2020العدد 183العيد الماسي لجامعة الدول العربية

دور جامعة الدول العربية في المجالات (الاقتصادية، الثقافية، الإعلامية)

تحتفل جامعة الدول العربية هذا العام (2020) بالعيد الماسي لنشأتها التي تؤرخ مرور (75) عامًا على وضع هيكل مؤسسي للنظام الإقليمي العربي وترسيخ الهوية القومية العربية، واتسعت عضويتها من سبع دول عربية هي جملة الدول العربية المستقلة في أواسط الأربعينيات لتشمل اثنتين وعشرين دولةً عربيةً حاليًا. وفي هذه الورقة نحاول تسليط الضوء سريعًا على بعض جوانب ([1]) دور الجامعة العربية في المجالات: (الاقتصادية، الثقافية، الإعلامية (.

لاشك بأن جامعة الدول العربية قد تمكنت على امتداد تاريخها من القيام بعدد من الأدوار التي نصّ عليها الميثاق، أو مواجهة التطورات والأحداث خلال مسيرتها ، ومع التسليم بأنّ الجامعة العربية تتكون من دول ذات سيادة، وأن فاعلية دورها تظل مرهونة بقدرات دولها ومواقف حكوماتها تجاه الجامعة ونشاطاتها، ومواقفها الفعلية وليست المعلنة، فالجامعة تمثل مرآة عاكسة لطبيعة العلاقات السياسية العربية البينية بأنماطها الصراعية والتعاونية ،وتطويرها نحو الأفضل لمواكبة المستقبل([2])المرهون بالإرادة السياسية للدول الأعضاء ، ومع ذلك لا يمكن أن نقلل من أهمية تأثير أسلوب إدارتها – أي أمينها العام وصفاته وخبراته في التعامل مع الكثير من المشكلات المثارة في المنطقة – وقيادته لجهازها.

دور جامعة الدول العربية في العمل الاقتصادي العربي المشترك:

تشير المادة الثانية من الميثاق بوضوح بأنّ الغرض من الجامعة هو ” توثيق الصلات بين الدول المشتركة فيها، وتنسيق خططها السياسية، تحقيقًا للتعاون بينها وصيانة لاستقلالها وسيادتها، والنظر بصفة عامة في شؤون البلاد العربية ومصالحها… وهذا يعني أن اهتمام الصدارة يأتي للجانب السياسي ، ولم يحظ الجانب الاقتصادي بنفس مكانة القضايا السياسية وما تضمنته نفس المادة من أهداف اقتصادية لا تتجاوز فكرة تعزيز التعاون بحسب نظم كل دولة وأحوالها دون الإشارة إلى أسلوب التعاون وقد يكون من أسباب ذلك هو ارتباطات الدول الأعضاء بالتجمعات النقدية (المنطقة الاسترلينية وكتلة الفرنك الفرنسي ) . وظهر محور اهتمام الجامعة بعقد اللّجنة الدائمة للشؤون الاقتصادية والمالية أول اجتماع لها في شهر يوليو1945م، وكان أول قراراتها إقامة مؤسسة مالية لإنقاذ أراضِ فلسطين ودرس الوسائل الكفيلة؛ لتحسين المستوى الاجتماعي فيها.([3])

المجلس الاقتصادي والاجتماعي

اهتمت الجامعة العربية بإيجاد الآليات الاقتصادية الفاعلة وإنشاء مؤسسات عربية تدفع بعجلة التكامل الاقتصادي خطوات إلى الأمام يؤازر المد القومي الوحدوي السائد في حقبة الخمسينات والداعي والداعم لإطار ملائم ؛ لتلبية طموح وحلم العرب في إقامة الوحدة الاقتصادية العربية، وقد اتخذت اللّجنة السياسية لجامعة الدول العربية في اجتماعها المنعقد في دمشق بتاريخ (22/5/1956 م) قرارًا بتشكيل لجنة من الخبراء العرب لإعداد مشروع كامل للوحدة الاقتصادية والخطوات التي يجب أن تتبع لتحقيقها([4])، وكانت الغاية منها تنظيم العلاقات الاقتصادية بين دول الجامعة العربية وتوطيدها على أسس تلائم الصلات الطبيعية والتاريخية القائمة ، وتحقيق أفضل الشروط ؛ لازدهار اقتصادها ولتنمية ثرواتها وتوفير رفاهية بلادها ، ووافق عليها المجلس الاقتصادي بموجب القرار رقم (85 )، بتاريخ (2/ 6/1957 م) ([5]). وكان المجلس قد أقر بتاريخ ( 9 سبتمبر 1953 م) إنشاء ” الاتحاد العربي للمواصلات السلكية واللاسلكية “، والذي بدأ أعماله من مقره بالقاهرة عام 1957 م، وظل يمارس اختصاصاته حتى إلغائه في عـام 1978 م  في إطار تفادي الازدواجية في اختصاصات المنظمات العاملة ضمن منظومة الجامعة([6]) ثم صدور قرار إنشاء السوق العربية المشتركة في عام 1964م

 وبعد ست سنوات من إنشاء المجلس الاقتصادي عام 1953م صادقت الدول بتاريخ  (26 مارس 1959 م) على بروتوكول بشأن إسباغ كيان ذاتي على المجلس الاقتصادي واستجابة لرغبة المجلس الاقتصادي التي عبر عنها في اجتماعه بتاريخ (14 يناير1959م) صدر البروتوكول لإسباغ كيان ذاتي عليه تمكينًا لإتاحة الفرصة للحكومات للانضمام إلى المجلس دون التقيد بالالتزام الخاص بمجلس الدفاع المشترك ، ووافق مجلس الجامعة بتاريخ (29/3/1977م) على تعديل المادة الثامنة من معاهدة الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي بحيث ينشأ المجلس الاقتصادي والاجتماعي_ يضم وزراء الدول الأعضاء المختصين ، ووزراء الخارجية ، أو من ينوب عنهم تكون مهمته تحقيق أغراض الجامعة الاقتصادية والاجتماعية وما يتصل بها مما نص عليه في ميثاق الجامعة العربية أو هذه الاتفاقية_   ويتولى المجلس مهمة الموافقة على إنشاء أيّة منظمة عربية متخصصة كما يشرف على حسن قيام المنظمات الحالية بمهامها المبينة في مواثيقها وذلك وفق الأحكام التي يقررها لذلك”.

لجنة التنسيق بين الجامعة والأجهزة العاملة في نطاقها:

 بعد أن اتسع نطاق تشكيل المنظمات العربية المتخصصة ومؤسسات التمويل العربية وتداخلت الاختصاصات لهذه الأجهزة، كان لابد من تنظيم عملها وتقييم دورها ، وكما قرر في عام 1974 م مجلس الجامعة إنشاء لجنة التنسيق بين الجامعة والأجهزة العاملة في نطاقها والمنظمات العربية وكذلك تشكيل لجنة من كبار الخبراء العرب بتاريخ (21 أكتوبر1975 م)؛ لبحث أوضاع هذه المنظمات والتعرف على كيفية مساهمتها في زيادة فاعلية العمل العربي المشترك ، وقد توصلت اللّجنة إلى أن النظام الذي تسير عليه هذه المنظمات ليحقق الحد الأدنى المطلوب من العمل المشترك؛ بسبب عدم وجود هيئة رئيسية مركزية ترسم السياسة العامة وتخطط للعمل المشترك في المجالين الاقتصادي والاجتماعي وتحديد أهدافه وأولوياته وآلياته وكثرة المنظمات المتخصصة التي أنشئت بموجب اتفاقيات مستقله ودون تخطيط ،وقد دعت اللجنة إلى إلغائها بناءً على توصية لجنة الجامعة العربية للتنسيق بين المنظمات والتي تم إنشاؤها بتاريخ (21 أكتوبر 1975 م)، كما تطورت صلاحيات المجلس ؛ لتشمل إصدار القرارات الملزمة ([7]) ، كما جرى تنظيم عمل لجنة التنسيق في الوقت الراهن ، حيث تعقد اجتماعاتها برئاسة معالي الأمين العام ، ومشاركة أكثر من (33 ) مؤسسة عربية متخصصة؛ لبحث ومناقشة رفع مستوى استمرار قيام التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات بين جامعه الدول العربية والأجهزة العاملة في نطاق الجامعة والمنظمات العربية المتخصصة وذلك؛ لزيادة كفاءة العمل العربي المشترك.

عقد التنمية العربية المشتركة :

 وبعد حرب الخليج الثانية اتخذت القمة التي عقدت بالقاهرة عام 1996 م قرارًا بتكليف المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالإسراع بإقامة منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، ووضع المجلس بالفعل برنامج تنفيذي؛ لإنشاء المنطقة على مدار عشر سنوات تبدأ في (1/1/ 1998 م)، ودخلت بتاريخ (1/1/2005 م) المنطقة مرحلتها النهائية وأصبحت كافة الرسوم الجمركية المفروضة على السلع ذات المنشأ العربي والمتبادلة بين الدول أعضاء الجامعة عند المستوى الصفري. كما أطلق على قمة “عمان” في عام 2001 م وصف “القمة الاقتصادية” ، وتبنت هذه القمة المبادرة المصرية الخاصة بعقد أول مؤتمر اقتصادي عربي ب”القاهرة” في نوفمبر 2001 م تحت شعار “الارتقاء بأداء الاقتصادات العربية”، وأصبح العمل العربي الاقتصادي المشترك حقيقة ملموسة تعبر عنه شبكة واسعة من المؤسسات والصناديق والمشاريع العربية المشتركة المتداخلة المهمات والاختصاصات في مختلف الميادين([8])

القمم العربية : الاقتصادية والتنموية والاجتماعية:

 استضافت دولة “الكويت” مؤتمر القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية الأول ( يناير2009 م)، وأكدت قراراته على تنمية المجتمعات العربية قاطبةً، وإصلاح أحوالها وتأمين مستقبلها من منطلق فكر اقتصادي وتنموي عربي عصري وجديد([9])، وإعطاء الأولوية للاستثمارات العربية المشتركة، وإفساح المجال للقطاع الخاص والمجتمع المدني للمشاركة ، وتدعيم مشروعات البنية الأساسية وتنمية قطاعات الإنتاج والتجارة والخدمات ، والمشروعات الاجتماعية، والإصلاح البيئي بالإضافة إلى مشروعات الربط الكهربائي والربط البري وبرامج الأمن المائي والغذائي والاتحاد الجمركي العربي، فضلًا عن الإعلان عن مبادرة سمو أمير الكويت بإنشاء صندوق لدعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة في الوطن العربي بهدف تحقيق التكامل العربي([10]). ونجحت القمة بتوحيد الرؤى حول سبل مواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية .

 وأقرت القمة الثانية التي عقدت بشرم الشيخ (يناير 2011 م) مشروعات الربط البحري بين الدول العربية، وربط شبكات الإنترنت العربية، ومبادرة البنك الدولي؛ لدعم مشروعات البنية الأساسية والاستثمار في التنمية البشرية وتعزيز قدرات الصناعات الصغيرة والمتوسطة في المنطقة العربية، علاوةً على تعزيز جهود تنفيذ الأهداف التنموية للألفية والمشاريع العربية لدعم صمود القدس. وأقرت القمة الثالثة التي عقدت (يناير 2013 م) مبادرة خادم الحرمين الشريفين “الملك عبد الله بن عبد العزيز ” الداعية إلى زيادة رؤوس أموال المؤسسات المالية العربية المشتركة وبنسبة لا تقل عن( 50%) ، ورؤوس أموال الشركات العربية المشتركة بنسبة لا تقل عن (50% )، واعتمدت الاتفاقية الموحدة لاستثمار رؤوس الأموال بالدول العربية (المعدلة) لتتواءم مع المستجدات على الساحة العربية والإقليمية والدولية ، والاستراتيجية العربية لتطوير استخدامات الطاقة المتجددة ( 2010 – 2030م ) ، واستكمال متطلبات منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى قبل نهاية 2013 م، ومباركة الخطوات التي تمت في طريق بناء الاتحاد الجمركي العربي والالتزام بالعمل على إتمام باقي متطلبات إطلاق الاتحاد الجمركي العربي وفق الإطار الزمني الذي تم الاتفاق عليه، وصولًا للتطبيق الكامل له في عام 2015م ،

 وأقرت القمة الرابعة والتي عقدت بمدينة “بيروت” ( 20 يناير 2019 م) أهمية إزالة الحواجز والعقبات التي تحول دون تنفيذ القرارات السابقة ([11])، ودعت إلى تبني سياسات استباقية ؛ لبناء القدرات اللازمة للاستفادة من إمكانات الاقتصاد الرقمي وتقديم الدعم للمبادرات الخاصة، ووضع رؤية عربية مشتركة في مجال الاقتصاد الرقمي ، واعتمد المؤتمر (الاستراتيجية العربية للطاقة المستدامة 2030 ، والاطار الاستراتيجي العربي)؛ للقضاء على الفقر متعدد الأبعاد (2020-2030 م). ([12])

المجالس الوزارية المتخصصة:

 تعتبر المجالس الوزارية المتخصصة سواءً في الجانب الاقتصادي أو غيرها من أنجح آليات العمل العربي المشترك في تنفيذ المهام والخطط والأنشطة ،حيث يجتمع الوزراء المتخصصون في اجتماعات دورية؛ لمناقشة مواضيع محددة ، وتقوم الأمانة العامة بدورٍ فعالٍ ونشط في الإعداد والتحضير لتلك الاجتماعات وتنفيذ المهام والقرارات الصادرة عنها ،كما تقوم بمتابعة تنفيذ القرارات والسياسات التي يقرها المجلس الاقتصادي والاجتماعي واقتراح بنود جداول الأعمال ومشاريع القرارات والتوصيات بالتشاور مع الدول ويرتبط مستوى تنفيذ القرارات والأنشطة بمدى تفاعل الدول الأعضاء معها والتجاوب في تنفيذها ، ويبلغ عدد المجالس الوزارية الآن( 15) مجلس، تقوم أمانة فنية متخصصة لكل مجلس في إطار الأمانة العامة بتنظيم كافة شؤونه، من تحضير لاجتماعاته ومتابعة تنفيذ قراراته([13])  

دور جامعة الدول العربية في العمل الثقافي العربي المشترك

 بمجرد إنشاء الجامعة العربية بادرت الدول العربية إلى إعلان ” المعاهدة الثقافية فيما بين أعضاء جامعة الدول العربيـة ” في (27 نوفمبر 1945 م) ،وهي أول وثيقة تضامنية تعاقدية، تنال موافقة رأي الدول الأعضاء حولها، نظرًا لما للعامل الثقافي من مكانة في تكوين الوعي العربي العام، وأكدت الدول الأعضاء في ديباجة المعاهدة أن القصد منها ” زيادة التقارب الذهني والتآلف الروحي بين أبناء البلاد العربية والعمل على تعميم التعليم ورفع المستوى الثقافي لشعوبها “، وحددت التوجهات الأساسية للعمل الوحدوي في مضماري التربية والثقافة؛ لإكساب إنشاء الجامعة العربية بعدًا حضاريًا غرضه تنشئة جيل عربي موحد الفكر والعقيدة ومستنير ومدرك لأهداف أمته ، وكان من نتائج المعاهدة إنشاء عدة أجهزة وذلك تنفيذًا للمادة الرابعة من ميثاق الجامعة ومنها اللّجنة الثقافية ،والتي بدأت نشاطها 1946 م وتكونت من ممثلين عن الدول العربية وتعمل تحت إشراف مجلس الجامعة، كما تم إنشاء الإدارة الثقافية في الأمانة العامة ؛لتنسيق العمل بين الأجهزة الثقافية المختلفة في الدول العربية([14])

 ووافق مجلس الجامعة بتاريخ (21 مايو 1964 م) على “ميثاق الوحدة الثقافية العربيـة” و”ميثـاق المعلـم العربـي”، و” دستـور المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم” . وأكدت الدول الأعضاء في نص ميثاق الوحدة الثقافية ،أنّه جاء استجابة للشعور بالوحدة الطبيعية بين أبناء الأمة العربية ، وإيمانًا بأن وحدة الفكر والثقافة هي الدعامة الأساسية التي تقوم عليها الوحدة العربية ، وبأنّ الحفاظ على التراث الحضاري العربي وانتقاله بين الأجيال المتعاقبة وتجديده على الدوام هو ضمان تماسك الأمة العربية ونهوضها بدورها الطبيعي في مجال الحضارة الإنسانية والسلام العالمي المبني على أسس (العدل والحرية والمساواة)([15]) .

 وفي عام 1947 م دعت الأمانة العامة لعقد المؤتمر الثقافي العربي الأول في” لبنان” ، وحضرت له وتم فيه تحديد الأسس العامة للمناهج الدراسية للثقافة العربية القومية (التربية الوطنية والقومية ، التاريخ ، الجغرافيا، واللغة العربية ) ،وتابعت تنفيذ مخرجاته ، حيث أقر مجلس الجامعة إنشاء معهد إحياء المخطوطات العربية وتم تطوير المعهد باقتراح من الأمانة العامة وموافقة مجلس الجامعة عليه في( يناير 1956 م)، ولمواكبة التطورات في مجال التكنولوجيا تم عام 1969 م إنشاء قسم العلوم والتكنولوجيا يتبع مكتب الأمين العام للجامعة مباشرة ، وظلّ يعمل بهذه الصفة إلى (سبتمبر 1972 م) ثم ضمه لاحقًا إلى إدارة العلوم في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، وفي( 23 سبتمبر 1953 م) أقر مجلس الجامعة إنشاء معهد البحوث والدراسات العربية وبدأ العمل به فعليًا في (الأول من نوفمبر 1953 م) بافتتاح الدراسة وشمل تخصصاته على( الآداب ، اللغات ، التاريخ ، الجغرافيا ، الاقتصاد ، الدراسات الاجتماعية ،والقانونية الدولية) .

 وبدعوة من الجامعة عقد المؤتمر الأول(1953) لوزراء المعارف والتربية والتعليم في “القاهرة”،  وأوصى بتأليف كتب موحدة تتضمن عددًا من الموضوعات المطلوب تدريسها عربيًا، كما أوصى بتحديد مدة التعليم الابتدائي بست سنواتٍ، وأن يكون مجمل المرحلتين الأولى والثانية اثنتي عشرة سنةً ، وأقر المؤتمر الثاني لوزراء التربية ببغداد عام 1964 م “ميثاق الوحدة الثقافية العربية “([16]) وصادق على دستور المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ؛ لتتولى مسؤولية الإدارة الثقافية في الجامعة العربية وفي نفس العام تم تأسيس معهد المخطوطات 1946 وكان ملحقًا بالإدارة الثقافية في الأمانة العامة ثم الحق في ما بعد في قصر الأمير” فؤاد” بشارع البستان([17]) وهو مركزًا علميًا يستفيد منه العلماء والباحثون والمحققون في المخطوطات.

المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم:

 تحتفل المنظمة هذا العام بمناسبة مرور خمسين عامًا على إنشائها وكان ولازال لها دور متزايد في رفع “مستوى الموارد البشرية في البلاد العربية والنهوض بأسباب التطوير التربوي والثقافي والعلمي والبيئي والاتصال ، وتنمية اللغة العربية والثقافة العربية الإسلامية داخل الوطن العربي وخارجه، ومد جسور الحوار والتعاون بين هذه الثقافة والثقافات الأخرى في العالم”([18]) وأصبحت وبالتنسيق مع جامعة الدول العربية تقوم بالإعداد والتحضير لاجتماعات المجالس الوزارية العربية وهي : (وزراء الثقافة والتربية والتعليم ، والتعليم العالي والبحث العلمي ،والآثار والتراث الحضاري) .

 ومثل قيام المنظمة العربية للتربية والثقـافة والعــلوم عـام  1970م، كإحدى المنظمات المتخصصة في إطار جامعة الدول العربية ،مثل نقله نوعية في العمل الثقافي العربي المشترك ، وبعقد المؤتمر الأول للمنظمة بالقاهرة (25 يوليو من نفس العام ) تم الإعلان عن تأسيسها وانتخاب أعضاء المجلس التنفيذي ووافق على النظام الداخلي للمؤتمر العام وتقرر رسميًا إلحاق كل الأجهزة الثقافية التابعة للجامعة بالمنظمة([19]). ، حيث نقل تبعية معهد البحوث إلى المنظمة مع غيره من الأجهزة الثقافية بالجامعة بناءً على قرار من الأمين العام للجامعة بتاريخ (10/9/1970م). Bottom of Form Top of” “Form([20]).

مؤتمرات وزراء الثقافة العرب:

 وتطبيقًا لميثاق الوحدة الثقافية دعت الجامعة العربية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم إلى عقد المؤتمر الأول لوزراء الثقافة بعمان سنة 1976 م تحت شعار “سياسة ثقافية عربية موحدة “، وطور المؤتمر من أسلوب عمله منذ دورته العاشرة المنعقدة بالجمهورية التونسية يومي( 26 و27 فبراير 1997 م) واتجه إلى تحديد موضوع رئيس لكلّ دورة من الموضوعات الثقافية الكبرى التي تستأثر باهتمامات البلدان العربية ومن نتائج هذا الأسلوب أنّه أصبح للمؤتمر عبر دوراته المختلفة رصيدًا مهم من المكاسب والإنجازات، شملت مجالات العمل الثقافي العربي المشترك .

 وعقد وزراء الثقافة 21 دورة لمؤتمرهم ، وكان آخره الذي عقد في القاهرة يومي( 14 و15 أكتوبر 2018 م)، ناقشوا خلاله المشروع الثقافي العربي أمام التحديات الراهنة وترسيخ الهوية العربية من خلال تعزيز وحماية اللغة العربية ومواجهة التحديات الثقافية، ومشكلات التطرف والغلو والإرهاب والعنصرية ، وتعزيز الحوار والتواصل مع العالم من خلال استثمار الفنون العربية “السينما، والتشكيلية” ،و تفعيل خطة العمل للنهوض بالتصنيع الثقافي في الوطن العربي وإنشاء سوق ثقافية عربية مشتركة ([21])، وتشجيع تحويل الأنشطة الثقافية ومستلزماتها إلى محتويات رقميّة واستمرارية مشروع العواصم الثقافية العربية، وتعديل التسمية لتصبح “العواصم العربية للثقافة ، والاستفادة من مبادئ العقد العربي للحقّ الثقافي (2018-2027 م) في بلورة مشروعات العاصمة العربية للثقافة.

مؤتمرات وزراء الثقافة والسياحة العرب :

 أظهرت الحاجة إلى أهمية العمل المشترك بين وزراء الثقافة ووزراء السياحة في قضايا إحياء التراث وتوظيفه في تعزيز الهوية الثقافية العربية ، حيث شهدت مدينة الإسكندرية (يوم 11ديسمبر 2018 م)، عقد أعمال الاجتماع المشترك الأول لوزراء الثقافة والسياحة في الدول العربية، وذلك بالتنسيق بين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، حيث رأت الجامعة إلى أن عقد المؤتمر يأتي رغبةً لحكومات الدول العربية في إحياء تراثها، وتوظيفه بما يخدم تأكيد جهودها؛ لتعزيز الهوية الثقافية العربية، وتعريف دول العالم بها.

 وانعقد المؤتمر المشترك الثاني ب تونس ( 16 أكتوبر 2019 م)، واعتمد مبادرة تونس لرقمنة التراث السياحي “تثمين وتعليم واستثمار” ،وأكد على أهمیة التكامل بین السیاحة والتراث الحضاري والثقافي في الوطن العربي. واتخذ عددًا من القرارات بشأن تنفیذ مبادرة التكامل بین السیاحة والتراث الحضاري والثقافي في الدول العربیة ،  وصیانة المواقع والمعالم التاریخیة والأثریة وإیجاد السبل لتمويلها، بالإضافة إلى السیاحة المتحفیة بالوطن العربي.

مؤتمرات الآثار والتراث الحضاري:

 نظمت جامعة الدول العربية أول مؤتمر للآثار والتراث الحضاري سنة 1947 م، وبحث سبل إعطاء التراث الثّقافيّ المكانة الجوهرية التي يستحقها في مسيرة التنمية ،باعتباره رافدًا أساسيًا من روافد التطور وركيزة هامة ؛ لترسيخ الهوية العربية والإسلامية لدى النّاشئة . ومنذ عام  1971م، كان التوجه إلى عقد دورة كل سنتين ، يشارك فيها عددًا من ممثلي الدول العربية الأعضاء من المسؤولين عن الشأن التراثي، وممثلين عن المنظمات الإقليمية والدولية والجمعيات الفاعلة في هذا المجال؛ لتبادل الآراء والخبرات من خلال الجلسات العامّة والورش العلمية” ([22])وتم تنظيم أخر المؤتمرات بالمملكة الأردنية الهاشمية، وهي الدورة (23) خلال الفترة (18-20 أبريل 2018م) ؛ لمناقشة التقنيات الحديثة في برامج ومشاريع التعريف بالممتلكات الثقافية في الوطن العربي والتوعية بضرورة الحفاظ عليها.

دور جامعة الدول العربية في العمل الإعلامي العربي المشترك:

 في البداية لابد من التمييز بين الإعلام العربي للدول وإمكاناته الكبيرة وأهدافه القطرية، والإعلام العربي المشترك وهو اختصاص جامعة الدول العربية، بأجهزتها المختلفة وفي الصدارة منها دور قطاع الإعلام والاتصال والأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العربي ودور مؤسسات العمل الإعلامي المشترك، والتي تشمل مجلس وزراء الإعلام واللّجنة الدائمة وإدارات الإعلام في المنظمات المتخصصة.

 , والواضح أنّه لم يكن هناك تصور سياسي لدور الإعلام في الأمانة العامة عند نشأتها ،إلاّ أنّ أحداث طارئة أهمها بروز قضية فلسطين على الصعيد الدولي برزت ضرورة إيجاد أداة إعلامية تتصدى لأعداء القضية الفلسطينية ولنصرتها دوليًا ، وواجهت الأمانة العامة منذ البداية مشكلة الإعلام العربي في الخارج باتخاذ قرار في (يونيو 1945 م) بتفويض الأمين العام في تنظيم الدعاية للبلاد العربية ومنها فلسطين والمضي في إنشاء المكاتب وإنفاق المبالغ اللازمة في حدود ما تقتضه المصلحة ، وبعد أشهر من صدور هذا القرار رأى مجلس الجامعة أهمية تنظيم الدعاية لفلسطين وربط هذه الدعاية بجامعة الدول العربية وأمانتها العامة ([23])، وبتاريخ (19مايو 1951 م) أصدر مجلس الجامعة قرارًا يقضي بتأليف لجنة ؛ لتنظيم شؤون الدعاية العربية في العالم والتي بدورها تقدمت بتوصيات بتاريخ (27 سبتمبر 1951 م) ([24]) ، وكان من ضمنها إنشاء إدارة الاستعلامات والنشر التي مارست عملها منذ 1953 م ، حيث يسجل هذا التاريخ بدء عمل أول جهاز إعلامي للجامعة العربية .

وخلال السنوات الست اللاحقة ،اتسعت مجالات عمل الإدارة مع ازدياد عدد المكاتب الخارجية التي بلغ عددها عام 1959 م خمسة مكاتب: ( مكتب نيويورك أفتتح بتاريخ( 20/04/1955 م) ، “ريو دي جانيرو” ،”بيونس آيرس” ، “بون ،جنيف” )إضافة إلى المكاتب الفرعية التالية في الولايات المتحدة وهي: (مكاتب “واشنطن “، “شيكاغو” ، “سان فرنسيسكو”)([25]) ، وأعاد مجلس الجامعة ( مارس 1959 م ) النظر في الهيكل الإعلامي وبموجبه تشكل من اللّجنة الدائمة للإعلام والمكتب الدائم للدعوة العربية والذي يتألف من الملحقين الصحافيين في البعثات الدبلوماسية العربية في القاهرة أو من يقوم مقامهم ومندوب عن مصلحة الاستعلامات للجمهورية العربية المتحدة ، ومهمة المكتب تنسيق العمل بين جهاز الإعلام في الأمانة العامة وبين إدارات الإعلام للدول الأعضاء ([26])

مجلس وزراء الإعلام العرب :

 في( 4 مارس 1964 عقد مجلس وزراء الإعلام العرب، دورته الأولى تنفيذاً لقرار القمة العربية في يناير عام 1964، لوضع خطة عربية جماعية للإعلام ؛ لإبراز القضايا العربية والدعوة لها ،حيث حدد قرار المجلس وظيفة مكاتب الإعلام العربي في الخارج كونها وظيفة إعلامية بالدرجة الأولى ،وأما ما يوكل إليها من مهام تمثيلية فهو فرعي .وتنحصر مهمة هذه المكاتب في متابعة الحجج الصهيونية وأساليبها والتعرف على أوجه نشاطها والتصدي لها ([27]) ، كما أكد المجلس على ضرورة إنشاء الاتحادات المهنية الإعلامية فأوصى بتشجيع قيام (اتحاد للصحافيين العرب واتحاد الإذاعات العربية ، واتحاد وكالات الأنباء العربية ، وبنك للفيلم العربي على صيغة الهيئة السينمائية العربية المشتركة) ، بهدف إنتاج أفلام عربية مشتركة وإقامة هيئة عربية للمعارض ومجلس عربي أعلى للنشر([28]) وعقد المجلس (50) دوره كان آخرها الدورة العادية (50) بتاريخ (17 يوليو 2019 م).

 ووافق مجلس الجامعة على إنشاء ” اللّجنة الدائمة للإعلام العربي “، ( 26/03/1959م ) وهي تتألف من رؤساء أجهزة الإعلام العربية ، وتتولى وضع الخطط العامة لسياسة الإعلام العربي المشترك وتنسيق جهود الدول الأعضاء في هذا الشأن وحتى تاريخ (17 يوليو 2019م) عقدت اللّجنة (94) دورة ، وكان من قرارات اللّجنة إصدار الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لمجلة شؤون عربية ، وفكرة إصدارها تعود إلى صيف عام 1980 م، حيث تبناها الأمين العام للجامعة العربية وأوصت بها اللّجنة الدائمة للإعلام العربي، وصدر أول عدد منها في( 1 مارس 1981 م) في الجمهورية التونسية ( مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية) آنذاك، ، وقد صدر من المجلة أعدادها الأولى بنسخ إنجليزية وفرنسية واسبانية وألمانية حتي عام 1982 م، وكان صدور المجلة شهريًا حتى العدد (37 مارس1984 م)، وبعد ذلك أصبحت تصدر دورية كل ثلاثة شهور([29])

خطط العمل الإعلام العربي المشترك :

 أولت جامعة الدول العربية اهتمامًا كبيرًا للتخطيط في مجال العمل الإعلامي العربي المشترك ، وفتحت المجال أمام الخبراء والمفكرين العرب للإسهام في تقديم الرؤى والمقترحات في هذا الجانب ، وشواهده كثيرة ومنها : إقرار مجلس وزراء الإعلام( 13 فبراير 2008م) بمبادئ تنظير البث الفضائي الإذاعي والتليفزيوني في المنطقة العربية انطلاقًا من “میثاق جامعة الدول العربية ” وروح “وثيقة العهد والتضامن” والبيان الخاص “مسيرة التطوير والإصلاح” ([30])، وتضمنت علانية وشفافية المعلومات وحماية حق الجمهور في الحصول عليها وحماية المنافسة الحرة في مجال خدمات البث وعدم التأثير سلبًا على السلم الاجتماعي والوحدة الوطنية والنظام العام والآداب العامة والتقيد بضوابط وأنماط خدمة البث وإعادة البث الفضائي التي تصدر وفقًا لمبادئ هذه الوثيقة ، وما نص عنه ميثاق الشرف الإعلامي العربي

 وأطلق الاجتماع المشترك لمجلسي وزراء الإعلام والاتصالات والمعلومات العرب المنعقد بدمشق بتاريخ ( 17 نوفمبر 2008 م)” العشرية العربية للتنمية التشاركية للإعلام والاتصالات (2009 ـ 2018 م) ” ؛ وذلك تحقيقًا لنشر وتعميم استخدام تطبيقات اندماج الإعلام والاتصالات لما في ذلك من تعزيز لجهود التنمية الاجتماعية والاقتصادية ، وتقليص الفجوة الرقمية والمعرفية وتحقيق أوسع معدلات النفاذ الشامل والعادل؛ لتحقيق متطلبات بناء مجتمع المعرفة واقتصاده ، وتعزيز التواصل الإعلامي والاتصال محليًا وعربيًا ودوليًا([31]) .

 وأقر مجلس وزراء الإعلام العرب في دورة استثنائية بتاريخ (15/8/2001 م) خطة التحرك الإعلامي العربي في الخارج ، وهي تعمل على ثلاثة محاور أساسية وهي : القضية الفلسطينية، ومحاربة ظاهرة الإرهاب، وتصحيح الصورة النمطية السلبية للعرب والمسلمين في الخارج، وإبراز الصورة الصحيحة لهم ، وشهدت الخطة تحديث عدة مرات حتى تتماشى مع هذه التغيرات([32]). وفي (مايو 2013م) صدر النص المعدل لاستراتيجية الإعلامية العربية وفق توصيات فريق العمل (عقد اجتماعاته بتونس خلال الفترة من (2- 4 مايو 2013 م ) والذي قام بتحديث هذه الوثيقة وتطويرها ” وعملت الأمانة العامة على وضع الخطط العملية لتنفيذ أهدافها ، وحرصت الاستراتيجية على بلورة رؤية واعية في مطلع الألفية الثالثة للتعامل مع عصر العولمة بكل ما يحفل به من متغيرات وما يطرحه من تحديات وبما يتمكن الإعلام العربي من دعم رسالته وتطوير خطابه الإعلامي وآلياته ووسائله على المستويين العربي والدولي([33]) .

 كما أكدت على الالتزام العربي بالسلام العادل والشامل كخيار استراتيجي وأنه لا يمكن أن يتحقق إلاّ من خلال الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة ، والتوصل إلى حل عادل ومتفق عليه لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين وفقًا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (194) لسنة 1948 م ، ورفض كافة أشكال التوطين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس وفقًا لما جاء في مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

الاستراتيجية الإعلامية العربية المشتركة لمكافحة الإرهاب:

 قدمت المملكة العربية السعودية الاستراتيجية الإعلامية العربية المشتركة لمكافحة الإرهاب، (بتاريخ 19 ديسمبر 2013 م)، وهو مقترح يقوم على تطوير منظومة العمل العربي في مجال الإعلام بما يتناسب مع التطورات في عالم الإعلام الذي لا ينحصر في الإعلام الحكومي الرسمي ، بل هنالك الإعلام الخاص الذي بات يشكل حضورًا متميزًا إلى جانب الإعلام الحكومي([34])، وارتكزت الاستراتيجية على تكثيف برامج التصحيح الفكري باستخدام مختلف وسائل الاتصال الجماهيري، وخاصةً الشبكة العنكبوتية ، والمنتديات الثقافية وغيرها، وتنظيم الدورات التدريبية الإعلامية والحلقات النقاشية وورش العمل الخاصة بمكافحة الإرهاب والتطرف، وتنفيذًا لهذه الاستراتيجية، نظمت الأمانة العامة عددًا من الفعاليات ،شملت عقد(7) حلقات نقاشية بحثية حول دور الإعلام العربي في التصدي لظاهرة الإرهاب و(22 ) اجتماع لفريق الخبراء الدائم المعني ب” متابعة دور الإعلام العربي في التصدي لظاهرة الإرهاب ([35]).

 ويعتمد تحقيق أهداف الاستراتيجية الإعلامية بالدرجة الأولى على تبني أجهزة الإعلام العربية لهذه الأهداف وإسهامها الجاد في ترجمتها إلى واقع إعلامي ، فإن الأمر يتطلب دعم وتطوير وتوسيع قاعدة الكوادر الإعلامية العربية والعمل على تأهيلها بما يجعلها قادرة على مواكبة العصر بكفاءة ، وتشجيع إقامة مدن ومواقع للإنتاج الإعلامي العربي تستجيب للمتطلبات المتزايدة لأجهزة الإعلام العربية الأرضية منها والفضائية وذلك على غرار مدينة الإنتاج الإعلامي المصرية والمناطق العربية الحرة للإعلام والمعلومات ، والعمل على التكامل فيما بينها ([36]).

 وطورت الجامعة ميثاق الشرف الإعلامي العربي _ من خلال فريق العمل _ بتضمينه تعهد الإعلاميون العرب العاملين في مجالات الاتصال والإعلام والمعلومات الالتزام الذاتي ، والنابع من إحساسهم بمسؤولياتهم المهنية والقومية، بمواد الميثاق وفقًا لمنطقه ومبادئه وأهدافه([37])، وباعتباره ركيزة أساسية للتضامن العربي، وصوّن الهوية العربية والتعامل الواعي  مع قضايا العصر ، في ضوء المتغيرات الدولية ، والتقدم التقني المتسارع في مختلف المجالات ، والالتزام بالصدق وتحري الدقة فيما يبثه الإعلام العربي بكافة أشكاله من بيانات ومعلومات وأخبار واعتماده على مصادرها الأساسية ، والالتزام بتصويب أي أخطاء في هذا الصدد ([38]).

 من خلال العرض السريع يتضح أنّ: جامعة الدول العربية تقوم بنشاطٍ كبيرٍ وبمهمة متابعة كافة الخطط الإعلامية والإعداد والتحضير للاجتماعات التي تنظم وتتابع تنفيذ القرارات ويأتي على رأس هذه الاجتماعات اجتماعات مجلس وزراء الإعلام واجتماعات المكتب التنفيذي (عقدت الدورة العادية (12) للمكتب التنفيذي خلال الفترة من 12 إلى 16 يناير 2020م ) واجتماعات اللجنة العربية للإعلام الالكتروني (عقد الاجتماع (15) للّجنة خلال الفترة من (12 إلى 16 يناير 2020م) ) ومتابعة تنفيذ مضمون وأهداف الخريطة الإعلامية العربية للتنمية المستدامة  2030م([39]).

 وفي جانب الاتصال والتواصل الاجتماعي يستمر تطوير تصميم البوابة الإلكترونية، وتفعيل الموقع باللغتين العربية والإنجليزية، والتوسع في استخدام خدمات الإعلام المجتمعي (شبكات التواصل الاجتماعي) ، واستكمال مشروع إنشاء إذاعة وتليفزيون جامعة الدول العربية على شبكة الإنترنت ، وتطوير مجموعة من المشروعات المشتركة في مجالات الإعلام الجديد وتطبيقاته مع كل من الأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة، والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأفريقي، ومنتدى التعاون العربي الصيني، ومنتدى التعاون العربي الهندي ([40]). كما تعمل على تعزيز دور المكاتب الإعلامية العربية وبعثات الجامعة العربية في الخارج ومجالس السفراء وجمعيات الصداقة العربية الأجنبية، وتكثيف التعاون في مجال الإعلام العربي الخارجي بين وزارات الخارجية والإعلام العربية واستثمار القنوات الفضائية العربية التي تبث باللغات الأخرى والتي تصل إلى مناطق العالم المختلفة في نقل الخطاب الإعلامي العربي. ([41])


([1])  نظرية الدور اشتهرت في توضيح مخرجـات الأنظمة السياسية، وفي تحديد طبيعة المكانة التي تشغلها الدولة بالنظر إلى بقية الفواعل إقليميا ودوليا. للمزيد يمكن الاطلاع : حبيبة زلاقي ،  نظرية الدور بين الأصول الاجتماعية والتوظيف في التحليل السياسي ، تاريخ الاطلاع 1أغسطس 2020 ،الرابط : https://webcache.googleusercontent.com/search?q

([2]) للمزيد راجع: د. مجدي حماد، جامعة الدول العربية، مدخل إلى المستقبل، عالم المعرفة، العدد299، ديسمبر2003/يناير 2004

([3])  جامعة الدول العربية الواقع والطموح، مجموعة مؤلفين، ندوة حول الجامعة العربية، مركز دراسات الوحدة العربية – بيروت الطبعة الأولى 1983م ص214، وظل المجلس يستعين باللجنة الدائمة للشؤون الاقتصادية والمالية حتى عام 1956 حيث لم يتم دعوتها للانعقاد بعد ذلك.

([4])  حددت المادة الأولى أهداف هذه الاتفاقية؛ إذ نصت على أن تقوم بين دول أعضاء الجامعة العربية وحدة اقتصادية كاملة تضمن بصورة خاصة لتلك الدول ولرعاياها على قدم المساواة ما يأتي:حرية انتقال الأشخاص ورؤوس الأموال.حرية تبادل السلع والمنتجات الوطنية الأجنبية. حرية الإقامة والعمل والاستخدام وممارسة النشاط الاقتصاد حرية النقل والترانزيت واستعمال وسائل النقل والمرافئ والمطارات المدنية.حق التملك والايصاء والإرث.

([5])  مجلس الوحدة الاقتصادية العربية ، تاريخ الاطلاع 2أغسطس 2020 ، موقع المعرفة الرابط :www.marefa.org/

([6])  وقائع في مسيرة جامعة الدول العربية ، مرجع سابق

([7]) جامعة الدول العربية الواقع والطموح، المرجع سابق216

([8])    عيد تأسيس جامعة الدول العربية 75 ،المرجع السابق  

([9])  عقد قمة تخصص لدفع عملية التنمية في العالم العربي هي مبادرة مصرية –كويتية تم تفعيلها بصدور قراري قمة الرياض 2007 وقمة دمشق 2008

([10])   وتقرر انتظام عقد اجتماعات القمة الاقتصادية والتنموية والاجتماعية بشكل دوري كل عامين. وتحقيقا لآلية المتابعة في تنفيذ قرارات القمة وبرنامج العمل وما ورد في الإعلان يكلف المجلس الاقتصادي والاجتماعي والأمانة العامة الجامعة الدول العربية بمتابعة ذلك وتقديم تقارير متابعة حول التقدم المحرز في التنفيذ بشكل دوري إلى القمم العربية.

([11]) القرارات التي تم اتخاذها والمشاريع التي تبنتها القمم العربية التنموية السابقة في دوراتها المتعاقبة الأولى في الكويت: 19-20 يناير 2009 م، والثانية في شرم الشيخ: 19 يناير 2011 م، والثالثة في الرياض : 21 – 22 يناير 2013م،

([12])  قرر المجتمعون عقد القمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية الخامسة بعد أربع أعوام في مطلع عام 2023 م في الجمهورية الإسلامية الموريتانية

([13])  (المجالس الوزارية المعنية بالجانب الاقتصادي :  هي الإسكان والتعمير العرب – الشئون الاجتماعية العرب – وزراء النقل العرب – الوزاري العربي للسياحة – الوزراء العرب المسئولين عن شئون البيئة – وزراء الإعلام العرب – وزراء الداخلية العرب – الوزاري العربي للكهرباء – وزراء الشباب والرياضة العرب – المجلس الوزاري العربي للمياه – وزراء العدل العرب – وزراء الصحة العرب – الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات – الوزراء العرب المعنيين بشؤون الأرصاد الجوية والمناخ – المجلس العربي للسكان والتنمية) تاريخ الاطلاع 4 أغسطس 2020 الرابط : http://www.lasportal.org/ar/InFocus/Pages/InfocusDetails.aspx?RID=73

([14])  جامعة الدول العربية الواقع والطموح ،مرجع سبق ذكره ص 297

([15])  وقائع في مسيرة جامعة الدول العربية ، مرجع سابق

([16])  تتكون الاتفاقية من 31 مادة وصدرت بتاريخ 29 فبراير 1964 ومتاحة على موقع جامعة الدول العربية الرابط : http://www.lasportal.org/ar/legalnetwork/Pages/agreements_details.aspx?RID=57

([17])  بعد عام من التأسيس (1947) سمي المعهد ب: معهد إحياء المخطوطات ، للمزيد راجع الرابط : http://www.malecso.org/institute/who-we-are

([18])   عن المنظمة – المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، تاريخ الاطلاع : 9 أغسطس 2020 الرابط :

https://www.alecso.org/nsite/ar/news

([19])  أنشئت المنظمة بموجب المادة الثالثة من ميثاق الوحدة الثقافية العربية ،للمزيد راجع : جامعة الدول العربية :الواقع والطموح مرجع سابق

([20]) المعهد في سطور – معهد البحوث والدراسات العربية تاريخ الاطلاع :9أغسطس 2020 الرابط :https://iars.net/

([21])   أقرها مؤتمر الوزراء المسئولين عن الشئون الثقافية في الوطن العربي في دورته الثانية عشرة المنعقدة في الرياض يومي 21 و22 نوفمبر 2000

([22])  التعريف بمؤتمر الآثار ، تاريخ الاطلاع 11أغسطس 2020 ،،الرابط: http://culture.alecso.org/heritagecongress/?page_id=6

([23]) جامعة الدول العربية الواقع والطموح، لمرجع سابق ذكره ص 412

([24]) تضمنت ” انشاء إدارة عامة ،في الأمانة العامة باسم الإدارة العامة للاستعلامات والنشر يرأسها مدير عام يعينه مجلس الجامعة لمدة معينه ويعونه عدد من المستشارين ذوي الكفايات الممتازة على أن تكون كل الدول الأعضاء ممثلة فيها  وتؤلف مبدئيا من الأقسام التالية –الاستعلامات – التحرير والأبحاث ، المطبوعات ،المخطوطات ،الإدارة والحسابات ، الإذاعة ،المحاضرات ،السينما والمسرح وانشاء مكاتب في أهم العواصم ويكون عددها في البدء سته على الأقل : نيويورك ،لندن ، سان باولو ،باريس ،انقره ،نيودلهي ولم يتخذ المجلس قرار بشأن هذه التوصيات  ، المرجع السابق ص  413 

([25])   جامعة الدول العربية الواقع والطموح، مرجع سبق ذكره ص414

([26])  جامعة الدول العربية الواقع والطموح المرجع السابق

([27]) وقائع في مسيرة جامعة الدول العربية، مرجع سابق  

([28]) جامعة الدول العربية الواقع والطموح مرجع سبق ذكره ص 418 و419

([29]) مجلة شؤون عربية  ،نبذة عن المجلة ،تاريخ الاطلاع 14 أغسطس 2020 الرابط : https://arabaffairsonline.com

([30])  وثيقتان صدرتا  عن مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دور انعقاده العادي السادس عشر (قمة تونس)

([31])  وقائع في مسيرة جامعة الدول العربية ،مرجع سابق

([32]) الاجتماع الثاني  لفريق عمل الخبراء المعني بتقييم وتحديث خطة التحرك الإعلامي العربي في الخارج ، تاريخ الاطلاع 15 أغسطس 2020 الرابط : http://www.lasportal.org/ar/Sectors/Dep/Pages/ActivityDetails.aspx?ReID=1608&RID=39&SID=7

([33]) عقد بمقر الأمانة العامة بالقاهرة بتاريخ 15/12/2019 الاجتماع الثاني لفريق الخبراء المعني بتقييم وتحديث خطة التحرك الإعلامي العربي في الخارج، وذلك بعد الانتهاء من استيفاء ترشيحات كافة الدول الأعضاء في الفريق

([34]) أقر مجلس وزراء الداخلية والعدل العرب عام 1998م، استراتيجية عربية إعلامية لمكافحة الإرهاب، نصت على تكثيف استخدام وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة لتنمية الوعي العام العربي والوطني والقومي وإبراز الصورة الصحيحة للإسلام

([35]) راجع  تقرير الأمين العام عن نشاط الأمانة العامة (قطاع الأعلام والاتصال) وإجراءات تنفيذ قرارات المجلس بين الدورتين (152) و(153) مارس 2020

([36]) الاستراتيجية الإعلامية العربية النص المعدل وفق توصيات فريق العمل الذي قام بتحديث هذه الوثيقة وتطويرها . والذي انعقد في تونس خلال الفترة من 2- 4 مايو  2013 ، تاريخ الاطلاع 14 أغسطس 2020 ، الرابط: http://www.lasportal.org/ar/Sectors/Dep/Pages/DepVersionsDetails.aspx?ReqID=85&RID=39&SID=7

([37]) ميثاق الشرف الإعلامي العربي النص المعدل وفقا لتوصيات فريق العمل الذي قام بتحديث هذه الوثيقة وتطويرها . والذي انعقد في تونس خلال الفترة من 2-4 مايو 201 للمزيد يمكن الاطلاع على نص الميثاق على الرابط :

http://www.lasportal.org/ar/Sectors/Dep/Pages/DepVersionsDetails.aspx?ReqID=85&RID=39&SID=7

([38]) يعتبر ميثاق الشرف الإعلامي وثيقة استرشادية لرصد وتقويم الأداء الإعلامي العربي وفي منح العضوية أو تعليقها أو إلغائها في الاتحادات والمنظمات العربية وما ينبثق عنها من مجالس وهيئات في مجال الإعلام العربي(م25) . وتسري أحكامه على الإعلام العربي بأشكاله ووسائله كافة ، ويعتبر وثيقة من وثائق جامعة الدول العربية(م26)

([39]) تم اعتمادها بموجب القرار رقم 436 الصادر عن الدورة العادية (48) لمجلس وزراء الإعلام العرب، كما تم اقرارها من قبل مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورتها (29) التي عقدت بالمملكة العربية السعودية عام 2018

([40])  تقرير الأمين العام عن نشاط الأمانة العامة ،مرجع سابق

([41]) الاستراتيجية الإعلامية العربية النص المعدل وفق توصيات فريق العمل الذي قام بتحديث هذه الوثيقة وتطويرها . والذي انعقد في تونس خلال الفترة من 2- 4 مايو  2013 ، تاريخ الاطلاع 13 أغسطس 2020 الرابط: http://www.lasportal.org/ar/Sectors/Dep/Pages/DepVersionsDetails.aspx?ReqID=85&RID=39&SID=7

اظهر المزيد

د. على صالح موسي

باحث يمنى - اليمن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى