2021العدد 185دراسات

أبعاد ودلالات تنامي التهديدات الإرهابية لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في المنطقة العربية والعالم

مع حالة الخفوت التي شهدتها ظاهرة الإرهاب بنهاية عام 2019 م عقب الهزائم المتتالية التي تعرضت لها التنظيمات الإرهابية خصوصًا تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، عادت هذه التنظيمات في عام2020  م؛ لتبدأ في استعادة نشاطها من جديد وذلك عبر اختراق مساحاتٍ جديدة وتكريس حضورها بها، مستغلة في ذلك البيئة الخصبة في مناطق النزاعات، فضلًاعن أزمة فيروس كورونا، وقد تركز حضور تنظيمي (داعش والقاعدة) في منطقة الشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا وأوروبا والأمريكتين؛ لنشهد مرحلة ثانية من صعود تنظيم داعش مرة أخرى، يعتمد خلالها التنظيم على مسارات جديدة؛ لمراوغة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، إذ اتبع تنظيم داعش نهجًا جديدًا في تنفيذ عملياته الإرهابية، وذلك ضمن محاولات التنظيم لمواجهة الخسائر التي تعرض لها مؤخرًا، وهو مصطلح يُشير إلى مجموعة توظيف الخلايا النائمة التابعة للتنظيم التي تعمل تحت الأرض على هجمات من وقت لآخر على معاقل وأهداف يحددها قادة التنظيم لهؤلاء خلال عام 2020 م وأوائل عام 2021 م.

وعلى الرغم من مقتل )أبي بكر البغدادي( زعيم تنظيم داعش السابق، على يد الولايات المتحدة في (أواخر أكتوبر 2019 م)، إلَّا أنَّ التنظيم استطاع تجاوز فقدانه

زعيمه، ونجح خلال عام 2020 م في الاستمرار في نشاطه مستغلًا الثغرات الأمنية الناتجة عن تفشي فيروس (كورونا) من جهة، والتداعيات الاقتصادية المرتبطة به من ناحية أخرى، الأمر الذي ترتب عليه قيامه بتنفيذ حوالي (2914) عملية في الفترة من (يناير 2020 م حتى ديسمبر 2020 م)، وفي ( 1 يناير 2021 م) قَتل تنظيم داعش (37( عنصرًا من قوات النظام السوري.

وفي ذلك يبقى السؤال الأهم: هل تراكم الهجمات خلال هذه الفترة يُشير إلى قفزة )نوعية، إستراتيجية( لتنظيم داعش، أم أنَّ الأمر سيظل مجرد هجمات تتحكم بها الظروف الخارجة عن إرادة التنظيم؟

أولًا: أبعاد الديناميكيات الجديدة لتنظيم داعش:

لاتزال هنالك عوامل محلية وإقليمية ودولية توفّر أرضية خصبة للراديكالية، بخاصة مشاعر التهميش وغياب العدالة والغضب والرغبة في الانتقام في كثيرٍ من المناطق التي ينتشر فيها التنظيم وفروعه، بخاصة في العراق وسوريا مما يعطي التنظيم القدرة والفعالية في التجنيد والدعاية، كما أنَّ خبرته في العمل العسكري والأمني وقدرته على التكيُّف تمكَّنه من إعادة إنتاج القيادات والهيكلة الجديدة والتحول في تكتيكاته من مرحلة إلى أخرى بكفاءة عالية، ولعلَّ أبرز ما يمكن ملاحظته في إعادة الهيكلة والتكيف هو التحول من نموذج الخلافة الواقعية إلى الخلافة الافتراضية، فالتنظيم أدرك مباشرةً أنَّ الخلافة بالمعنى الواقعي المحسوس على الأرض انتهت مع فقدان المدن الكبرى، لكنَّه  في الوقت نفسه حافظ على رمزيتها لدى الأتباع والمؤيدين، فتحولت من أمر واقعي إلى افتراضي وفَّر للتنظيم غطاءً فكريًا وأيديولوجيًا للعلاقة بينه وبين الفروع المختلفة في أنحاء العالم، وأبقى الرسالة العالمية له فعَّالة، فزعيم التنظيم مايزال يخاطب المؤيدين بوصفه خليفة، والماكينة الإعلامية تضخ هذه الرسالة باستمرار، ما يعني عدم ترك فراغ بإعلان نهاية الخلافة رسميًّا وعلنيًّا.([1])

ونجد ذلك على المستوى الهيكلي للتنظيم، فقد شكَّل تنظيم داعش ذروة تطورٍ غير مألوفة في نشاط الجماعات المتطرفة، وبدت هيكليته وأيديولوجيته مبتكرة في العديد من خصائصها وإستراتيجياتها وذلك وفقًا لما أشارت إليه (إيرينا تسوكرمان) الخبيرة الأمريكية في الشؤون الأمنية، التي أوضحت أنَّ التنظيم سيعمل على تشكيل بنية أكثر تماسكًا، وتجنب الدخول في صراعات مع تنظيمات أخرى،([2]) وفي ذات السياق أكدَّ تقرير صادر عن مجلس الأمن الدولي على تماسك الهيكل التنظيمي لـ داعش حتى مع تراجع قوة التنظيم على الأرض بل أنَّه أجرى سلسلة من التغييرات الهيكلية الداخلية،([3]) وبعد مقتل )البغدادي( أحدث التنظيم تغييرات هيكلية في صورة أخرى مصغرة عن الهيكل التنظيمي الكبير الذي وضعه )البغدادي(.

ورغم تعرض تنظيم داعش لضربات قوية خلال عام 2020 م – لاسيما داخل سوريا العراق، على غرار القبض على العديد من قياداته البارزة والقضاء على بعض مجموعاته النشطة، إلَّا أنَّه ما زالت لديه القدرة على الاستمرار في نشاطه الإرهابي في مناطق مختلفة من العالم – لاسيما بعد أن اتجه إلى نقل ثقله التنظيمي إلى مناطق أخرى يتصاعد فيها نفوذ بعض المجموعات الفرعية الموالية له، خاصةً بعد أن تحولت تلك المجموعات إلى تنظيمات عابرة للحدود، وفي مقدمتها تنظيم (ولاية الصحراء) الذي ينشط في بعض دول منطقة الساحل والصحراء، وربما تدفع تلك الضغوط التنظيم إلى التحرك على أكثر من مستوى خلال عام 2021 م من أجل إثبات قدرته على البقاء رغم كل الخسائر التي مرَّ بها في الفترة الماضية.                                             

وترافق مع ذلك أن خدم حدثان أخران قضية داعش بشكلٍ جيد في تصميمه على إعادة تأكيد وجوده في سوريا والعراق. أولًا: أدَّت التوترات بين الولايات المتحدة وإيران – والتي بلغت ذروتها في (يناير 2020 م) باغتيال )قاسم سليماني( قرب مطار بغداد، ثُمَّ إطلاق الصواريخ الإيرانية على قاعدتين للتحالف الدولي – إلى انقطاع مؤقت في معظم عمليات القوات الأجنبية وانسحاب جزئي للقوات على الأرض، مما أدى إلى أنَّ تنظيم الدولة الإسلامية قد أستغل هذه الفرصة الجديدة، وبعد شهرين من ذلك كان وباء كورونا هو الذي أحدث نفس الآثار السلبية من خلال إجبار الجيوش الأجنبية، بما في ذلك الجيوش الكندية، على إعادة القوات إلى القواعد الخلفية في الكويت أو إلى بلدانهم، ففي شمال سوريا والعراق، حاولت قوات الأمن المحلية تعويض الوقت الضائع من خلال تكثيف عمليات البحث، كان آخرها في سوريا لكن من دون جدوى.

كما اتّجه التنظيم مؤخرًا نحو الخروج بإصدارات متنوعة عبر منصاته الإعلامية- ولا سيما (صحيفة النبأ الأسبوعية) على الرغم من قلة عددها إلَّا أنَّها عكست إستراتيجية العمل لدى التنظيم ، فالإصدار الذي جاء بعنوان (ضرب الرقاب) الصادر في (مايو 2020 م) يحمل في طياته مرحلة العمل عند تنظيم القاعدة في العراق إبان عهد )الزرقاوي(، فالمَشاهد التي جاء بها الإصدار تعكس درجة عالية من تكثيف الهجوم على القوات الأمنية بواسطة القنابل والعبوات الناسفة الموجودة عبر الطرقات على العكس من الإصدارات الأخرى التي كان يبث فيها التنظيم مشاهد لاقتحام معسكرات أمنية والسيطرة على كل من فيها بالإضافة إلى الهجوم بالقذائف وتكثيف عمليات القنص بل وتأكيد التنظيم على استهداف كل من يتعاون مع القوات الأمنية من السُّنة.([4])

وبالتالي، فأن التحول الداعشي أمر واقع خاصةً على المدى القصير حيث أنَّ إستراتيجيات حروب العصابات هي من ستحمي التنظيم؛ لأن إستراتيجية السيطرة على المدن ستكلف التنظيم المزيد من الضعف خاصّةً أنَّه سيكون أكثر عرضة للاستهداف، عملت القيادة الجديدة للتنظيم على نسج سلسلة من العمليات السِّريَّة ومخابئ أسلحة ومتفجرات،([5]) ولذلك اختارت داعش إستراتيجية نقل المركز وهي تُبنى على أساس تخفيض عدد العمليات بشكلٍ جزئي في مراكز التنظيم التقليدية في سوريا والعراق وإعادة تنشيط عملياته في (جيوب) التي تقع في مناطق غرب إفريقيا، وتحديدًا في (نيجيريا وبوركينا فاسو والنيجر ومالي).([6])

كما وضع التنظيم ثلاث مراحل أساسية لهذه الإستراتيجية، هي تدريب وتجميع الموارد ثم البدء والتحضير للعمليات الإرهابية والسيطرة على المنطقة التي ستكون الجماعة قادرة على السيطرة عليها،([7]) وهو ما تؤكده مقولة المتحدث الرسمي باسم التنظيم (أبو حمزة القرشي) والتي قال فيها: “أعدُّوا لمرحلة جديدة من القتال”، وذلك في كلمته الصوتية الأخيرة التي جاءت بعنوان “وَسَيَعْلَمُ الكفار لِمَنْ عُقْبَى الدار”،([8]) وتعتمد هذه الإستراتيجية على الثغرات الأمنية التي قد تحدث، وهي لا تُطبق فقط على منطقة بعينها فقد طبقها التنظيم في عمليات إرهابية عدة، فعلى سبيل المثال، في الربع الأول من عام 2020 م أقدم التنظيم على تنفيذ هجوم إرهابي في العاصمة اللّيبية طرابلس عبر استهداف نقطة أمنية بالقرب من الكيلو (780) جنوب طرابلس.

كما أنَّ جزءًا أساسيًّا من هذه الإستراتيجية يتوقف على وجود عناصر التنظيم في المناطق الوعرة مثل: (الوديان والصحاري والمناطق الريفية) التي يصعب على القوات الأمنية في بعض الأوقات الدخول إليها وهو ما طبقه التنظيم طوال العام 2020 م في العراق عبر الانتشار في شمال ووسط البلاد،([9]) وحثَّ التنظيم عناصره بشكلٍ رئيسِ على استخدام هذا النمط من العمليات في العدد (233) من صحيفة النبأ في مقال تحت عنوان: (خيبات الكافرين في الحرب على الدولة الإسلامية 1) والتي تتناول قصة تنظيم الدولة في العراق وكيف تمكن من الانتشار هناك عبر السيطرة الجزئية على بعض المناطق.([10]) وفي العدد (235) عمل التنظيم على تكملة الجزء الثاني من هذا المقال (خيبات الكافرين في الحرب على الدولة الإسلامية 2)، وركّز فيها على دخول العراق في صراع بين الفصائل المسلحة مما أَطلق عليهم اسم (الصحوات بين السُّنة والشّيعة والأكراد في العراق) وكيف استفاد منها كجزء من إستراتيجية الاستنزاف.([11])

تكشف هذه الدلائل عن توجه التنظيم وقادته نحو دفع مُقاتليه إلى اتّباع تلك الأنماط القتالية في هذه المرحلة، والتي يحاول فيها فرض نوع من الوجود الخفي عبر حروب العصابات؛ وذلك كنوع من إعادة التقييم لإستراتيجية العمل الإرهابي بعد أن تكبد الكثير من الخسائر نتيجة لسيطرته على المدن الكبرى، وتتطلب هذه الإستراتيجية أيضًا أن يقوم التنظيم بتقسيم عناصره إلى مجموعات قتالية صغيرة العدد في القرى والمدن الكبيرة على أن تكون سريعة الحركة، وهي إستراتيجية من الواضح أنَّه يلجأ إليها في حالة تضييق الخناق عليه ؛ فقد سبق وأن تحدَّث ما يعرف بالأمير العسكري للرقة في (أغسطس  2017 م) بأنَّ: “التنظيم يأخذ تغييرات محورية وفقًا لكل مرحلة يمر بها”.([12])

يُفسر هذا الأمر السبب في توجه قيادة التنظيم الحالية نحو إستراتيجية (الزرقاوي)  القتالية في مجموعات صغيرة تكون سريعة الحركة بعيدًا عن الهيكلية الإدارية المعقدة، التي تتسم بتراتبية القرار المتخذ من أعلى إلى أسفل، وهي جزءٌ من إستراتيجية (اللامركزية) التي اتبعها التنظيم بشكلٍ كبير بعد عام 2017 م بهدف مواجهة الضربات العسكرية التي وُجِّهت له، وقد لجأ التنظيم إلى إستراتيجيات (الزرقاوي) نظرًا لفعاليتها في حروب العصابات، والتي من بينها تكثيف العمليات الانتحارية وهو ما ظهر جليًّا في الآونة الأخيرة وفقًا لخبراء حول تزايد أعداد العمليات الانتحارية التي أقدم عليها داعشيون، نتيجة لذلك ارتفعت هجمات التنظيم منذ (أكتوبر 2019 م) من خلال تطبيق هذه الإستراتيجية عبر الخلايا النائمة إلى )63٪(، وتنوعت العمليات ما بين تفجيرات على جوانب الطرق، وهجمات كرّ وفرّ واغتيالات لقادة محليين.([13])

ثانياً: دلالات انتشار عمليات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش):

تتسق إستراتيجية داعش مع ما سبق و إن تحدَّث بها معهد دراسات الحرب في تقريره الصادر في (أكتوبر2019 م) حول إستراتيجية (التنظيم على المدى المستقبلي)، والذي أشار إلى أنَّ:” الوجود العالمي لـداعش يوفر موطئ قدم يمكن من خلاله زيادة انتشاره، وشن الهجمات، وكسب الموارد ؛ لتمويل عودة ظهوره في (العراق وسوريا)، ومناطق أخرى بديلة في كل قارة”.([14]) ويُمكننا الوقوف على أبرز ملامح نشاط التنظيم عبر استعراض عملياته في معاقله الرئيسية، وكذلك إلقاء الضوء على نشاط أبرز فروعه في (أوروبا وإفريقيا وآسيا والأمريكتين) على النحو التالي:

المنطقة العربية والشرق الأوسط:-

في المعاقل الرئيسية صَعَّد التنظيم عملياته خلال عام 2020 م في العراق وسوريا، مستغلًا غياب الاستقرار، والقيود المفروضة على قوات الأمن بسبب تفشي فيروس (كورونا)، والأزمة الاقتصادية؛ فبالنسبة للعراق نفَّذ التنظيم حوالي (1416) عملية في الفترة من (1يناير 2020 م حتى ديسمبر 2020 م)، أمَّا بالنسبة لسوريا فقد نفَّذ التنظيم حوالي (568) عملية في الفترة سالفة الذكر، وعلى صعيد آخر شهد فرع اليمن تراجعًا في نشاطه على الرغم من العمليات التي نفَّذها في اليمن في الفترة من ( 1 يناير 2020 م حتى ديسمبر 2020 م)، والتي بلغت حوالي (66) عملية، إلَّا أنَّه لم يحظَ بالاستقرار في اليمن؛ بسبب وحشيته وضعف علاقاته بالعشائر المحلية من ناحية بجانب اندساس جواسيس إلى صفوفه من ناحية أخرى، ومؤخرًا تعرَّض لهزائم شديدة في منطقة قيفة (محافظة البيضاء) على يد جماعة (الحوثي) التي سيطرت على معاقله هناك بعد مواجهات استمرت لعدة أيام، وأسفرت عن مقتل أمير التنظيم مع (40) آخرين.([15])

إفريقيا:

سعى تنظيم داعش لهيكلة نهجه الإقليمي عبر نقل مركز ثِقله إلى القارة الإفريقية، إذ عزَّز من نشاط (ولاية غرب إفريقيا) باستهداف الدول الواقعة في محيط بحيرة تشاد (نيجيريا، والنيجر، والكاميرون، وتشاد) وذلك بتنفيذ حوالي (386) عملية في الفترة من (1 يناير 2020 م حتى ديسمبر 2020 م)، ويُعدّ الهدف الرئيسي له في منطقة غرب إفريقيا هو إنشاء دولة تتشكل بين ولايتي (برنو و يوبي) ومن أجل ذلك الهدف يعمل على تعزيز نفوذه – سواء بالعمليات الإرهابية أو التجنيد – كما عمل على إثبات وجود (ولاية وسط إفريقيا ) عبر التوسع في تهديد موزمبيق، عندما نجح في السيطرة على ميناء (موسيمبوا دا برايا) وقام بقتل ( 55) جنديًّا من الجيش الموزمبيقي وجرح (90) آخرين وذلك في (أغسطس 2020 م)([16]) وكذلك الكونغو الديمقراطية، وذلك بتنفيذه حوالي (88) عملية في الفترة ذاتها.

أمَّا فيما يخص (ولاية شمال إفريقيا) فقد تراجع نشاطه هناك، حيث نفَّذ حوالي (11) عملية فقط منها (9) عمليات في ليبيا وعملية واحدة في تونس، وكذلك عملية واحدة أيضًا في الجزائر، ولا يعني انخفاض نشاطه تراجع تهديده في شمال إفريقيا؛ فمن المرجح لجوؤه إلى الكمون الإستراتيجي مؤقتًا حتى يعيد ترتيب صفوفه،([17]) وبرز ذلك عندما أعلنت أجهزةُ الأمن السودانية في ( 6 ديسمبر 2019 م) إحباط عملية تسلل عناصر إرهابية؛ لتنظيم داعش عبر الحدود مع تشاد، وقامت بتسليمهم للحكومة التشادية، وقد جاء ذلك عقب تحذيرات من جهات داخلية وخارجية من تمدّد داعش في السودان، في وقتٍ تواجه فيه الحكومة العديد من التحديّات السياسية والاقتصادية والأمنية،([18]) وبدورها شهدت منطقة جنوب ليبيا (إقليم فزان) تناميًا في هجمات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على المواقع العسكرية التابعة لقوات الجيش اللّيبي؛ فقد أعلن التنظيم مسؤوليته عن تنفيذ هجمات على مواقع عسكرية خلال( يونيو ومايو 2020 م)، بينما أعلن الجيش اللّيبي عن إحباط محاولة للهجوم على الحقول النفطية في المنطقة،([19])

هذا في حين أعلنت السلطات المغربية أنَّها أوقفت في (4 ديسمبر 2020 م) ثلاثة أشخاص يُشتبه في أنَّهم خلية موالية لتنظيم داعش؛ موضحةً أنَّهم كانوا في مرحلة متقدمة من التحضير لمشاريع إرهابية، وحجزت لديهم مواد تُستعمَل في صناعة العبوات المتفجرة، كما أعلن تنظيم داعش في (19 نوفمبر) مسؤوليته عن تفجير خط أنابيب الغاز بين مصر وإسرائيل بدون تقديم أدلة، ولم تصف القوات المسلحة المصرية الحادث بالهجوم الإرهابي، مؤكدة أنَّها تُجري التحقيقات اللازمة للوقوف وراء أسباب التفجير.([20])

آسيا:

بمتابعة النشاط الإرهابي في قارة آسيا خلال عام 2020 م، نجد أنَّ تنظيم داعش ركَّز على بعض مناطق الارتكاز في جنوب آسيا (أفغانستان ، الهند ، باكستان ، سريلانكا) وجنوب شرق آسيا(اندونيسيا ، ماليزيا ، الفلبين )، وآسيا الوسطى (طاجيكستان) عبر الساحات البديلة بالانتقال الإستراتيجي إلى آسيا من أجل إيجاد مناطق جديدة لنشاطه، بديله لمناطق نفوذه التقليدية في سوريا والعراق عبر مبايعة تحالف يضم الجماعات المحلية الموالية لتنظيم داعش في إندونيسيا، وأطلق على هذا التحالف (جماعة أنشاروت دولة) وعملت تلك الجماعة على تسهيل التواصل بين العناصر الإرهابية في الفلبين وإندونيسيا؛ حيث نجحت الولاية في توفير أيديولوجية موحده لجذب العناصر الإرهابية من الجنسيات المختلفة، كذا أتاحت تعاونًا غير مسبوق بين الجماعات المتطرفة في جميع أنحاء المنطقة.([21])

وبالنظر إلى نشاط التنظيم في أفغانستان، يمكن القول أنَّ:” فرع ولاية خراسان شهد صحوة عملياتية خلال الأشهر الأخيرة، حيث نفَّذ في الفترة من( 1 يناير 2020 م حتى ديسمبر 2020 م) حوالي (81) عملية، وذلك على الرغم من الضربات التي تعرض لها وفقدانه عددًا كبيرًا من قيادته، ومن المُرجح أن يتصاعد نشاطه في ضوء عاملين أولهما: تولية شهاب المهاجر قيادة التنظيم إذ أنَّه من أصلٍ عربي، مما ينعكس على دعم القيادة المركزية للتنظيم من حيث الموارد المالية والعناصر المقاتلة. وثانيهما: رغبة التنظيم في إفشال الاتفاق بين الولايات المتحدة وحركة طالبان.

وفي الهند، فيُعد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من التنظيمات الجهادية التي أَولت الإعلام أهمية خاصة، وكان لها السبق في ريادته وفي إطار تموضعها المستحدث في شبه الجزيرة الهندية وتدشين ولاية الهند. وفي أوائل عام 2020 م نشرت داعش مادة دعائية تستهدف بشكلٍ مباشر مسلمي الهند أطلق عليها (صوت الهند) ، وصدرت النسخة الافتتاحية من مجلة (صوت الهند) باللغات الإنجليزية والهندية والأردية والبنغالية، وتناول منشور عُنون بـ (إذن إلى أين أنت ذاهب؟ دعوة لمسلمي الهند) متناولًا قانون تعديل المواطنة والاحتجاجات التي نشبت على هامشه؛ داعيًا مسلمي الهند إلى الانضمام إلى الجهاد، ودعت المجلة بشكلٍ مباشر أنصارها إلى القيام بتنفيذ هجمات في البلاد في خِضم انشغال القوى الأمنية والعسكرية بمكافحة جائحة (كوفيد-19.(([22])

أوروبا:

شهدت القارة الأوروبية تصاعدًا للعمليات الإرهابية التي استهدفت عددًا من دولها؛ إذ شهدت العاصمة الفرنسية باريس في (16 أكتوبر 2020 م) عملية قطع رأس مدرس تاريخ قام بها متطرف من أصل شيشاني على خلفية عرض الأول صورًا مُسيئة للنبي محمد(ص) خلال حصة مدرسية، وتم تبني العملية من قبل جماعة إرهابية تطلق على نفسها جماعة (أنصار الشيشان)، كما شهدت مدينة نيس الواقعة في فرنسا في (29 أكتوبر 2020 م) عملية إرهابية إثر هجوم بسكين وقع في كنيسة (نوتردام) ولم يتم تبني العملية من قبل أي تنظيم إرهابي، كما شهدت (فيينا) عاصمة النمسا في (3 نوفمبر 2020 م) هجومًا إرهابيًّا تبنَّاه تنظيم داعش، حيثُ قام مسلحون بإطلاق النار في ستة مواقع مختلفة، ما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا.

وعلى الرغم من أنَّها ليست المرة الأولى التي يدعو فيها تنظيما (القاعدة و داعش) لاستهداف أوروبا، فإنَّ الموجة الأخيرة تشهد تصاعدًا في حدة تلك الموجة، فقد استمرت (صحيفة النبأ) التابعة لتنظيم داعش على النهج نفسه، حيث أشادت في عددها رقم (257) بمُنفّذ عملية باريس، وأكَّدت على تنوع الأدوات التي يمكن استخدامها في استهداف الأوروبيين؛ حيث تتنوع تلك الأدوات ما بين (الطعن، والحرق، والدهس، واستخدام المواد الكيميائية)، كما أشارت الصحيفة إلى كلمة (أبي محمد العدناني) التي حثّت على التوسع في استهداف الغرب،([23]) كما أكّدت في عددها الصادر في (29 أكتوبر 2020 م) على أنَّ الرد على الممارسات الأوروبية المتعلقة بإساءة للرسول تكون بالقتال والتنكيل بالأوروبيين عبر استهدافهم واستهداف استثماراتهم في بلاد المسلمين ؛ حتى يتوقفوا عن تلك الممارسات،([24]) وفي التوقيت ذاته أصدر تنظيم داعش إصدارًا مرئيًّا تحت عنوان (ذبوا عنه بقطع الرقاب)، حيث حثَّ عناصره على نصرة الدين عبر استهداف الأوروبيين كما فعل (الشيشاني) منفذ عملية باريس، كما استعرض الإصدار مشاهد لعمليات ذبح سابقة قام بها عناصر التنظيم.

الأمريكتين:

بدأ داعش في البحث عن موطئ قدمٍ جديدٍ في جزر المالديف؛ حيث أعلن التنظيم في (15 إبريل 2020 م) – للمرة الأولى – مسئوليته عن إحراق خمسة قوارب مملوكة لشرطة المالديف وشخصياتٍ رفيعةٍ من الحزب الحاكم، وقد قدرت مراكز بحثية عدد العناصر الإرهابية التي انضمت إلى داعش من المالديف بحوالي )200) فرد، وتجدر الإشارة إلى تضرر السياحة التي يعتمد عليها اقتصاد المالديف بسبب فيروس )كورونا(، ومن ثَمَّ يحاول التنظيم استغلال الأوضاع الاقتصادية الصعبة؛ لكي يضمن لنفسه موطئ قدمٍ في المنطقة.([25])

أمَّا بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ففي الوقت الذي تستعد فيه الإدارة الأمريكية الجديدة لبدء عملها، أظهر تنظيم داعش اهتمامًا غير اعتيادي وربما مقلقًا بالانتخابات الأمريكية التي جرت عام 2020 م، ففي مقال نشرته حديثًا (صحيفة النبأ) التابعة لتنظيم داعش، أظهرت قيادة التنظيم قدرًا غير معهود من الاهتمام بالانتخابات الأمريكية لعام 2020 م، وفي حين قد يعكس المقال ببساطة مخاوف التنظيم حول رئاسة (بايدن)، قد يكون ذلك أيضًا إشارةً على أنَّ تنظيم داعش قد يجدد الدعوات إلى شن هجمات على مصالح أمريكية- خاصةً وأنَّ الرئيس الجديد ربما يكون مهتمًّا بتوسيع التواجد الأمريكي في العراق، وقد يكون المقال أيضًا بمثابة دعوة إلى استهداف المصالح الأمريكية، ويُمكن فعالية الدعوات الصادرة مؤخرًا كي يشنّ تنظيم داعش هجماته. وغياب فقرة منذ أسبوع واحد في (صحيفة النبأ) في عددها رقم (260) يشير إلى أنَّ محاولة استهداف المصالح الأمريكية قد تكون وشيكة.([26])

ثالثاً: الملامح المستقبلية لتمدد تنظيم داعش في المنطقة العربية والعالم:

يمكن تحديد أبرز ملامح عودة نشاط تنظيم داعش خلال عام 2021 م على النحو التالي:

تعزيز النفوذ في سوريا والعراق:

 يبدو أنَّ التنظيم سيحرص خلال عام 2021 م على البقاء في سوريا والعراق؛ ليس فقط لأنهما كانتا المعرقل الأساسي لمشروعه؛ وإنَّما أيضًا لأن إنهاء الوجود في الدولتين يُعني فقدان السيطرة على الفروع الخارجية، وانتقال المنصب الأهم إلى أحد قادتها، وهو ما لا يمكن أن يسمح به التنظيم الرئيسِ – خاصةً أنَّ ذلك يُعني فقدان كل الامتيازات التنظيمية والمادية.

ومن هنا لا يمكن استبعاد إقدام قادة التنظيم الرئيسِ على الإيعاز لخلاياه من أجل شن عمليات إرهابية نوعية في الدولتين، مستندين في هذا السياق إلى التحوّل من إستراتيجية السيطرة الترابية إلى إستراتيجية الانتشار التنظيمي، ففي (1 يناير 2021  م) قَتل تنظيم داعش )37) عنصرًا من قوات النظام السوري،([27]) كما أوقف جهاز أمن الدولة الكويتي في (23 ديسمبر 2020 م) ستة أحداث كويتيين على تواصل مع تنظيم داعش، وتبيّن أنَّهم غرّر بهم لاعتناق الفكر الداعشي، وعُثر بحوزتهم على أسلحة نارية، وعدة أجهزة حاسوب تحتوي على مراسلات وتنسيق مع التنظيم.([28])

التوسع في أفريقيا:

 ربما تكون منطقة وسط إفريقيا إحدى المناطق التي سوف يسعى التنظيم إلى تعزيز نفوذه فيها خلال عام 2021 م؛ مستندًا في هذا السياق إلى وجود مجموعات موالية له في منطقة غرب إفريقيا على غرار جماعة (بوكو حرام ) النيجيرية، وقد كان لافتًا في هذا الصدد الهجوم الواسع الذي شنَّه التنظيم على سجن (كانجباي) المركزي في الكونغو الديمقراطية، في ( 20 أكتوبر 2020 م)، والذي أسفر عن فرار أكثر من (1300) من السجناء، وبدا ذلك جليًّا في دعوة المتحدث باسم التنظيم (أبو حمزة القرشي)، خلال الكلمة التي تمَّ بثها في ( 18 أكتوبر 2020 م) عن عناصر التنظيم في كل من: (نيجيريا ومالي والكونغو وبوركينا فاسو) إلى توسيع نطاق العمليات الإرهابية التي يقومون بها خلال الفترة القادمة، وكان لافتًا هنا أنَّ التنظيم حرص على ضم أهداف جديدة في مقدمتها قادة وعناصر تنظيم القاعدة الذين يسعون بدورهم إلى تعزيز نشاطهم في تلك المنطقة- خاصةً بعد تولي (يوسف العنابي) قيادته، والذي يُعرف برفضه الشديد لوجود داعش في المنطقة.([29])

فمع نهاية عام 2020 م نفَّذت جماعة (بوكو حرام) الموالية لتنظيم داعش مذبحة لقرابة من (110) مزارعين في مدينة مايدوغري في شمال شرقي نيجيريا وكانوا مكبلي الأذرع، وكان الاتهام لهؤلاء البسطاء متمثلًا في التجسس ونقل المعلومات إلى الجيش النيجيري وفصائل مسلحة تقاتل هؤلاء المتطرفين؛ فكان القرار بالتخلص من هؤلاء المزارعين بالطريقة المشار إليها، وهو ما يضعنا أمام )36( ألف قتيل قام هذا التنظيم بإستهدافهم منذ عام 2009 م ، فضلًا عن نزوح نحو مليوني نيجيري وهو ما يفوق ما فعلته تنظيمات مماثلة أخرى في أوطانها.([30])

استمرار الوجود في أفغانستان:

 رغم أنَّ فرع داعش في أفغانستان لا يُصنف ضمن المجموعات الداعشية العابرة للحدود- على عكس كثير من المجموعات الفرعية الأخرى –  إلَّا أنَّه يُعتبر أحد أقوى تلك المجموعات ، خاصةً في ظل نجاحه في ضم قادة وكوادر تمتلك خبرة عسكرية وتنظيمية كبيرة إلى جانب امتلاكه مصادر تمويل متعددة لدرجة دفعت اتجاهات عديدة إلى ترجيح انتقال قيادة التنظيم الرئيسِ إلى أفغانستان، وهنا فإنَّ التطورات السياسية والأمنية الأخيرة التي طرأت على الساحة الأفغانية – لاسيما بعد توقيع اتفاق السلام بين الولايات المتحدة الأمريكية وحركة طالبان – لن تدفع التنظيم إلى الانسحاب من أفغانستان، بل أنَّه ربما يتجه في المرحلة القادمة إلى توسيع نطاق أهدافه؛ لتشمل القوات الأجنبية والحكومة وقادة وعناصر حركة طالبان.

استهداف أوروبا:

 قد يسعى التنظيم في عام 2021 م إلى تكرار العمليات الإرهابية التي سبق أن شنَّها داخل بعض العواصم الأوروبية؛ مستعينًا في هذا السياق بما يسمى (الخلايا النائمة) أو (الذئاب الرمادية) التي تضم عناصر غير معروفة بالنسبة لأجهزة الأمن؛ لشن هجمات جديدة بهدف توجيه رسائل مباشرة تفيد بأنَّ الهزائم العسكرية والضربات القوية التي تَعرَّض لها في الفترة الماضية لن تمنعه من محاولة تجاوز الإجراءات الأمنية المشددة التي تطبقها الدول الأوروبية؛ لمنع دخول عناصره ومن ثَمَّ رفع مستوى تهديداته لأمن واستقرار تلك الدول.

الخاتمة:

تَمكَّن تنظيم داعش من القيام باستدارة كبيرة عبر عمليات التكيف وإعادة الهيكلة وتحول الخلافة نحو النموذج الافتراضي. وعلى صعيد التكتيكات الميدانية والعسكرية والأمنية وعلى صعيد الخطاب الإعلامي والسياسي، بدأ بإعادة ترتيب أولوياته بحسب المناطق، لكن على صعيد الخطاب يُفسر التنظيم خسارته العسكرية بتواطؤ الدول الكبرى والإقليمية عليه، ويوظّف ذلك على الصعيد الطائفي أيضًا والإقليمي، فوفقًا لكتاب إدارة التوحش تُعتبر المرحلة الحالية التي يعيش فيها التنظيم هي (مرحلة شوكة النكاية والإنهاك) والتي تتمثل بالعمل على إنهاك العدو من خلال العمليات المتواصلة، وبالتالي يمكن القول في النهاية أنَّ:” العام 2021 م سوف يشهد في الغالب استمرار الخطر الداعشي على مستوى العالم على نحو يفرض على القوى المعنية بالحرب ضده، و مواصلة توسيع نطاق التنسيق والتعاون الأمني فيما بينها للتعامل مع هذا التحدي.

على الطرف المقابل: فإنَّ سياسات مكافحة الإرهاب ما تزال تُركّز على النتائج لا على الأسباب والشروط والسياقات، ما يُعني أنَّ داعش أو غيرها من التنظيمات ستجد دائمًا بيئة خصبة للتجنيد والدعاية، وربما حاضنات اجتماعية في العديد من المناطق. الأمر الثاني مرتبط بتركة داعش؛ فالتنظيم قام خلال الأعوام الماضية بتدريب وتنشئة جيل كامل في المناطق التي سيطر عليها أو من القادمين إليها، وكثير منهم في المعتقلات والمعسكرات – بخاصة ممن كانوا يلقّبون بـ(أشبال الخلافة)، فيما لم تتطور المجتمعات المحلية ولا المنظمات الدولية ولا حتى الدول التي قد تستعيدهم من معسكرات التنظيم أي إستراتيجيات واضحة؛ لإعادة تأهيل هؤلاء وإدماجهم في مجتمعاتهم، ما يُعني أنَّنا أمام جيل كامل ليست لدينا إجابات مقنعة إلى الآن في كيفية التعامل معه.

إذا كان هنالك تفكير عالمي جدّي في مواجهة الإرهاب والتطرف، فمن الضروري التركيز على الأسباب والشروط، وفي مقدمتها الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية في كثير من الدول، والتركيز على بناء مناخ من الحرية والديمقراطية وتطوير قدرات هذه الدول على إدماج الشباب وتقليص حالة السخط والغضب والإحباط لدى نسبة كبيرة منهم، كما أنَّه من الضروري استمرار التنسيق على صعيد السياسات العالمية والإقليمية والتفكير في الحلول السياسية بالتوازي مع الجهود الأمنية والعسكرية، ووضع تصورات محكمة للتعامل مع تركة داعش من العائلات الجهادية التي من المتوقع أن تعود إلى بلدانها ومجتمعاتها.


([1]) محمد أبو رمان، مستقبل داعش: عوامل القوة والضعف وديناميكيات (الخلافة الافتراضية) وفجوة إستراتيجيات مكافحة الإرهاب، مؤسسة فريدريش ايربت، نوفمبر 2020.http://ammannet.net/sites/default/files/2020-2/%D9%83%D8%A7%D9%85%D9%84%20%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A9%20%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4.pdf

([2]) هل تنكسر شوكة داعش بعد مقتل (البغدادي)؟، موقع مصراوي، 29 أكتوبر2019 م. https://bit.ly/36VATYK

([3]) رغم الهزائم: تنظيم داعش ما زال يهدد السلم والأمن الدوليين، أخبار الأمم المتحدة، 23 أغسطس 2018 م. https://bit.ly/37JXjvn

([4]) فضرب الرقاب، صحيفة النبأ، العدد(237)، 7 مايو 2020 م.

http://www.gulf-up.com:8080/d/oedbshgimdah2wlzhjjg6sgyjfjaqdxkujnis55al6xtt42aasten35vn7zvfmsdj4weyd6t/4_5965505820895481388.pdf

([5])- Fabrice de Pierrebourg, Pas de confinement pour le groupe État islamique, L’actualité, 17 Jun 2020. https://lactualite.com/monde/pas-de-confinement-pour-le-groupe-etat-islamique/

([6])- Mohammed Hassan, How ISIS Is Restructuring and Repositioning, Chatham house, February 2020. https://bit.ly/2HBsHTB

([7])- Mourad Kamel, Jihadisme : son nouvel émir peut-il relancer Daech, .jeune afrique, 1 Aug 2020. https://bit.ly/31NQrLl

([8]) وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ، مؤسسة الفرقان، 28 مايو 2020 م https://www.spreaker.com/user/12576708/ringtone1_2    

([9])- Husham Al-Hashimi, ISIS in Iraq: From Abandoned Villages to the Cities, center for global, policy, May 5, 2020. https://bit.ly/2Av1dM6

([10]) خيبات الكافرين على الدولة الإسلامية (1)، صحيفة النبأ، العدد(233)، 7 مايو 2020 م. https://pastethis.to/X2UFYLbIQVm

([11]) خيبات الكافرين على الدولة الإسلامية (2)، صحيفة النبأ، العدد(235). 20 مايو 2020 م. https://pastethis.to/QvTkiop81aqe7

([12]) محمد بسيوني، سيناريو (العودة): ملامح انتقال داعش إلى حرب العصابات في سوريا، مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، 4 مارس 2020 م. https://bit.ly/37J144o

([13])- Husham Al-Hashimi, ISIS in Iraq: From Abandoned Villages to the Cities, center for global, policy, May 5, 2020. https://bit.ly/2Av1dM6

([14]) – Jennifer Cafarella and Brandon Wallace with Caitlin Forrest, Baghdadi Leaves behind a Global ISIS Threat, the Institute for the Study of War, Jan 1, 2020. https://bit.ly/3jkhq76

([15]) ضياء عودة، حرب استنزاف جديدة: هجمات داعش تتصاعد في 5 محافظات سورية، الحرة، 23 ديسمبر 2020 م.

https://www.alhurra.com/syria/2020/12/23/%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%86%D8%B2%D8%A7%D9%81-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D9%87%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4-%D8%AA%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%B9%D8%AF-%D9%81%D9%8A-5-%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%B8%D8%A7%D8%AA-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9

([16]) منى قشطة، ساحات جديدة: تمدد داعش في موزمبيق، المرصد المصري،  21 أكتوبر2020 م. https://bit.ly/2HeUNEn

([17]) داعش: خطر داهم في إفريقيا، صحيفة الخليج الإماراتية، 11 ديسمبر 2020 م.

([18]) مخاطر تمدد تنظيم داعش في السودان، مركز الإمارات للسياسات، 30 يناير 2020 م. https://epc.ae/ar/brief/the-risks-of-islamic-state-expansion-into-sudan

([19]) مخاطر تمدد تنظيم داعش في جنوب ليبيا، مركز الإمارات للسياسات، 26 أغسطس 2020 م. https://epc.ae/ar/brief/the-risks-of-islamic-state-expansion-into-southern-libya

([20]) المغرب يفكك خلية إرهابية موالية لـ داعش، اندبدنت عربية، 4 ديسمبر 2020 م. أنظر أيضًا. انفجار غامض لأنبوب غاز شمال سيناء وداعش يعلن مسؤوليته، اندبدنت عربية، 19 نوفمبر 2020م.

([21]) – Amira Jadoon, Nakissa Jahanbani, Charmaine Willis, Rising in the East: A Regional Overview of the Islamic State’s Operations in Southeast Asia, Combating Terrorism Center at West Point, July 2020. https://ctc.usma.edu/wp-content/uploads/2020/07/Rising-in-the-East.pdf

([22]) مصطفى زهران، تنظيم الدولة الإسلامية في شبه الجزيرة الهندية: التواجد ومسارات المستقبل، مركز الإنذار المبكر، 4 ديسمبر 2020م.

https://pdf.printfriendly.com/downloads/pdf_1610592819_87bdbeA4.pdf

([23]) يسروا ولا تعسروا .. وبشروا ولا تنفروا، صحيفة النبأ، العدد (257)، 22 أكتوبر 2020 م. https://ia801707.us.archive.org/3/items/nabaa257/257.pdf   

([24]) فقاتلوا أئمة الكفر لعلهم ينتهون، صحيفة النبأ، العدد (258)، 29 أكتوبر 2020 م. https://ia801702.us.archive.org/7/items/nabaa258/258.pdf

([25]) تقى النجار، داعش ومرحلة إعادة ترتيب الأوراق، المركز المصري للفكر و الدراسات الإستراتيجية، 22 مايو 2020 م. https://www.ecsstudies.com/9323/

([26]) محمد مختار قنديل، رسائل داعش المتعلقة بإدارة بايدن الجديدة، معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، 11 يناير 2021 م.

https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/rsayl-dash-almtlqt-badart-baydn-aljdydt

([27]) هجوم إرهابي يقتل العشرات وسط سوريا: فهل عاد الدواعش؟، العربية نت، 30 ديسمبر 2020م. https://ara.tv/rtkj8

([28]) داعش يتربّص بالكويت عشية أعياد الميلاد، صحيفة العرب، 25 ديسمبر 2020 م.

([29]) حمدي بشير، تنامي تهديد تنظيم داعش في القارة الأفريقية: الأسباب والمخاطر والاحتمالات، مركز الإمارات للسياسات، 15 نوفمبر 2020 م.

https://epc.ae/ar/brief/rising-threat-of-the-islamic-state-in-africa-reasons-risks-and-possibilities

([30]) منير أديب، داعش إفريقيا: بين الإعلان عن دولته ومواجهة مشروعه، صحيفة النهار اللّبنانية، 5 ديسمبر 2020 م.

اظهر المزيد

شريف مبروك

باحث في الشؤون السياسية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى