2023الحرب علي غزةالعدد 196

دور طهران وتأثيراته عبر أدواته في تطورات الأحداث على الساحة الإقليمية

مُقَدِّمة:

فرضت عملية طوفان الأقصى فجر السبت السابع من أكتوبر 2023، وما تبعها من عمليات عسكرية إسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، الإجابة عن علامة استفهام مَفادُها: لماذا لم تدخل إيران الحرب دفاعًا عن القضية الفلسطينية برغم أنها طالما هددت بمحو إسرائيل من على خارطة المنطقة؟! للإجابة عن هذا السؤال الماثل للعيان والظاهر على سطح الأحداث لكل متابعي السياسات الإقليمية، من المهم أولًا الإجابة عن سؤال في العمق من فهم السياسات الإيرانية بحيث لا يُرى بالعين المجردة، ويقود إلى الإجابة عن السؤال العام المباشر في هذا السياق.

هذا السؤال يتمثل في علامة استفهام حول طبيعة الدور الإيراني وتأثيراته وحدوده عبر أدواته في تطورات الأحداث على الساحة الإقليمية.

وللإجابة عن هذين السؤالين يمكن تقسيم هذه الورقة إلى المستويين التاليين:

المستوى الأول: أدوات إيران وقواها:

اعتمدت إيران لتحقيق أهدافها في الإقليم، وخاصة في الدول العربية التي تنشط بها وتعتبرها مجالًا حيويًّا لحركتها، على أدوات وقوى صلبة وناعمة، وفي هذا المضمار ليس خافيًا على أحد أن القوى الإيرانية الصلبة تبدو الآن متمثلة في شكل سداسي الأضلاع مثل: حلقة البنزين الكيميائية، ويشكل كل ضلع من تلك الأضلاع أداة لتحقيق أهداف إيران، وهي كالتالي:

1 ــ البرنامج النووي، لاسيما أن إيران بَنَت إحدى منشآتها النووية على أقصى أطراف حدودها السياسية، وهي منشأة “بوشهر” الملاصقة للشاطئ الغربي من الخليج العربي، على بعد 524 مترًا من ساحل الخليج العربي، ويبعد المفاعل عن الشاطئ الغربي للخليج العربي حيث تقطن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي 243 كيلو مترًا، بينما يبعد المفاعل عن العاصمة طهران 771 كيلو مترًا؛ ما يعني أن المفاعل أقرب أكثر من 3 مرات إلى دول الخليج العربي منه إلى قلب العاصمة السياسية للجمهورية الإسلامية.([1])

2 ــ الحرس الثوري وفيلق القدس المنبثق عنه، وهو المسؤول عن العمليات العسكرية الخارجية والذي مثل قائده السابق الجنرال “قاسم سليماني” وقائده الحالي “إسماعيل قاآني” عاملًا مشتركًا في كل ملفات الإقليم السائلة، وقد لعب دورًا عابرًا للحدود عرقل في بعض الفترات مبادرات التقارب الإيرانية مع دول العالم العربي.([2])

3 ــ دعم الجماعات المسلحة وإنشاء وتوطين الميليشيات المحمولة جوًا، وهو ما حدث في (اليمن، وسوريا، والعراق، ولبنان، وفلسطين).

4 ــ البرنامج الصاروخي الباليستي، الذي اختبرته إيران أكثر من مرة ضد أهداف أمريكية وإسرائيلية وسعودية في مناطق عمليات بـ(سوريا، والعراق، واليمن، ولبنان، وفلسطين).

5 ــ برنامج الطائرات المُسَيَّرَة، الذي شهد تناميًا مضطردًا في السنوات الأخيرة ودخلت به إيران ساحات صراع متعددة، بما في ذلك الساحة المغربية حين أمدت جبهة البوليساريو بهذه التقنية.([3])

6 ــ التغلغل الاقتصادي والسيطرة على أسواق الدول التي انخرطت فيها إيران، ومثال ذلك: الاحتكار الإيراني لكثير من السلع الغذائية في العراق، وسيطرتها على قطاعات اقتصادية إستراتيجية في سوريا مثل قطاع الاتصالات.([4])

وقد ركزت إيران على استخدام القوى الناعمة لتنفيذ ما في رأسها من أفكار ولتطبيق سياساتها الخارجية المؤثرة على القضايا المركزية في العالم العربي وظهر ذلك على نحو ماثل لكل ذي عينين من خلال الوجود شبه المستدام لها في نحو 5 دول عربية على الأقل، ونجحت في تقديم نموذج جاذب لبعض الشعوب، خاصة تلك الشعوب التي تعاني من مشاكل هيكيلية في علاقاتها مع أنظمتها ومع الأنظمة المحيطة ببلادها.

واتكأت إيران لتحقيق هذا الغرض على 3 أنواع من القوى الناعمة وهي:

  • الثقافة الفارسية، والسياحة الدينية، والثقافة الدينية وَفق المذهب الشيعي الجعفري.
  • القيم السياسية مثل: الديموقراطية، وتنظيم الانتخابات، وتصدير المرأة في كثير من الملفات.
  • القيم السياسية الخارجية، بما في ذلك العلاقات العامة ومخاطبة الشعوب بلغتهم.([5])

وتظهر هذه التوجهات في الدلائل التالية:

  1. انشاء عشرات وسائل الإعلام باللغة العربية، وانطلاقها من طهران ومن العواصم التي توجد فيها إيران للتأثير في ذهن المواطن العربي، ونجاحها في بناء إمبراطورية إعلامية هي الأكبر على مستوى المنطقة وواحدة من أكبر الإمبراطوريات الإعلامية في منطقة آسيا ـ الهادئ؛ حيث تشرف وكالة بث الجمهورية الإسلامية الإيرانية “IRIB” على جميع محطات التلفزيون وإذاعات الراديو في البلاد، وترتبط هذه الوكالة بوزارتي (الثقافة، والخارجية) الإيرانية ويشرف على هذه الوكالة المرشد الأعلى بشكل مباشر، ولهذه الوكالة دور كبير في تصدير الثورة الإسلامية والثقافية وكذلك الدبلوماسية العامة، وتقوم بترويج الثقافة الإيرانية ونشر الموقف الرسمي للجمهورية الإسلامية الإيرانية من الأحداث والتطورات الدولية([6])، وبالتالي اعتمدت على الإعلام اعتمادًا مركزيًّا في الأهداف التالية:
  2. إيصال رسائلها إلى العالم الخارجي عمومًا وإلى العالم العربي على وجه التحديد.
  3. التمهيد لقراراتها قبل اتخاذها.
  4. تبرير القرارات وشرحها وتفسيرها بعد اتخاذها.

وفي سبيل ذلك، دشنت وأسست عددًا كبيرًا من الوكالات الإخبارية الرسمية وشبه الرسمية إلى جانب الصحف متعددة الاتجاهات والسياسات تجاه العالم العربي، فضلًا عن ما يوليه اتحاد الإذاعة والتليفزيون الرسمي الإيراني لهذا الغرض من اهتمام بالغ، خاصة تجاه القضايا الأساسية في سياسة الجمهورية الإسلامية الخارجية إزاء العالم العربي، وبالتحديد في: سوريا، والعراق، واليمن، ولبنان، وفلسطين، ودول الخليج العربي، …وغيرها من مناطق الاهتمام ومن ميادين التنافس والصراع.([7])

  • أن المرشد الأعلى الإيراني نفسه خاطب الشعوب العربية باللغة العربية في غير مناسبة، ومنها خطبته الشهيرة في عام 2011؛ تأييدًا للثورات العربية، وكذلك خطبته الموجهة إلى العالم العربي باللغة العربية بعد اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري “قاسم سليماني” يناير 2020.([8])
  • أن النظام الإيراني حرص على أن تتصدر المرأة في كثير من الملفات ذات التأثير في السياسات الخارجية، على سبيل المثال: أصبحت السيدة “جميلة علم الهدى”، زوجة الرئيس إبراهيم رئيسي متحدثة باسم الأمة الإيرانية إلى زوجات قادة العالم، ووجهت رسائل إلى قرينات قادة أوروبا بشأن غزة تحثُهنَ فيها على تحريض أزواجهن على إدانة قتل الأطفال والنساء في فلسطين، واتخاذ إجراءات فورية وفعالة لإحلال السلام.([9])
  • عملت إيران على جذب الطلاب العرب إلى جامعاتها، على سبيل المثال: يسافر الطلاب العراقيون بشكل متزايد إلى إيران للدراسة، ويُعتبر هذا الخيار لطالبي جميع الشهادات (البكالوريوس، والماجستير، والدكتوراة)، خيارًا منخفض التكلفة مقارنة بالجامعات العراقية، فالطالب العراقي يدفع نحو خمسة آلاف دولار سنويًّا كرسوم دراسية في الجامعات العراقية الخاصة، في حين أن درجتي (الماجستير، والدكتوراة) لا تكلف الطالب سوى ألف دولار أو ألف وخمسمئة دولار، في جامعة تبريز الإيرانية.([10])

وما يجعل التعليم في إيران أكثر جاذبية هو توسيع الجامعات الإيرانية لنطاق القبول بشكل كبير؛ ليشمل الطلاب الحاصلين على نسب درجات متوسطة، بالإضافة إلى اعتراف دولة العراق بهذه الشهادات، وهو الأمر نفسه الذي ينسحب على طلاب: سوريا، ولبنان، واليمن، وفلسطين، … وغيرها من الدول ذات الاهتمام الإيراني الواسع.([11])

  • أولت إيران اهتمامًا بالغًا بالمراكز الثقافية ومؤسسات اللغة الفارسية في الدول التي تركز على الوجود الإستراتيجي فيها، وقد أسست أكثر من 600 مركز ثقافي إيراني في 45 دولة حول العالم، منها 13 مركزًا في 5 دول في الشرق الأوسط، و38 مركزًا في 8 دول من بلدان آسيا والمحيط الهادئ، و203 مراكز في 7 دول مركزية من البلدان الأوراسية، و281 مركزًا في 21 دولة أوروبية، ولديها مركز واحد في غانا، و99 مركزًا في أمريكا الشمالية، ولديها كذلك حوالي مئة مركز لتعليم اللغة الفارسية في بلدان مختلفة من العالم.([12])

المستوى الثاني: موقف إيران من الحرب الإسرائيلية على غزة:

أبدت إيران، منذ اليوم الأول لـ”طوفان الأقصى”، التي شنتها حركة حماس بشكل مباغت، يوم السبت 7 أكتوبر 2023، مُستهدفة مستوطنات غِلاف قطاع غزة_ تأييدها الكامل للعملية؛ إذ وصفها متحدث وزارة الخارجية الإيرانية “ناصر كنعاني” بأنها صفحة جديدة على صعيد المقاومة، كما علق المرشد الأعلى الإيراني “علي خامنئي” على تلك العملية، قائلًا: “إن الشباب الفلسطيني اليوم هم أشد نشاطًا وحيوية وجهوزية من أي زمن خلال هذه الأعوام الثمانين الماضية”.([13])

واتخذت إيران موقفًا متباينًا من عملية طوفان الأقصى وما استتبعها من حرب إسرائيلية على المدنيين في قطاع غزة، في إطار الإثنينية التي تتصف بها سياساتها الخارجية تجاه القضايا العربية وقضية فلسطين على سبيل التحديد، وتتمثل هذه الإثنينية في أمرين:

الأول: الدعم الإعلامي والسياسي.

الثاني: التنصل من الاشتراك في الحرب.

وللبرهنة على العامل الأول، فقد عمدت إيران إلى التأييد الرسمي للعملية منذ الساعات الأولى، وأعلن مستشار المرشد الأعلى الإيراني اللواء “رحيم صفوي” دعم بلاده الصريح للعملية التي أطلقتها حماس ضد إسرائيل، مُبديًا ثقته بأن جبهة المقاومة ستنتصر في النهاية([14])، ثم توالت التصريحات الرسمية من أقطاب الدولة تأييدًا ودعمًا ومباركةً.

وأيدت الجماعات المرتبطة بإيران تلك العملية، وسارع حزب الله اللبناني إلى التعبير عن تأييده لها، واصفًا إياها بالعملية البطولية واسعة النطاق، وهددت إيران بتوسيع نطاق الحرب محاولة تخفيف الضغط على جبهة غزة، وشاركت في القمة العربية ــ الإسلامية بالرياض في 11 نوفمبر 2023م؛ دعمًا للقضية وتنديدًا بالحرب الإسرائيلية، وأخيرًا أطلقت جماعة الحوثي اليمنية دفعة كبيرة من الصواريخ الباليستية وعدد كبير من الطائرات المسيرة باتجاه إسرائيل.([15])

وللبرهنة على العامل الثاني فقد كشف ثلاثة مسؤولين إيرانيين كبار أن المرشد الإيراني “علي خامنئي” طالب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس “إسماعيل هنية” خلال لقائهما في أوائل نوفمبر 2023، بإسكات الأصوات التي تطالب إيران وحزب الله بالتدخل في الحرب ضد إسرائيل، قائلًا: “إن طهران لم تدخل الحرب نيابة عن حماس؛ لأنها لم تبلغ بهجوم 7 أكتوبر على إسرائيل”.([16])

وقد اتخذت إيران قرارَ عدم الاشتراك في الحرب نظرًا لقدرتها على الدمج بين البراجماتية من حيث مصالحها السياسية الوطنية، وبين الأيديولوجية من حيث تأسس نظامها على العداء الديني المطلق لإسرائيل، وبالتالي تعرف أن ظروف الحرب وميدانها الطبوغرافي يصعب عليها دخول حرب مع إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة، هذا بطبيعة الحال إلى جانب فهمها العميق لبنية النظام الدولي الجديد الذي بات يتشكل، والذي لن تكون فيه الولايات المتحدة الأمريكية هي رأس النظام العالمي منفردة، وبالتالي توقن أن أي صراع مع إسرائيل هو ليس صراعًا مع كيان محتل بل هو صراع مع القوى الدولية، وهي تعرف أنها قوة إقليمية، لكنها لا تملك أدوات أن تكون قوة دولية.([17])

وبالرغم من أن إيران دولة إقليمية كبيرة ومؤثرة ويمكنها خوض حروب مع قوى إقليمية مماثلة لها، على غرار حربها ضد العراق (1980 ــ 1988م)، غير أن تحرك حاملات الطائرات العملاقة الأمريكية كان يعني تصميم القوى الغربية على حماية وكيلتها في المنطقة وهي إسرائيل، وتحويل أي صراع محتمل إلى صراع دولي لن تكون إيران قادرة على تحمل تبعاته منفردة.

كما أنها لا تعمل في السياسات الإقليمية بمعزل عن حلفائها الدوليين والرعاة الكبار لمواقفها وهما (روسيا، والصين)، اللتان نجح الغرب في شغلهما ــ ولو جزئيًّا ــ في ساحات صراع مختلفة بما في ذلك انفجار الوضع في أوكرانيا، ومحاصرة بكين في بحر الصين الجنوبي، وتأهيل تايوان لتكون منصة محتملة لانطلاق عمليات ضد الصين في أي وقت.

والأهم من كل ذلك، العوامل الداخلية المعقدة المؤثرة على الموقف الإيراني الشامل بما في ذلك ارتفاع الأصوات الداخلية الداعية إلى ضرورة خفض التصعيد مع إسرائيل وأمريكا في ملفات إقليمية لا تمس المصالح الإيرانية المباشرة، وعدم الدخول في حرب مع دولة لم تمس ثوابت الأمن القومي الإيراني- حتى الآن- وهذه الثوابت هي الاعتداء العسكري برًا أو بحرًا أوجوًا على الأراضي الإيرانية.([18])

هذا فضلا عن رغبتها الاحتفاظ بموقف ثابت تعلو فيه السياسة على الحرب، والتأكيد على أن حماس هي الحكومة المنتخبة، وبالتالي عدم الاعتراف بمقررات وثيقة مدريد لعام 1991، ولا مخرجات اتفاق أوسلو لعام 1993، ولا بمبادرة السلام العربية لعام 2002، ويمكن قراءة ذلك من خلال تحليل المحتوى الإعلامي الإيراني في الأيام التي تلت طوفان الأقصى.([19])

ولم تخض إيران الحرب رغبة منها في عدم توحيد الداخل الإسرائيلي الذي بات متشرذمًا أكثر من أي وقت مضى في تاريخ دولة هذا الاحتلال، وهو في طور الانفجار في وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، مع رصد إيران اللحظي المظاهرات التي اندلعت في شوارع تل أبيب احتجاجًا على سياسات نتنياهو، وإعطاء فرصة للزخم السياسي الذي شهدته شوارع العواصم الغربية من حيث المظاهرات المؤيدة لفلسطين، والمناهضة لإسرائيل.

ومن الأسباب التي أدت العزوف الإيراني عن الاشتراك في الحرب، مواصلة التنسيق مع القوى العربية الكبرى وعدم التصرف بمعزل عنها وعلى رأس تلك القوى مصر، التي تشهد علاقات إيران معها تصاعدًا في خطها البياني، ويمكن تحليل ذلك من خلال كثافة الاتصالات الرسمية المعلنة بين القاهرة وبين طهران، ومن خلال التنسيق الدائم بين رئيس جمعية الهلال الأحمر الإيراني، والرئيس التنفيذي للهلال الأحمر المصري، بخصوص المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة.

خاتمة:

وبناء على ما سبق يمكن القول إن إيران تعتمد في سياساتها الخارجية ــ ليس فقط منذ نجاح الثورة الإسلامية وإزاحة الشاه محمد رضا بهلوي عن السلطة عام 1979، لكن على مدار التاريخ الحديث والمعاصر ــ على إستراتيجيات مرنة تستهدف التخلص من الأزمات التاريخية التي فرضتها عليها الجغرافيا، وهي تستخدم لتحقيقها وسائل (علمانية، أو دينية، أو مذهبية، أو نفعية).

وتعمل طهران في سبيل تحقيق أهدافها مستخدمة تلك الإستراتيجيات مجتمعة أو تنحي إحداها وتستخدم واحدة أو اثنتين فقط؛ لذلك حقق النظام الإيراني نجاحًا في تشبيك علاقات وثيقة مع أنظمة سياسية مختلفة المشارب والتوجهات([20]) ومن ذلك: علاقاته مع الأنظمة والجماعات العربية البعثية، والدينية السنية، والدينية الشيعية، بالرغم من تباين أيديولوجياتها واختلافها اختلافات قد تكون ـ في معظمها ـ جذرية.

وبالتالي، يمكن القول أن الإستراتيجية الجيوسياسية الإيرانية، المتعلقة بدور طهران وتأثيراته عبر أدواته الصلبة والناعمة في العالم العربي، تؤكد أنه يعتمد على إستراتيجية كبرى تقوم في جذورها على ثلاث ركائز أساسية وهي: البعد القومي المنفعي، والبعد الديني الإسلامي، والبعد المذهبي الشيعي الاثنى عشري، وتستخدم أدوات عسكرية واقتصادية، وكذلك أدوات لا تقل تأثيرًا وفعالية، وهي الأدوات (الثقافية، والإعلامية، والعلمية، والدبلوماسية).


([1]) المسافات الواردة في هذه الفقرة أعدها الباحث وحسبها باستخدام برنامج خرائط جوجل.

([2]) د. محمد عبد الله يونس، صدام مُرتقب: التحولات الراھنة للعلاقات المدنیة ــ العسكریة في إیران، مجلة مختارت إیرانیة الصادرة عن مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، العدد رقم 167، یولیو – أغسطس 2014م، ص20.

([3]) المغرب يتهم إيران بتسليح البوليساريو، بي بي سي، 5 أكتوبر 2022. الرابط: https://bit.ly/47le9hL 

([4]) شاهد الباحث في جولاته الميدانية بالعراق نفوذًا حصريًا للسلع الإيرانية.

([5]) سعيد أحمد سليمان السعودي، القوة الناعمة الإيرانية وتأثيرها على القرارات الإسرائيلية، المركز الديموقراطي العربي، مجلة مدارات إيرانية، العدد السابع، مارس 2022، برلين، ص155. 

([6]) عبد الجبار رزق الله، وإيمان رحالي، دور القوة الناعمة في توجيه السياسة الخارجية الإيرانية، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة العربي التبسي ــ تبسة، كلية الحقوق والعلوم السياسية، قسم العلوم السياسية، الجزائر، 2017، ص83. 

([7]) للمزيد في تلك المسألة ينظر: د. محمد محسن أبو النور، السياسات الإعلامية الإيرانية تجاه قضايا العالم العربي – دراسة نقدية تحليلية، مجلة Arab Media & Society الصادرة عن مركز كمال أدهم للصحافة التليفزيونية والرقمية بكلية الشؤون الدولية والسياسات العامة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، العدد الثاني والثلاثين ISSUE 32 SUMMER/FALL 2021. الرابط: https://bit.ly/47umUGq  

([8]) خامنئي يتحدث بالعربية بأول خطبة جمعة منذ 8 سنوات، سي إن إن، 17 يناير 2020.

([9]) زوجة الرئيس الإيراني توجه رسالة إلى قرينات قادة أوروبا بشأن غزة، سي إن إن، 6 نوفمبر 2023.

([10]) نورس جاف، تتبع نفوذ القوة الناعمة الإيرانية في إقليم كردستان العراق، معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، 11 أغسطس 2023.

([11])  رصد الباحث من خلال خبرته العملية عددًا كبيرًا من الطلاب والباحثين من تلك الدول في طهران ويتحدث معهم بانتظام عبر وسائل التواصل الاجتماعية.

([12]) عبد الله يغين، القوة الصلبة والناعمة لإيران، مجلة رؤية تركية، مركز دراسات سيتا، أنقرة، عدد الصيف 2016، ص99.

([13]) النص الكامل لكلمة المرشد الأعلى “علي خامنئي” خلال المراسم المشتركة لتخريج طلاب جامعات الضباط التابعة للقوات المسلحة، الموقع الرسمي للمرشد الإيراني “علي خامنئي”، 10 أكتوبر 2023.

([14]) شريف هريدي، مكاسب إقليمية: حسابات إيران تجاه عملية طوفان الأقصى ضد إسرائيل، المصري اليوم، 21 أكتوبر 2023.

([15]) بصواريخ ومسيرات.. الحوثيون يعلنون دخول الحرب ضد إسرائيل، سكاي نيوز عربية، 31 أكتوبر 2023م. الرابط: https://bit.ly/3GmqqXn

([16]) خامنئي طلب من هنية إسكات المطالبين بتدخل إيران وحزب الله في الحرب، صحيفة الشرق الأوسط اللندنية نقلًا عن وكالة رويترز، 15 نوفمبر 2023م. الرابط: https://bit.ly/3sOsp3I

([17]) د. محمد محسن أبو النور، لماذا لم تدخل إيران الحرب بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة؟، المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، 5 نوفمبر 2019. الرابط: https://bit.ly/47gXImf

([18]) محمد دروديان، مقالة بعنوان: “آغاز جنگ دشوار‌تر است يا پايان دادن به آن؟”، وترجمتها: أيهما أصعب: بدء الحرب أم إنهاؤها؟”، صحيفة اعتماد الإصلاحية الإيرانية، 23 أكتوبر 2023 الرابط: https://bit.ly/3QuZ0TE    

([19]) د. محمد محسن أبو النور، الرؤية الإيرانية للعدوان الإسرائيلي على غزة، المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، 7 نوفمبر 2019. الرابط: https://bit.ly/4a1ytX6

([20]) د. محمد محسن أبو النور، إستراتيجية إيران ثلاثية الأبعاد، المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، 4 يناير 2019. الرابط: https://bit.ly/3SMSpTJ

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى