2018العدد 175دروس المونديال

دخلت السياسة والحشد من الشباك فخرجت الكرة والمونديال من الباب

صحيح أن الطرقات عامرة بالمركبات نفسها التي تعمر بها طرقات جوانب أخرى من الكوكب، وصحيح أن أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة التي لا يخلو منها سطح مكتب أو يفرغ منها كف يد هي نفسها الموجودة هناك، وصحيح أيضًا أن التغذية ومكوناتها تتشابه إلى حد التطابق كما هو واضح في “ساندوتش برغر” أممي هنا أو “شيش كباب” فرض نفسها في أرجاء الكوكب هنا وهناك، إلا أن التنظيم والإدارة والتنفيذ لحدث رياضي ضخم كالمونديال تأتي على أبواب العالم العربي فتتعثر وتتخبط وتنقلب رأسًا على عقب لتسفر تنظيمًا ليس كالتنظيم وإدارة ليست كالإدارة وتنفيذًا ليس كالتنفيذ.

نفذت روسيا كأس العالم 2018 بحرفية شديدة وتقنية بالغة وتخطيط محكم وإدارة ناجعة وتدبير أقل ما يمكن أن يوصف به هو إنه “رائع”. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب – الذي يفترض ألا يشيد بأي شيء يصدر عن العدو التقليدي والتاريخي قال إبان فعاليات المونديال: “أعتقد أن روسيا تنظم بطولة كأس العالم بشكل رائع. روسيا قامت بعمل رائع. إنها بطولة مثيرة، حتى لأولئك الذين لا يتابعون عادة كرة القدم”.

الذين يتابعون والذين لا يتابعون كرة القدم لم يتابعوا فقط كأس العالم 2018 في روسيا، لكنهم تابعوا كذلك بكل الشغف السياسي والاهتمام الرياضي والوله بالتفاصيل اختيار الملف المشترك للولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك لاستضافة مونديال 2026، وذلك بعد منافسة شديدة مع المغرب.

تجربة المغرب الذي أخفق للمرة الثانية أمام الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1994، وللمرة الخامسة بعد محاولته في 2010 التي باءت كذلك بالفشل لصالح جنوب أفريقيا هي حالة جديرة بالدراسة، لا سيما أنها ترقى إلى التعميم على المستوى العربي لعل التجربة تعلم والفشل يُقَوم.

تقويم المنافسة الحامية في أوائل حزيران (يونيو) الماضي قبل إعلان فوز دول الملف المشترك بتنظيم مونديال 2026 كان شبه محسوم. فبالإضافة إلى بنى تحتية كروية وسياحية متفوقة، لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، رجحت صدارة الملف المشترك على حساب المغرب، اتحاد ثلاث دول مجتمعة ومتفقة على إنجاح الحدث الكروي الأهم والأبرز في العالم بعيدًا عن أية خلافات سياسية أو خصومات اقتصادية أو مشاكسات اجتماعية أو حتى احتقانات عرقية.

عراقة العرب وتاريخهم الطويل وحضارتهم الضاربة في أعماق التاريخ والرياضة تقف على طرف نقيض مما هم عليه هذه الآونة. وما كرة القدم، ممارسة، وتدريبًا، وتنظيمًا، وتخطيطًا إلا مثال لعوار عربي كبير يلم بالجميع من المحيط إلى الخليج.

مجلة “إيكونوميست” الاقتصادية البريطانية كتبت في عددها الصادر في 21 حزيران (يونيو) 2018 تحت عنوان “أووووو (للتشجيع) وكوب من الشاي المحلى: لماذا يشاهد العرب بثًا مقرصنًا لمباريات كأس العالم” إن “العرب لديهم القليل جدًا ليهللوا من أجله في كأس العالم هذا العام. الفرق العربية الأربعة خسرت كل مبارياتها المبكرة. روسيا وأوروغواي هزمتا كلاً من مصر والسعودية. المغرب هزم نفسه محرزًا هدفًا في نفسه في مباراته أمام إيران. تونس خسرت أمام بريطانيا. المنافسة الحقيقية خارج أرض الملعب. في الشرق الأوسط، مجرد مشاهدة المباريات عملية فيها مشاكسة وعناد ونكد”.

ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى عدوًا له ما من صداقته بد. حروب شعواء وقع فيها العرب على وقع المونديال. من يشاهد ماذا وكيف؟ حروب المشاهدة قالت الكثير عن الدول والشعوب والعقول والقلوب. القلوب العربية مشبعة بعشق فطري لتلك الساحرة المستديرة.

في البداية كان العشق الرياضي والوله بالإثارة والارتباط بتلك اللعبة التي لا تتطلب ناديًا فارهًا للممارسة، أو مدرجًا فاخرًا للمشاهدة، أو مدربًا مليونيًا للتمرين. أرض فضاء، ولتكن أسفل الجسر المزدحم أو على مرمى حجر من مقلب القمامة المندثر أو حتى في الحارة التي لم تضق ذرعًا يومًا بأبنائها من “اللعيبة”. أما العارضة فهي طوبتان، أو زجاجتان، أو مقعدان قديمان. والكرة قد تكون من منتجات أكبر المصانع الرياضية أو أصغرها أو قد تكون “كرة شراب” أي مصنوعة من الجوارب القديمة. فالساحرة المستديرة لا تعترف بالطبقات ولا تلق بالاً إلا للعبة الحلوة.

حلاوة اللعبة انضمت إليها في السنوات الماضية مرارة العيشة، فحملتها فوق ما تحتمل. أصبحت المباراة المحلية عركة شعبية، والإقليمية حربًا باردة ما أنزل الله بها من سلطان، والدولية أخرى لتكسير العظام. فالأولى تحولت إلى “فشة خلق” وتنفيس عن غضب وقهر وظلم فيمسك كل فريق، أو بالأحرى مشجعو كل فريق في خانق الآخر على هامش المباراة. والثانية مجال ثري للتعبير عن النعرات الوطنية والعجرفات العنصرية، وكم من مباراة إقليمية تحولت فيلم رعب وعلاقات دبلوماسية مقطوعة بين “الأشقاء”. أما الثالثة فهي في الأغلب تبدأ بفورة تأييد عارمة، وأغنيات وطنية طاحنة، ومشاعر حماسية صادحة ثم تتحول هوجة ندب وعويل على إمكانات بشرية مهدورة، وفساد تنظيمي مأجور، وخيبة أدائية قوية يسمونها في مصر “بالويبة” (وهو مكيال قديم).

الخيبة “بالويبة” اتضحت معالمها وبانت ملامحها وتبلورت أبعادها في مونديال 2018. فمن خسارة عربية متكررة في الدقيقة 90 من المباريات، إلى نيران صديقة في مرمى العرب على يد العرب، إلى ضعف الأداء بشكل عام وظهور الفوارق بين الفرق العربية وغير العربية ما أكد أن اللعب والتدريب والتأهيل والأداء العربي لكرة القدم في واد وكرة القدم العالمية في واد آخر قريب لكنه مواز حيث لا مجال للتقارب أو التقاطع أو التشابه.

ولنأخذ اللاعب المصري العالمي محمد صلاح والذي يلعب لنادي “ليفربول” البريطاني نموذجًا! القاصي والداني يعرف أن محمد صلاح لو بقي في مصر لما نجح هذا النجاح على الأرجح. ويكفي كم الهري والهري المضاد، واللغط والقيل والقال الذي  أشيع حول صلاح وبه وعنه في الأسابيع القليلة التي سبقت بداية المونديال وأثنائه. إعلانات، رعاة، الأموال التي يتقاضاها، الفنانون الذين طاروا إلى روسيا بهدف التشجيع، إقامة المنتخب في الشيشان، استخدام رئيس الشيشان رمضان قديروف لمحمد صلاح استخدامًا سياسيًا ومنحه صفة “المواطن الفخري”، وغيره كثير.

الكثير مما أثير حول صلاح أدى إلى نتائج عكسية وسلبية. فبالإضافة إلى تحميل اللاعب الدولي فوق ما يحتمل من مطالبة بنجاح وتوقع بفوز غير واردين، أدى هذا الاهتمام الكبير والعشق العميق لصلاح إلى شعور متنام لدى بقية أعضاء المنتخب المصري بالتهميش وعدم الاهتمام، فإن مجرد الاعتقاد بأنه في الإمكان تحقيق إنجاز ما في المونديال يعكس انفصالاً تامًا عن أرض الواقع مع انقشاع كلي بعيدًا عن علمي المنطق والتخطيط.

التخطيط للبطولات الدولية، فما بالك للأممية، يستغرق سنوات بين انتقاء مواهب، وتدريبها، وتغذيتها، وتأهيلها رياضيًا ونفسيًا، ورعايتها، بالإضافة إلى التجهيز لكل بطولة على حدة حيث دراسة الفرق المنافسة، والطقس، والظروف المعيشية قبل وأثناء المسابقات وغيرها، والغالبية المطلقة لتلك الأسس لم يقترب منها أحد عربيًا.

وعربيًا، تجاذبت الملايين الأحاديث والتقييمات والتقديرات والتوقعات حول القيل والقال في شأن اللاعبين والفنانين وكأن المونديال مسابقة في اللغط ومنافسة في اللغو. لم يتوقع أحد أن يخرج المنتخب المصري أو السعودي أو التونسي أو المغربي بلقب العام، بل لم يحلم أحد بأن يصل أي منها إلى الأدوار النهائية أو شبه النهائية. لكن البعض حلم بأداء مشرف أو تمثيل معقول أو حتى مشاركة لا يندى لها الجبين خجلاً.

ولعل الجانب الواقعي في المسألة برمتها كان إطلاق العنان العربي للسخرية. الخجل المنقلب فكاهة على متن مواقع التواصل الاجتماعي لم يكن إلا انعكاسًا لشعور عربي موحد بالحاجة الماسة إلى النظر في المرآة، أو المناجاة لغوث قريب أو معجزة من السماء أو خلاص من هذا العذاب. فبين تفكه بأن مرور المنتخبات العربية كان أقرب ما يكون إلى النسمة الرقيقة التي لم يشعر بها أحد، إلى من اقترح أن يتم تشكيل منتخب عربي مشترك يجوب الموالد والأفراح لجمع “النقطة” (التبرعات)، وهلم جرا.

وقد جرى العرف ألا يتدخل الغرباء في مثل هذه المواقف التي يختلط بها الجد القومي بالهزل العربي، إلا أن المستوى والأداء والشكل العام الذي ظهرت به المنتخبات العربية دفعت الآخرين ليدلوا بدلوهم. نجم منتخب السويد السابق زلاتان إبراهيموفيتش توقع عدم قدرة المنتخبات العربية المشاركة على الـتأهل لدور الـ 16. وزاد الطين بلة قوله إن “المنتخبات العربية لو وقعت في مجموعة واحدة سويًا لن يتمكن أي منها من التأهل أيضًا”.

كذلك فعل لاعب وسط فريق “تشيلسي” الإنجليزي اسيسك فابريجاس الذي وصف المنتخبين السعودي والمصري بـ “الأسوأ في كأس العالم”، وأنه “هذا ما يحدث حين يكون التنافس على مستويات كبيرة، يجد البعض نفسه غير قادر على مجاراة اللعب”.

ومن الشارع المصري أتت تعليقات لا تختلف كثيرًا. امتزجت فيها السخرية من الواقع المخزي بمرارة الشعور بالدونية الكروية، وربما مثل الشعور إسقاطًا على ما هو أكبر وأعمق. ملايين التعليقات ترددت في الشوارع. “الدول العربية كلها ضعيفة جدًا” “الفشل في الإدارة أيضًا وليس في اللاعبين فقط” “مجاملات على حساب التخطيط والتجهيز مثلها مثل كل شيء في حياتنا” “تحس إن المنتخبات العربية تفاجأت بأن عليها أن تلعب مباريات” “المنتخبات العربية خرجت قبل أن يغلق منظمو المونديال الباب خلف المشاركين” (في إشارة إلى الخروج السريع).

المنتخبات العربية في المونديال كشفت عوارًا وأنتجت سجالاً وكشفت واقعًا وأكدت أن ما كرة القدم العربية إلا رمز وملخص لحال العرب. مستوى المنتخبات العربية يبعد سنوات تدريبية وتجهيزية وأدائية طويلة عن المستويات الدولية الأخرى التي تواجدت في المونديال، بما في ذلك تلك التي تحقق إنجازًا. وعلى الرغم من حجم الخلافات بين الدول العربية وبعضها البعض، إلا أن جميعها اتفق على مغادرة المونديال معًا وبسرعة فائقة.

وعلى الرغم من وصف المنطقة العربية بـ “المنطقة المجنونة بالكرة” أي المتيم سكانها بحب الكرة ولعبها ومشاهدتها، إلا أنه يبدو أن الشيخوخة الفكرية العربية لم تستثن الكرة، متنفس العرب شبه الوحيد. المتنفس العربي وجد نفسه لقمة سائغة لهوجة التسييس والتديين التي ألمت بالمنطقة برمتها. فمن “التراس” (تنظيمات المشجعين) الذين تم استخدامهم سياسيًا لأغراض لا تتعلق بكرة القدم في بعض البلدان، إلى وقوعها ضحية لتفسيرات بالغة التشدد تحرمها وتصب اللعنات على لاعبيها لدرجة وصفها بـ “اللهو الحرام” ونعتهم بـ “الآثمين”.

لكن الإثم الحقيقي هو طارد العرب من قبل غير العرب أثناء المونديال. نسبة كبيرة من التغطيات الإعلامية للوجود العربي في المونديال لم يكن لتغطية المباريات، أو تحليل أسباب الإخفاقات تقنيًا، أو حتى التنبؤ بمستقبل المنتخبات، بل كانت تغطيات حول معارك مشاهدة الشعوب العربية للمباريات، واستحواذ دولة على البث رغمًا عن أنوف الجميع، وتسييس المشاهدة وتعميق المباعدة.

المباعدة، وأحيانًا المضاغنة، بين دول عربية وأخرى في أعقاب رياح الربيع العربي التي هبت على دول عربية بعينها ظهرت واضحة على الأجواء العربية لكأس العالم. فبدءًا بالمشاهدة التي عكست قدرًا هائلاً من المكايدة العربية السياسية، مرورًا بموجات السخرية من دول تملك المال ولا تملك الكرة، وأخرى تملك الكرة ولا تملك المال، وانتهاء بتلويحات إلى تشجيع منتخبات الدول التي تلعب أمام فرق عربية بعينها وذلك عنادًا في شعبها أو مكايدة لنظامها السياسي، نضحت أجواء المونديال هذا العام بقدر بالغ من العلل في التركيبة العربية.

التركيبة العربية تجعل من مباراة كرة قدم مدعاة لإذاعة الأغاني الوطنية التي تستنفر الهمم وتؤجج الحماسة، وتعتبر الممتنع عن التشجيع فاقد الانتماء يحتاج إلى التقويم، وتحول فضاءاتها الشاغرة مدرجات مشاهدة بغية الاستعداد للفوز والابتهاج بالنصر ثم لا تلبث أن تنهزم فتنكس الأعلام وتسب اللعنات على الأغنيات الوطنية ويتساوى “الوطني المشجع” بـ “غير الوطني الممتنع”.

التركيبة العربية تحمل الكرة ما لا تحتمل، فقد يشتبك شعبان وتستحكم العداوات عنكبوتيًا بسبب ضربة جزاء أو رمية ركنية، لكنها لا تستنفر في حروب أهلية واقتتالات طائفية.

والتركيبة العربية تضع رموز الكرة من لاعبين ومدربين وفنيين وإداريين ومعلقين في منزلة المواطنين درجة أولى وترفعهم سابع سماء في حال فازوا، وتخفس بهم سابع أرض لو خسروا.

والتركيبة ذاتها هي ما دفعت الكاتب الصحافي وصاحب مدونة “العالم المضطرب لكرة القدم في الشرق الأوسط” جيمس دورسي إلى القول بأن “ملاعب كرة القدم في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ظلت على مدار السنوات العديدة الماضية ميادين معارك للحقوق السياسية والجنسانية والعمالية، فضلاً عن قضايا الهوية الوطنية والإيديولوجية والعرقية. لقد تأسست معظم نوادي كرة القدم في المنطقة وهي تحظى ببعض التوجهات والميول السياسية أو الأيديولوجية، سواء كانت مؤيدة للاستعمار أو مؤيدة للملكية أو قومية أو غير ذلك. وفي مصر، هناك ناديان يتمتعان بنفوذ هائل – وهما الأهلي والزمالك. وقد كان الأول موطنًا للطلاب الذين أصبحوا ثوريين في وقت لاحق؛ بل إن الأمر انتهى بأن يتزعم الرئيس جمال عبدالناصر النادي بنفسه. وفي المقابل، كان الزمالك مرتبطًا بالحركات المؤيدة للملكية والمؤيدة للاستعمار. واليوم تغيرت ديموغرافيا القاعدتان الجماهيريتان بقوة”.

ويرى دورسي أنه رغم أن لاعبي كرة القدم أنفسهم نادرًا ما يشتركون في احتجاجات سياسية، إلا أن الرياضة تستثير نوعًا من العواطف التي يمكن أن تثير مثل تلك الإجراءات. ويؤكد أن القادة الجهاديين والعقائديين في المنطقة يتطلعون إلى فرق كرة القدم كأداة للحشد. ويبرهن على ذلك بأن العديد من المساجد يرتبط بأندية محددة. “كما أن الشخصيات المقاتلة مثل أسامة بن لادن وزعيم «حزب الله» حسن نصر الله، والقيادي في حركة «حماس» إسماعيل هنية تفهموا الدور الذي لعبته الرياضة في تجنيد الأتباع وتسهيل الروابط بين أولئك الذين ينفذون العنف في مراحل لاحقة”.

وبعيدًا عن السياسة والقرصنة ومن يناصب من العداء السياسي أو ينصب له الفخ الاقتصادي أو ينل منه لأسباب طائفية أو عرقية عبر الساحرة المستديرة، فإن العلل العربية الكروية لابد أن تجد من يواجهها إن أراد العرب تمثيلاً أكثر تشريفًا في المونديالات المقبلة.

فبين إعادة ترتيب للأوراق الكروية بدءًا بالنوادي المحلية وانتهاء بالمنتخبات الوطنية. فطرق اكتشاف واستقطاب المواهب الصغيرة، وإخضاع من يستحق لـ “حياة” تؤهله لأن يكون لاعبًا ينافس في البطولات الدولية حيث برنامج غذائي ونظام تعليمي ورعاية نفسية ومعنوية جنبًا إلى جنب مع التدريب ملف بالغ الأهمية. وهذا الملف لو تم اتباع السبل العلمية المدروسة فيه سيقي العرب شرور الوساطة والمحسوبية في اختيار لاعبين نصف موهوبين أو بلا موهبة على حساب آخرين متخمين بالموهبة لكن مقتولين بالإحباط وفقدان الفرصة.

ولا يخلو الأمر من اتحادات بعضها نما وتوغل وتغول وأصبح أقرب ما يكون إلى دول في داخل الدولة، حيث تزاوج المال والسلطة مع المصالح الشخصية على حساب اللعبة الحلوة وسمعة الدولة في المسابقات الدولية. وهو ملف لو تعلمون شائك ومحفوف بالمخاطر وعرضة للانفجار في وجه من يجرؤ على الاقتراب منه.

وفي مرحلة قد تكون لاحقة أو لاحقة جدًا، قد ينتبه العرب إلى ضرورة وضع الأمور في نصابها، وعدم تحميل الملفات ما لا يمكنها احتماله. فكرة القدم رياضة و”بيزنيس” وينبغي أن تظل كذلك. فلا هي أداة حشد سياسي، أو قلب نظام حكم، أو ترويع ديني، أو إلهاء شعبي. هي رياضة شعبية محببة ومجال “بيزنيس” يحتمل المكسب والخسارة. ويوم يتعامل العرب معها من هذا المنظور، يمكن القول إن العالم العربي في طريقه للحاق ببقية الكوكب.

اظهر المزيد

أمينة خيري

كاتبة صحفية في جريدة الحياة الدولية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى