2021العدد 185ملف عربي

أزمة العراق بين التناقضات الداخلية والتجاذبات الطائفية والضغوط الخارجية

تمهيد : 

العراق هو الدرع الشرقي للأمة العربية، يتلقى الصدمات قبل غيره من بلدان، والظروف التى مرَّ بها العراق خلال القرن الماضي كانت في مجملها ظروفًا سلبية  بدأت بصراعه المرير ضد الاحتلال البريطاني قبل الاستقلال، ونشير بصفة خاصة إلى ثورته ضد الاحتلال مرتين ( ثورة العشرين وثورة رشيد عالي الكيلاني عام 1941 م) ، والصراعات بين العائلات العراقية على اختيار مَن يتولى مُلك العراق؟ والتى حُسمت لصالح الملك (فيصل الأول)، وكانت بغداد مقرًا للحلف المركزي الذي سُميّ باسمها عام 1955 م بدعوى الوقوف أمام المد الشيوعي في الشرق الأوسط، وجرت محاولات لعزل مصر؛ لرفضها (سياسة الأحلاف) من بينها إنشاء الاتحاد العربي الهاشمي بين العرشين (العراقي والأردني) في( فبراير 1958 م)، وكانت بداية المواجهة جرت مع الجمهورية العربية المتحدة وانتهت بسقوط حلف بغداد وقيام الثورة في العراق في نفس العام، وسرعان ما نشب خلاف شرس بين رفقاء الأمس، حين انفرد (عبد الكريم قاسم) بالسلطة وسام فيها القوميون خسف العذاب، وانتهت بقيام (ثورة فبراير 1963 م) التى أطاحت بـ(قاسم)، وقضت على الموالين له من الشيوعيين، وتولى (عبد السلام عارف) الحكم إلى أن قضى نحبه في حادث طائرة مروحيَّة في جنوب البلاد، وأصبح الطريق معبدًا لوصول حزب البعث إلى زمام السلطة بعد انتزاعها من أخيه، وكان من الواضح أنَّ (صدام حسين) قد تولى زمام الأمور، وبدأ حكمه بتصفية معارضيه فيما سُمي بمؤامرة (ناظم كزار)، وشن حربين ضروستين خلال عقدٍ واحد استمرت الأولى مع إيران ثمانِ سنوات، ولم يلبث بعدها عامان إلى أن قام باحتلال دولة الكويت، وتَدخّلت أمريكا عسكريًّا منذ ذلك الحين، ومازال العراق يجاهد حتى الآن؛ لجمع شتات نفسه والتخلص من آثار ذلك سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا .

 وكان من الطبيعي أن يعاني العراق من أزمات لاتنتهي، وقد مرَّ في تاريخه الحديث في هذا الطريق الطويل من المواجهات الداخلية والخارجية، وتفرق أهله شِيَعًا، ونزف كل هذا القدر من الدماء، ولحق بنسيجه وتركيبته كل هذه المتغيرات :

التناقضات الداخلية والتجاذبات الطائفية :

لعل أول ما يلفت النظر عند الحديث عن الانتخابات التشريعية المبكرة التى أعلنها رئيس الحكومة الكاظمي بأن تكون في (يونيو 2021 م)، وعاد أخيرًا وأعلن تأجيلها إلى (أكتوبر)، وكان من الطبيعي أن تختلف ردود الفعل حولها بين مؤيد ومعارض، فهي سوف يشارك فيها (27) تحالفًا يضم(235) حزبًا، ووصفت هذه الانتخابات بأنَّها (مارثون) ستُجرى فيه(5) تحالفات شيعيَّة متماسكة وثلاث قوى سُنيَّة متصارعة وائتلافات كرديَّة منقسمة يخيم عليها نظام (المحاصصة)؛ بجعل المناصب العليا طبقًا للانتماء الطائفي.

عاد الهدوء إلى الساحات التى كانت قد نشبت فيها المظاهرات والاحتجاجات في أنحاء العراق، وخاصةً في قلب بغداد والتى بدأت منذ (أكتوبر 2019 م)؛ احتجاجًا على تردِّ الأوضاع الاقتصادية للبلاد وانتشار الفساد والبطالة ووصلت إلى المطالبة بإسقاط حكومة (عبد المهدي)، وإجراء انتخابات مبكرة، وندَّد المتظاهرون بالتدخل الفظ لإيران في العراق وحُرق خلالها العلم الإيراني واعتدى المتظاهرون على قنصليَّتهم في (البصرة وكربلاء)، وواجهت القوات الأمنية المظاهرات بعنفٍ و قتل وأُصيب فيها المئات .

ومن الجانب الآخر احتشد الآلاف وسط بغداد ضد الوجود الأمريكي في العراق العام الماضي استجابة لدعوة رجل الدين (مقتدى الصدر)؛ احتجاجًا على الاغتيال الأمريكي لقائد فيلق القدس (قاسم سليماني)، وتُرجح السفارة الأمريكية في بغداد أنَّ ميليشيات شيعيَّة مدعومة من إيران أطلقت عدة صواريخ (كاتيوشا) على المنطقة الخضراء استهدفت السفارة الأمريكية المحصنة بأنظمة مضادة للصواريخ، وهددت واشنطن بإغلاق سفارتها ما لم تَكبح الحكومة العراقية هذه الاحتجاجات، وكانت السفارة قد حوصرت بداية العام الماضي حين تظاهر الآلاف حولها، وحرقوا أحد أبوابها؛ احتجاجًا على الغارات الجويَّة الأمريكية على مقر (حزب الله) العراقي في سوريا والعراق، والتى أسفرت عن مقتل (25) شخصًا، وقيل أنَّه قد شارك في الاحتجاجات قوات الحشد الشعبي، وبخاصة (ميليشيا عصائب أهل الحق) المدعومة من إيران .

مازال تنظيم (داعش) في العراق يُمثل عنصرًا رئيسيًا لعدم الاستقرار، رغم سقوط معقله في الموصل عام 2017 م، فلم يكُف منذ ذلك الحين عن تفجيراته وشن عمليات (الذئاب المنفردة)؛ لإثبات وجوده، وربما يسعى التنظيم إلى استغلال أى تراجع محتمل في دور التحالف الدولي ضده خلال الفترة القادمة. من جانب آخر سارعت الحكومة إلى اتخاذ إجراءات عديدة من أجل احتواء الاستياء الشعبي الذي تصاعد نتيجة للتفجيرات التي حدثت وسط بغداد يوم (21 يناير الماضي)، وأسفرت عن مقتل(32) مدنيًّا، وإصابة نحو(110) آخرين، وارتفاع معدلات العمليات الإرهابية من قبل التنظيم إلى أعلى مستوى في الفترة الأخيرة، وقد اضطرت الحكومة إلى إجراء تغييرات في أجهزة الأمن، وتوجيه ضربات قوية في إطار عملية (ثأر الشهيد)؛ لتصفية عددًا من أبرز قادة تنظيم داعش، وكان الهدف من هذه العملية الحد من قدرات التنظيم المتنامية بتوجيه ضربات استباقية، ومنع (داعش) من تكرار ما حدث عام 2014  م بسيطرة التنظيم على (الموصل) في العراق و(دير الزور والرقة) في سوريا. ويركز الجانب العراقي على فرض السيطرة الأمنية على الحدود العراقية مع سوريا؛ لمنع انتقال عناصر (داعش) عبرها، ولتنفيذ هجماته الإرهابية أو الاختباء وسط التجمعات السكانية .

لا يخفي الأكراد تفاؤلهم بتولي (بايدن) الرئاسة الأمريكية فهو مُطّلِع على ظروفهم وزار (أربيل – دو برا) عام 2002 م، والتقى بقادة الأحزاب الكردية وصرَّح ( أنَّنا سندعم مساعيكم ؛ لبناء عراق موحد ).

وكان (كاظمي) قد قام بزيارة الإقليم الكردي في سبتمبر الماضي، والتقى بـ(مسرور برزاني) رئيس الإقليم حيث أكدَّ ضرورة البحث عن حلول للمشاكل العالقة بين (بغداد وأربيل) وقال الكاظمي: ” إنَّ سيادة العراق هى التي تجمعنا كعراقيين ولا مجال للتفريط فيها، وأشار إلى أنَّ تجربة التعاون الأمني والتكامل في أداء القوات المسلحة في مواجهة (داعش)، عزَّزت الوحدة الوطنية “.

المعروف أنَّ الحشد الشعبي حاليًا هو قوة نظامية عراقية تابعة لرئيس الحكومة، وتتألف من حوالي (68) فصيلًا شيعيًّا، ظهرت بعد فتوى من (السيستاني) عن (الجهاد الكفائي)، وذلك إثر سيطرة (داعش) على عدة محافظات عراقية، واتخاذ مجلس النواب قرارًا في (نوفمبر 2016 م) بوضعهم تحت إمرة قائد الجيش في محاولة للسيطرة عليهم بعد أن جأر السنة بالشكوى من تجاوزاتهم ضد السكان في تلك المحافظات، فهو تنظيم طائفي تتهمه أكثر من عاصمة بـ(الإرهاب والتعاون مع فيلق القدس)، وهو أحد أذرعة إيران في المنطقة.

الضغوط الخارجية :

مرَّت أربعة عقود على الصّدام المروّع الذي حدث بين (العراق وإيران)، سقط خلال سنواته الثمانية أكثر من مليون قتيلٍ، وحمَّلهما ديون أثقلت كاهلهما، وكان إيقاف هذه الحرب الضروس بمثابة “تجرُّع للسُّم” – طبقًا لما قاله قائد الثورة الإسلامية الخميني أيامها- وقد جرت الكثير من المياه والمتغيرات في نهر العلاقات منذ ذلك الحين ، فقد أسهمت المليشيات الشيعية العراقية التى تربَّت في إيران في إسقاط نظام (صدام حسين)، وترتيب الأوضاع الداخلية في العراق لصالحها، فهي تحظى بكل امتيازات الأغلبية في العراق وتحاول فرض هيمنتها الكاملة على مقدراته، وبخاصة من خلال (ميليشيات الحشد) الشعبي العراقي والحرس الثوري الإيراني الذى كان يرأسه (قاسم سليماني)، والذي اعتبرت الولايات المتحدة اغتياله ضربة مؤثرة للوجود الإيراني في العراق ، فمن الواضح تكاتف المحور الشيعي في المنطقة الذي تقوم فيه إيران بدور التمويل والتنسيق ( العراق وسوريا ولبنان واليمن ) لدرجة أن صرح أحد المسؤولين الإيرانيين بأنَّ قرار هذه العواصم أصبح بيد إيران، ولكن انتفاضة الجماهير في العراق أخيرًا – وبخاصة في الجنوب – بيَّنت أنَّهم قد ضاقوا بالتدخل الإيراني في شؤونه، واستمرار الوجود الأمريكي فوق أراضيه، ورفض أن تكون العراق دولة تابعة والمطالبة بالاستقلال والسيادة الوطنية .

ومن الجدير بالذكر أنَّ وزيرا خارجية (إيران والعراق) قد التقيا في (طهران) يوم (3 فيراير) الجاري؛ لبحث العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية، وأشاد (محمد جواد ظريف) خلال ذلك بالتحقيقات التى تجريها الحكومة العراقية عن اغتيال (قاسم سليماني) داخل الأراضي العراقية، وأكد أنَّ إخراج القوات الأمريكية من الأراضي العراقية سيكون أفضل رد على اغتيال (سليماني)، وركزت المباحثات على تنفيذ كافة الاتفاقات الاقتصادية المعقودة بين البلدين.

والواقع أنَّ موقف الإدارة الأمريكية الجديدة من الاتفاق النووي مع إيران سيكون له تأثيراته المباشرة على المنطقة، فمن الواضح أنَّ إدارة (بايدن) ستتبنى سياسات مختلفة في التعامل مع إيران تجمع بين الضغوط القصوى ودبلوماسية الحوار، والتنسيق مع دول أوروبية وخليجية حول هذه الاتفاقية، وخلافًا للتوقعات – بأنَّها ستعود للانضمام إلى الاتفاق النووي على الفور- فقد تكون العودة مرتبطة بتأكيد الالتزام بكافة بنوده، وتخلي إيران عن أنشطتها الخاصة باستئناف تخصيب اليورانيوم، ومراجعة برنامجها الخاص بالصواريخ الباليستية وتهديدها الواضح للاستقرار الإقليمي، وتدخلها في شؤون الدول الأخرى، ووفقًا لتصريحات وزير الخارجية (بلنكن) تسعى واشنطن إلى التوصل إلى اتفاق أطول وأقوى يتناول المسائل الصعبة، وخاصةً ما يتعلق بقدراتها على تصنيع القنبلة النووية وما يقال بأنَّها قريبة من هذا الهدف .

ومن جانبٍ آخر فقد طرح وزير الخارجية الإيراني يوم (9 فبراير) الجاري اقتراحًا؛ لتسوية الأزمة من خلال(العودة المتزامنة) بمعنى أن تقوم إيران بالعودة من جديد إلى الالتزام بتعهداتها في مقابل رفع العقوبات الأمريكية المفروضة عليها وذلك في وقتٍ واحد،  ويعتقد البعض أنَّها تنازلات إيرانية مبكرة دفعت إليها رغبة الرئيس (روحاني) في تسوية الموقف قبل الانتخابات الإيرانية . ويبدو أنَّ إيران في أمس الحاجة لرفع العقوبات الأمريكية.

تمتد المشكلات والصعوبات بين (تركيا والعراق) على عدة محاور، أولها في الأهمية: هي المخاوف التركية من إمكانية نشوء دولة كردية في جنوبه تقتطع جزءًا من أراضيه، وهو ما يسعى جاهدًا إلى منعه بوجودها العسكري في شمال العراق ومطاردته لعناصر حزب العمال الكردستاني الذي يجد ملاذًا في الأراضي العراقية والسورية المجاورة . وشنَّت تركيا العديد من الهجمات البرية والجوية ضد مسلحي الحزب، من بينها عمليته في( يونيو) الماضي التي أُطلق عليها (عملية مخلب القط ) شملت نقل (كوماندوز أتراك جوًا إلى الأراضي العراقية) . وقد أبدى رئيس الحكومة العراقية تفهمًا خلال زيارته الأخيرة لـ(أنقرة) حيث صرَّح بأنَّه : “لا يمكن للعراق إبداء أي تسامح تجاه أي جماعة تهدد تركيا” غير أنَّه تبقى أمامه المشكلات المترتبة على بناء سد( اليسو) في جنوب شرق تركيا ونقص المياه ومشكلات الجفاف، حيث جرت الإشارة إلى مواصلة دراسة خطة عمل اقترحتها تركيا نحو الاستخدام الفعال لمياه نهر (دجلة)، وعقَّب الرئيس التركي (أردوغان): “أنَّه لا ينبغى تقييم المياه كعامل خلاف بل مجال للتعاون، وأنَّه يأمل في إصلاح خط أنابيب النفط العراقي التركي الذي دمره تنظيم (داعش) قريبًا واستئناف نقل النفط إلى الأسواق العالمية، واتفق على إعادة العمل باتفاقية إلغاء التأشيرات للعراقيين”. وأعلن العراق عن تطلعه لمشاركة تركية في مجال إعادة الإعمار بعد الانتهاء من (داعش)، ويبلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين العام الماضي حوالي (16) مليار دولار. ويرى المراقبون أنَّ هذه التفاهمات قد تواجه تحديات ناجمة عن تراجع تركيا عادة عن التزاماتها – وبخاصة توقفها عن انتهاكاتها لسيادة العراق، ولعل أخر المؤشرات كانت القصف التركى لثمانِ قرى في (قضاء زاخو) بمحافظة (دهوك) يوم ( 19 ديسمبر 2020 م) أي بعد يومين فقط من زيارة (الكاظمي) لـ(أنقرة).

كانت جولة الحوار الإستراتيجي الثانية في واشنطن في (أغسطس) الماضي – والتي قادها (الكاظمي) من الجانب العراقي – شديدة الأهمية، فقد تضمن جدول أعمالها موضوعات حيوية على رأسها الضغوط التي يتعرض لها رئيس الوزراء للعمل على انسحاب القوات الأمريكية من العراق، وتزايد أنشطة بعض الجماعات المسلحة المدعومة من إيران بعد مقتل (سليماني)، وتنامي المشاعر المعادية للولايات المتحدة، والوضع الاقتصادي المتردي ، واتفق على انتخابات حرة مبكرة ، وعقد البلدان عددًا من الاتفاقات الاقتصادية في مجال النفط والغاز والطاقة الكهربائية. وأعرب الجانب الأمريكي عن تفهمه لطلب خفض قواته في العراق، وقال: ” أنَّه لا يستطيع تجاهل القرار الذي اتخده مجلس النواب العراقي في( يناير 2020 م) بسحب جميع القوات الأمريكية من العراق، بالرغم من عدم وجود إجماع وطني عليه، فالأكراد والسُّنة يفضلون بقائها”.

ومن المتوقع أن تشهد إدارة (بايدن) إعادة هيكلة لسياستها في العراق عبر تقديم الحلول السياسية على العسكرية، والابقاء الجزئي للقوات الأمريكية؛ لارتباط ذلك باستمرار تهديدات (داعش)، ونظرًا لوقوع العراق في الجوار التركي الإيراني، وضرورة الحفاظ على احتياطيه العالمي من الهيدركربونات؛ لضمان تدفقه إلى الأسواق العالمية، ويعتقد البعض أنَّ (بايدن) سيحاول تقليل الاعتماد على القوات الأمريكية، وإعطاء حلف الأطلنطي دورًا أكبر، ودعم حكومة (الكاظمي) سياسيًّا واقتصاديًا، والتركيز على جهود تأهيل القوات العراقية تسليحًا وتدريبًا قبل انسحاب قواته بالكامل من العراق .

 والمعروف أنَّ (بايدن) على اطلاع واسع على الوضع في العراق، حيث زاره عشرات المرات .

الخلاصة:

من الظواهر التي تنمّ عن تطور إيجابي في المجتمع العراقي وضحت خلال الاحتجاجات :

  • تعبير قطاع كبير من الرأي العام العراقي عن رأيه بصوت عالٍ ومسموع وأصبح له حسابه .
  • رغبته في تخطي الحواجز الدينية والطائفية، والتعبير عن الوحدة الوطنية للشعب العراقي بكل أطيافه ومكوناته
  • العمل على تحقق استقلال حقيقي بدعوة إيران بعدم التدخل في شؤونه الداخلية بما يخل باستقلاله، ومطالبة الأغلبية بانسحاب القوات الأمريكية.

ورغم كل الضغوط التي تُحاصر رئيس الوزراء (الكاظمي)، فقد وضحت قدراته بما يجريه من اتصالات داخلية وخارجية واسعة يحاول من خلالها تسوية المشكلات الهامة أو على الأقل تهدئتها وفتح سبل الحوار حولها، وحدد لحكومته أهدافًا أبرزها:

( حصر السلاح بيد الدولة، وإعادة النازحين إلى ديارهم، ومحاربة الفساد واستعادة الأموال المهربة للخارج، ومواجهة جائحة كوورونا. ويوصف (الكاظمي) بأنَّه وطني كفؤٌ، لا يعادي أحدًا وصاحب عقلية براجماتية وقدرات مميزة في التفاوض).

وقد أشار (الكاظمي) – في القمة الثلاثية العربية في عمان في (أغسطس) الماضي – إلى أنَّ بلاده تنطلق من عمقها العربي، وتتمسك بإقامة علاقات متوازنة مع كل دول الجوار، ولعل هذا يبيَّن ضرورة مواصلة الاقتراب من العراق عربيًّا خلال الفترة المقبلة؛ لدعمه ومساندته بقدر ما يمكن في مواجهة مشكلاته.

اظهر المزيد

سيد أبو زيد

كـاتب وبـاحث سيـاسي مصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى