكلٍ يمكن أن يُصلّب إستراتيجية للمشروعات الإذاعية، ويديمها.
وقد أثار هذا الصمود اللافت الأسئلة عن الأسباب التي عززت قابلية الإذاعة للاستمرار، وعند محاولة الإجابة عن تلك الأسئلة برزت فكرة سلطة الصوت، أي الإمكانيات التأثيرية للسرد الصوتي عبر الأثير، وهي الإمكانيات التي ترتبط بمخيلة المستمع، وتسمح له بتحرير خياله؛ ليرسم المشهد المرئي استنادًا إلى القدرات التأثيرية للصوت الذي يروي الحكاية.
أما عنصر الثقة، فقد أضاف إلى مميزات الإذاعة ميزة متجددة؛ إذ تشير الدراسات الموثوقة إلى أن الإذاعة- وخصوصًا في أوقات الأزمات- ظلت تتحلى بدرجة كبيرة نسبيًّا من الضبط والمصداقية في بث الأخبار تحديدًا.
ورغم ذلك التركيز على الوفاء بالمعايير المهنية عند معالجة الأخبار والشؤون الجادة عبر الإذاعة، فإن نصيبها من جمهور المحتوى الثقافي والترفيهي- وخصوصًا منتجات الموسيقى- ما زال مُعتبرًا.
وفي الدول التي تعرف مشاكل في بُناها التعليمية والثقافية، ما زالت الإذاعة من أقدر الوسائط على تأدية الأدوار التعليمية والتأهيلية والتنموية، ووفق ما أكدت الوكالات الأممية المعنية بتلك القضايا، ومنظمات المجتمع المدني الناشطة في مواجهة تحدياتها، فإن الإذاعة ظلت هي الوسيط الأكثر قابلية للانخراط في الجهود التنموية.
وفي عديد المجتمعات، ما زالت شبكات الإذاعة التجارية قادرة على توليد العوائد عبر توفير طاقات تعرض كبيرة؛ ولذلك فإن البرامج الترفيهية والمسلسلات الإذاعية ما زالت تحظى بإعلانات وعقود رعاية.
وقد أدت أزمات المرور في بعض الدول- بما استلزمته من قضاء أوقات طويلة نسبيًّا خلف مقود السيارة، أو تضرر شبكات “الإنترنت” وضعفها في مجتمعات أخرى- إلى رفد الإذاعة برصيد متجدد من المستمعين.
ما بين الإذاعة والبودكاست:
بينما كان العالم يحتفل بالذكرى الحادية عشرة لإعلان اليوم الدولي للإذاعة، أعلن الإعلاميان البارزان في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، “إيميلي مايتليس”، و”جون سوبل”، رحيلهما عن الشبكة الإعلامية البارزة، وتقديم برنامج مشترك على وسيط البودكاست.
فبعد إمضاء نحو عقدين في العمل في “بي بي سي”، وجد هذان الإعلاميان البارزان أن البودكاست قد يكون مجالًا أرحب لمواصلة تواصلهما مع الجمهور، وتحقيق النفاذ والتأثير والعوائد.
ويبدو أن تلك الخطوة لم تكن مجرد اختيار شخصي لمهنيين في صناعة الإعلام، لكنها كانت عملًا استند إلى دراسة جدوى أقنعت شبكة تجارية هادفة للربح بتبني هذا الخيار، وإنتاج برنامج للإعلاميين المذكورين.
والواقع أن الأرقام التي وفرتها الإحصائيات الموثوقة تعزز جدوى هذا الانتقال؛ فبحسب منصة الإحصائيات “ستاتيستا”، بلغ عدد مستمعي البودكاست في بريطانيا أكثر من 19 مليون مستمع في العام 2021، بينما يتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 28 مليونًا في العام 2026.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية بلغ عدد مستمعي البودكاست 120 مليون مستمع قبل سنتين، بينما يتوقع أن يبلغ هذا الرقم 160 مليونًا بنهاية العام الجاري 2023.
وبحسب بيانات متجر “آبل”، فثمة أكثر من 700 ألف بودكاست مسجل في مناطق مختلفة من العالم، بينما زاد حجم الإعلانات التي تُبث عبر هذا الوسيط بنسبة 19% في العام 2020، بينما تبلغ قيمة الاستثمارات المتوقعة في هذا القطاع نحو ملياري دولار أمريكي بنهاية العام الجاري 2023.
وبحسب بيانات منصة البحوث الأمريكية “إيه ماركتير”، المستندة إلى دراسة أُجريت على 18 دولة، فإن عدد مستخدمي البودكاست في العالم وصل إلى 384 مليونًا في العام 2021، ويتوقع أن يتخطى هذا الرقم نصف مليار شخص بحلول العام المقبل 2024.
فما البودكاست؟ وهل يمكن أن ينهي عهد الإذاعة؟
البودكاست: هو توليفة من كلمتي “آي بود” الوسيط الإلكتروني المحمول، و”برودكاست” Broadcast، أي إذاعة، وبالتالي، فإن الاسم ذاته يفسر طبيعة هذا الوسيط ويشرح إمكانياته.
فقد كانت الإذاعة، ولا زالت، تعبيرًا عن أول نمط إلكتروني واسع النطاق وآني الاتصال، يستخدم الأثير لبث إشارات كهرومغناطيسية تحمل أصواتًا، وتعبر الحدود الجغرافية والسياسية، أما البودكاست، فينطوي على تلك الإمكانيات ذاتها، فيما يتميز بميزات إضافية منها: ارتباطه بـ “الإنترنت”، وعدم احتياجه لشبكات ومحطات تقوية للبث، وتخصيص تجربة الاستماع لتضحى عبر الطلب المحدد للمستمع، ورخص التكاليف، التي ما زالت تحتاجها الإذاعة بوصفها مشروعًا إعلاميًّا في حاجة إلى مصروفات ثابتة، وأجهزة بث، ووضع قانوني في العديد من البلدان.
وبسبب تلك الميزات الإضافية التي يتمتع بها البودكاست، فيبدو أنه أضحى وجهة جديدة لكثيرين من الراغبين في استخدام سلطة الصوت، وتسخير السرد الصوتي لبث المحتوى الذي يحظى بطلب قطاعات من الجمهور، خصوصًا بما ينطوي عليه من إمكانية تحديد المستمع لنوع المحتوى الذي يرغب في سماعه، وقدرته على أن يفعل ذلك من خلال الآلة الصغيرة التي لا تفارق أيادي معظم البشر اليوم أي (الهاتف الذكي المحمول).
فإذا كان البودكاست- بحسب مُنظرين وباحثين إعلاميين كثيرين- هو شكل متطور من الإذاعة، أو كان وسيطًا جديدًا يعتمد فكرة السرد الصوتي بتقنية بث جديدة، ففي الحالتين لم تنته الإذاعة؛ إذ ما زال الراديو “التقليدي” يُسمع في أنحاء مختلفة من العالم، ويتمتع بحصة من إيرادات الإعلان، التي تعني القدرة على استدامة التمويل، وعلى الجانب الآخر، فسيمكن القول إن الراديو وجد وسيطًا جديدًا يستخدم نسق عمله ذاته، وهو ما يعني تجديد رسالته ودوره.
الإذاعة باقية وتتطور:
لقد عاشت الإذاعة المسموعة قرنًا كاملًا من العمل والنفاذ والتأثير في مئات الملايين من البشر في العديد من المجتمعات والبلدان، وضمن تلك التجربة الزاهرة والمثمرة، حظيت الإذاعة بمكانة لافتة بين وسائط الإعلام التقليدية.
ورغم اختراع التليفزيون، وذيوعه وانتشاره وتأثيره بطاقاته المرئية الخلابة، فقد ظلت الإذاعة صامدة ومحافظة على مكانة مُعتبرة في عالم الإعلام طيلة نحو ستة عقود هيمن فيها التليفزيون على خرائط التلقي.
بسبب قدرات البث والوصول التي تتحدى الحدود الجغرافية والسياسية، حافظت الإذاعة على حصة كبيرة في وسط جمهور الوسائل التقليدية، وبسبب اعتمادها، في الغالب، أنماط عمل راعت المعايير المهنية، وخدمت أهدافًا تنموية، فقد كرست موقعًا بدا عصيًّا على التجاهل.
وعندما أطلت شبكة “الإنترنت” على العالم، وتعمق تأثيرها، وطبعت عالم التعرض للمحتوى الإعلامي بطابعها ومميزاتها الفريدة، لم تختف الإذاعة، ولم يضمر ذكرها وتأثيرها، بل ظلت قادرة على التمتع بجدوى في الأعمال والاستدامة؛ بسبب ما امتلكته من طاقات تأثيرية تعتمد أساسًا على الاستخدام الإبداعي لقدرات السرد الصوتي.
وسواء كان البودكاست هو الإذاعة البديلة، أو هو امتداد للإذاعة التقليدية، فإن تلك الأخيرة ستظل موجودة لفترة من الزمن كواحدة من وسائل الإعلام التقليدية، التي تنتهج نهجًا فريدًا، وتقدم رسالة مهنية مُقدرة، وتصمد حتى اللحظة في مقارعة اختراقات تكنولوجية وإبداعية ومنافسين يتزايد عددهم كل يوم.