2018العدد 176ملف ثقافي

شوقيات محمد عبدالوهاب

نظرة تاريخية

لعبت القصيدة دوراً هاماً جداً في تاريخ الموسيقي العربية فقد إرتبطت منذ القدم بالغناء حتي أنه قيل ويُقال “أنشْد الشعر” وليس “ألقي الشعر” ودليلنا الكبير علي ذلك بيت المتنبي الذي يقول فيه:

 وما الدهر إلا من رواة قصائدي   إذا قلت شعراً أصبح الدهر منشداً

إما دليلنا التاريخي الأكبر علي هذا الارتباط فهو موسوعة «الأغاني» لأبي فرج الأصفهاني التي تحتوي على مئات من القصائد وآلاف من الأبيات الشعرية التي كانت تُغني في مجالس الغناء والطرب ويقدمها مئات العازفين والمطربين يصل عددهم إلي ثلاث مائة مطرب وعازف عدا المطربين الفرديين. ولم ينقطع إرتباط الغناء العربي بالقصيدة لغاية بداية الربع الأخير من القرن العشرين ثم انقطع هذا الإرتباط تدريجيا إبتداء من الربع الأخير من القرن العشرين حتي أننا لا نجد في القرن الحالي وقد أصبح في عامه الثامن عشر أية أغنية مُلحّنة علي قصيدة معروفة أو مؤلفة حديثاً.

وما نعرفه حديثا من قصائد ملحّنة هو ما سُجل علي الأسطوانات منذ ظهور صناعة الأسطوانة في مصر سنة1903 حين تهافت المطربون المخضرمون علي تسجيل أغاني عمالقة القرن التاسع عشر عبده الحامولي ومحمد عثمان بما فيها القصائد وقد عرفنا بهذه الطريقة الاغنيةالقصيدة “أراك عصي الدمع” لأبي فراس الحمداني وقد لُحنت ثلاث مرات المرة الأولي لحنها عبده الحامولي والمرة الثانية لحنها زكريا أحمد من مقام الهزام وقد فُقدت والثالثة لحنها السنباطي سنة 1965 وكان الظن لغاية منتصف القرن العشرين أن هذه القصيدة من تلحين أبي العلا محمد. والسبب في ذلك أن أبي العلا محمد لقنها لأم كلثوم. فكان هذا الإعتقاد خاصة أنها سجلتها سنة 1928 أى بعد وفاته سنة1927 .وعُرفت الحقيقة حين جاء المؤرخ محمود كامل بإسطوانة كعُرب صنع القرن التاسع عشر سّمعها لام كلثوم حيث يصرخ أحد العازفين “هالله هالله يا سي عبده” ولم يكن أحد يُعرف بهذا اللقب غير عبده الحامولي.

بعض التفاصيل سوف نذكرها هنا وردت في كتاب “شوقيات الغناء” تأليف الشاعر أحمد عنتر مصطفي حيث ينسب إلي شوقي مواويلا وأغاني كنا نعتقد أنها لغيره وسوف نذكر تلك التفاصيل في حينها، نعود قليلاً إلى التاريخ، تاريخ القصيدة في الحضارة الغنائية العربية.

مع ظهور مظاهر الثراء والترف علي مجتمع العصر الأموي ظهرت طبقة الشعراء الغزليين فبدأ المغنون يستعينون بقصائدهم في صناعة فنون الغناء كانت للكلمة فيها المقام الأول.

ولم يترك العلماء والمؤرخون العرب الغناء للمطربين والفنانين فقط بل بلغ اهتمامهم بهذه الظاهرة أنهم ألّفوا كتباً موسوعية لوصف هذه الظاهرة وصفاً دقيقاً. ونعرف أن المسعود خصص في عمله الكبير “مروج الذهب” فصلا كبيراً على الغناء العربي وتاريخه. ويروي ابن النديم في “الفهرست” وهو كتاب ضخم لا يحتوي إلا على عناوين الكتب التي كانت موجودة في الحياة الثقافية العربية وكذلك يروي أن لاسحق الموصلي أربعين كتاباً في الغناء والتلحين والإيقاع منها كتاب أسمه “كتاب الأغاني الكبير” وظلت كتب الموصلي الأربعين موجودة في الحياة الثقافية العربية حسب رأى المؤرخ كمال النجمي، وكانت المصدر و المرجع الذي أخذ منه الأصفهاني مادة موسوعته التاريخية الكبيرة “كتاب الأغاني” التي يصف فيها بالتفصيل الحياة الفنّية الموسيقية العربية آنذاك والذى يحتوي على مئات القصائد التي كانت تغنّي.

وجرت العادة في العصر العباسي أن الأغنياء كانوا يشترون الجواري بأثمان بخسة ويعلمونهن غناء إبراهيم وإسحق الموصلي ثم يعاد بيعهن بأثمان خرافية. وظلت القصيدة تواكب الغناء حتي بعد فتح العرب لمصر وللأسف لا يوجد أي “آثار” غنائية في هذه الفترة لغاية بداية القرن العشرين الذي سجل لحسن الحظ كل تراث القرن التاسع عشر المعروف علي أسطوانات وعلى رأس هؤلاء تراث عبده الحامولي ومحمد عثمان، بواسطة كبار مغني بداية القرن العشرين الذين كانوا يغنون في بطانات عمالقة نهاية القرن التاسع عشر عبده الحامولي ومحمد عثمان وغيرهم.

ولم تخل أغنيات و أدوار هؤلاء من قصائد زجلية من تأليف أمير الشعراء أحمد شوقي، وهذا يصحح الاعتقاد الذي كان سائداً بأن شوقي لم يؤلف زجلا إلاّ لمحمد عبدالوهاب. ومنذ 1927 سنة وفاة رائد تلحين القصائد في القرن العشرين أبي العلا محمد استلم راية تلحين وغناء القصائد محمد عبدالوهاب ومن بعده العملاق الأخر رياض السنباطي.

لوائح شوقيات محمد عبدالوهاب

شئ يلفت النظر بشدة في كتاب الشاعر والكاتب أحمد عنتر مصطفي “شوقيات الغناء” قوله أنه إلي جانب الشوقيات المعروفة من أربعة أجزاء فهناك شوقيات مجهولة من جزئين ورد فيها بعض نصوص الأغاني التي غناها محمد عبدالوهاب ونبدأ بلائحة الأغاني الزجلية والمقارنة هنا سوف تكون مع كتاب د. فكتور سحاب “السبعة الكبار في الموسيقي العربية المعاصرة” في حال وجود الاختلاف وسوف نوردها حسب التسلسل الزمنى.

القصائد الزجلية

  1. دار البشاير مجلسنا : 1925 غناها محمد عبدالوهاب في فرح نجل شوقي علي شوقي وقد سجلت لاحقاً على أسطوانات جرامافون وهي من قالب الطقطوقة.
  2. موال سيد القمر في سماه : 1925 (شركة جرامافون).
  3. يا ليلة الوصل إسثنّي : 1926 ( شركة بيضافون).
  4. وطن جمالك فؤادي : 1927 لم ترد في المراجع الأخرى .
  5. اللي يحب الجمال : مونولوج – 1927 (شركة بيضافون).
  6. الليل بدموعه جاني : مونولوج – ولها ظروف. فقد كان من المقرر أن يغني محمد عبدالوهاب في حفلة في لبنان عندما ورده نبأ وفاة والده فقرر إلغاء الحفلة لكن أحمد شوقي وطه حسين أقنعاه بأن الفن لا يعبر فقط عن المرح والفرح والسعادة إنما أيضا عن الحزن. فألّف له شوقي هذه القصيدة وقدمها عبدالوهاب في الحفلة.
  7. شبكت قلبي ياعين : 1927 (شركة بيضافون).
  8. يا قلبي ما حد قاسي : موال – (شركة بيضافون).
  9. النبي حبيبك : موال – 1927 (شركة بيضافون).
  10. لك يا زمان العجب : 1927 ويذكر مؤلف “شوقيات الغناء” أحمد عنتر مصطفي في لائحته مقابل اسم الأغنية مرجع د. فكتور سحاب “السبعة الكبار” بالرغم من أن اسم المؤلف لم يرد فيها. اختلاف آخر مرجع “شوقيات العناء” يرجع الأغنية لسنة 1927 بينما “السبعة الكبار” يرجعها لتاريخ تسجيلها بشركة بيضافون سنة 1928 .
  11. في الليل لما خلي : مونولوج – يرجع “السبعة الكبار” تاريخها لسنة 1932 (شركة بيضافون) بينما يرجعها “شوقيات الغناء” لسنة 1929.
  12. بلبل حيران : مونولوج – يرجعها “السبعة الكبار” لسنة 1930 بينما يرجعها “شوقيات الغناء” لسنة 1931 (سجلت لشركة بيضافون).
  13. كل اللي حب اتنصف : موال-  ينسبها “السبعة الكبار” للشاعر إبراهيم عبدالله بينما ينسبها “شوقيات الغناء” إلي أحمد شوقي في الشوقيات المجهولة.
  14. شجاني نوحك يا بلبل : موال – 1932 ( شركة بيضافون) وقد ورد في “شوقيات الغناء” مقابل اسم الموال اسم المرجع الأخر “السبعة الكبار” مع اسم المؤلف د. فكتور سحاب.
  15. النيل نجاشي : مونولوج – 1933 سجلتها (شركة بيضافون) ووردت في فيلم الوردة البيضاء. ينسبها “شوقيات الغناء” إلي الشوقيات بينما في اعتقادنا انها وردت في “الشوقيات المجهولة” كون الشوقيات الأساسية (4 أجزاء) لا تحتوي إلاّ علي قصائد فصحي.
  16. ليه بس يا عين رجعني للبكا تاني : موال – غير واردة في “السبعة الكبار”. غير مثبتة التاريخ.
  17. أهون عليك : مونولوج – حسب “شوقيات الغناء” غير مثبتة التاريخ ومن الشوقيات المجهولة. كما انه ورد أن قالبها دور بينما هي مونولوج أما “السبعة الكبار” فينسبت تاريخها إلي 1928 وشركة تسجيلها (بيضافون). كذلك ينسب هذا المرجع الكلام إلى الشاعر محمد يونس القاضي وهذا ما يوجب التدقيق مع ميلنا إلي الاعتقاد بأن الشاعر هو محمد يونس القاضي.
  18. أحب اشوفك كل يوم : دور تنسبها “شوقيات الغناء” إلي ” الشوقيات المجهولة” بينما الاعتقاد السائد هو كما ورد في السبعة الكبار” إنها لحسن أنور. وفي خانة التاريخ يورد “شوقيات الغناء” بأنها غير معروفة التاريخ بينما ورد في “السبعة الكبار” تاريخها 1928 وشركة التسجيل (بيضافون).

القصائد الفصحي

بدأ محمد عبدالوهاب بتلحين قصائد شوقي باكراً فإذا اعتبرنا أن أبعد افتراض (وقد يكون الأصح) لميلاد محمد عبدالوهاب هو سنة 1898 إلي جانب أن أول قصيدة لحنها (قلب بوادي الحمي) سنة 1924 فهذا يعني أن محمد عبدالوهاب بدأ التلحين في سن السادسة والعشرين وابتدأ بتلحين القصائد.

لائحة القصائد الفصحي

  1. قلب بوادي الحمي :1924 سجلت لشركة جرامافون وردت فى الشوقيات.
  2. منك يا هاجر دائى: 1924 شركة جرامافون. وردت في ديوان الشوقيات. وتجدر الإشارة إلي أن محمد عبدالوهاب لحن القصيدة مرة أخرى في أخر حياته الفنية سنة 1990 لتغنيها المطربة الرائعة المغربية سمية قيصر. ويستعمل في بداية الأغنية بداية موشح حبي زرني ما تيسر وكأنه كان يعود إلي أصوله الموسيقية الأولي في نهاية مشواره الفني.
  3. انا أنطونيو : 1927 ويعتقد الكثيرون أن القصيدة جزء من مسرحية مصرع كيلوباترا ولكن الواقع إنها من خارج المسرحية إنتزعها المؤلف من مسرحيته (بيضافون) .
  4. خدعوها بقولهم حسناء : 1927 (بيضافون) ويرد فيها البيت الرائع   المركز إلي درجة كبيرة والذي يختصر فيه كل العلاقة بين أثنين:

   نظـرةٌ فابتسامةٌ فســلامٌ      فكــلامٌ فموعدٌ فلقــاءُ.

  • ردت الروح : 1928 (شركة بيضافون) قصيدة ردت الروح كما غناها المطرب بنفس عدد الأبيات في القصيدة الأصلية وعددها تسعة ابيات ولكن محمد عبدالوهاب غير مكان ثالث بيت من أخرها وهو:

    موقعي عنـدك لا أعلمـه         آه لو تعلم عمدي موقعـك

وغناه في أخر القصيدة جاعلا منه النهاية. ولابد من ذكر غلطة الإلقاء التي ارتكبها محمد عبدالوهاب عندما غني «موقعي عنك لا يعلمه» بدلاً من أعلمه. وتجدر الإشارة إلي أن عدد الأبيات الكاملة هي واحد وعشرون بيتا وردت في “الشوقيات المجهولة” صفحة 144 من الجزء الثاني وقد نظمها الشاعر سنة 1912 وتعتبر هذه القصيدة بداية التطوير الذي أحدثه محمد عبدالوهاب في تلحين القصيدة العربية.

  • يا جارة الوادي : 1928 وهي قصيدة من واحد وخمسين بيتا اختار منها الملحن ثماني أبيات زيد عليها بيت عندما غنتها فيروز المطربة اللبنانية الكبيرة في الستينيات من القرن المنصرم، وعنوان القصيدة “زحله” وهي من أجمل المدن اللبنانية وتقع قرب وادي رائع الجمال اسمه وادي العرايش ومن هنا بداية القصيدة الأغنية “يا جارة الوادي” وتجدر الإشارة في أن القصيدة أحدثت إنفجاراً في المجتمع الموسيقي فقد انهي الملحن الأغنية علي مقام البياتي مقام الأغنية ولكن علي درجة غير درجة بداية اللحن وهذا ما اعتبر هرطقة فنية في ذلك الوقت وأحدث شرخا بين جيل التقليديين المنادين بالمحافظة على كل القواعد القديمة وجيل الشباب الذين ينادون بالتطوّر.
  • يا ناعما رقدت جفونه : القصيدة من 12 بيتا اختار منها الملحن سبعة فقط. وردت في الشوقيات وهي من أجمل ما غني محمد عبدالوهاب من القصائد.
  • تلفتت ظبية الوادي : من مسرحية مجنون ليلي 1930 شهدت تطوراً في نوعية صوت محمد عبدالوهاب نحو النضج.
  • يا شراعاً وراء دجلة : تجدر الإشارة أنها أحدي قصائد محمد عبدالوهاب نسبها “شوقيات الغناء” لسنة 1931 و “السبعة الكبار” لسنة 1933. نظمها شوقي ليغنيها المطرب في العراق أمام ملكها فيصل. والجدير بالذكر أنه غناها في العراق مع الفرقة الموسيقية بينما سجلها علي الإسطوانة (بيضافون) علي عوده بلا أية مصاحبة موسيقية، ويظهر في التسجيل مقدرته الفائقة بالمحافظة علي الإيقاع من دون آلة إيقاع.
  • علموه كيف يجفو فجفا : وردت في الشوقيات سجلت سنة 1932 (شركة بيضافون). وهي من أهم قصائده في تلك الفترة. هذه القصيدة تعكس مدي حب احمد شوقي لمحمد عبدالوهاب فالقصيدة الأصلية من ثماني أبيات اختار المطرب الملحن فيها أول ثلاثة أبيات ولغي الباقي فأضاف الشاعر له الثلاثة أبيات الأخيرة. وتجدر الإشارة إلى أن أسلوب تلحين القصائد لغاية هذا التاريخ كان أسلوب أبى العلا محمد أي ان الغناء يستمر من بداية القصيدة إلي نهايتها بمصاحبة آلات الإيقاع على إيقاع الوحده الكبيرة والاحتفاظ بدور اللوازم الموسيقية كوصلة عزف بين الجمل المغناه. وبدأ محمد عبدالوهاب بكسر هذه التقاليد والانتقال إلي إسلوبه الجديد في تلحين القصائد سنة 1935 في قصيدة مسهيار الديلمي “أعجبت بي”.
  • شكسبير : 1939 حسب “شوقيات الغناء” وبلا تاريخ حسب “السبعة الكبار” سجلت لإذاعة لندن وفقدت أو أن الإذاعة لا تذيعها كغيرها من الأغنيات العربية المحفوظة في دهاليز إذاعة لندن BBC .
  • سجي الليل : 1940 حسب “شوقيات الغناء” و1939 حسب “السبعة الكبار” وهي جزء من المسمع الأوبرالي قيس وليلي الذي غناه المطرب مع العظيمة أسمهان والذى هو بدوره جزء من مسرحية مجنون ليلي. سجلت قصيدة سجي الليل لوحدها لشركة بيضافون، ومع مسمع قيس وليلي على كايروفون وورد المسمع في فيلم يوم سعيد حيث لم يظهر محمد عبدالوهاب ولا أسمهان في مشهد المسمع بل كان صوتهما فقط الحاضر.
  • دمشق : وأصل اسم القصيدة “نكبة دمشق” وهي تروي الأحداث الجسيمة التى تعرضت لها دمشق علي يد الجيش الفرنسي الغازي. القصيدة تتألف من خمس وخمسين بيتا إختار منها محمد عبدالوهاب عشرة أبيات فقط وهي من أروع قصائد محمد عبدالوهاب وهي مثال صارخ لمبدئه الموسيقي العظيم في تركيب (Synthese) الموسيقي العربية علي الموسيقي الغربية الكلاسيكية وقد إبتكر في هذه الأغنية إسلوبا جديداً في التلحين وهو الأسلوب الخطابي وذلك في بيت:

    دم الثوار تعرفه فرنســا            وتعلم أنه نـور وحــق

حيث يتكرر نفس الحرف الموسيقي علي بداية الكلمات الثلاثة الأولى وتعلم من عجز البيت.

  1. مضناك جفاه مرقده : في الشوقيات 1948 وتتألف من 26 بيتا إختار منها الملحن 15 بيتا فقط وهي القصيدة القصيرة (6 دقائق) التي تحتوي على أكبر عدد من الأبيات الشعرية . إلي جانب هذا يحتوي اللحن على أطول جملة موسيقية في تاريخ الغناء العربي و التي تمتد من خمسة أبيات من :                                                             

جَحَدَتْ عَيْنَاك زَكِيَّ دَمِي لغاية ويقول تكاد تُجنُّ به. تاريخها 1942 حسب “السبعة الكبار” و1948 حسب “شوقيات الغناء”.

  1. جبل التوباد : 1951 من مسرحية مجنون ليلي. من النوع الوصفي خاصة في بدايتها حيث تصف الجو الصحراوي معزوفاً علي آلة الأوبوا. ولابد من الإشارة إلي بداية الغناء المرسل المتأثر جداً بالآذان.
  2. السودان: (إِلامَ الخُلفُ) القصيدة الكاملة مؤلفة من 66 بيتا وعنوانها الأصلي شهيد الحق إختار منها الملحن 14 بيتا فقط. وردت في الشوقيات الطبعة الثانية وهي قصيدة. رسالة موجهة إلي ملك مصر ليتدارك الخلافات التي ظهرت بين مصر والسودان . وبلغت السمع فيها الجملة الموسيقية التي وردت في البيت الثالث:

           لا مصـر استقرت على حـال ولا السـودان دامـا

وعند كلمة السودان ينتقل فجأة إلي السلم الخماسي وهو السلم الموسيقي المعروف في الموسيقي السودانية.

  1. مقادير من جفنيك : (الشوقيات) 1953 (شركة كايروفون) عودة الملحن إلي أصوله الكلاسيكية بالتلحين حيث أن القصيدة ملحنة علي أسلوب إبي العلا محمد رائد القصيدة الكلاسيكية العربية بإيقاعها الوحيد من أول القصيدة لأخرها وهو إيقاع الوحده الكبيرة. وهكذا فأن نسبة الأعمال التي لحنها محمد عبدالوهاب من تأليف أمير الشعراء أحمد شوقي تصل إلي 6.5 بالمائة من نسبة مجمل أعماله و يسبقه بالتدريج مأمون الشناوي بنسبة 6.7 بالمائة يليه أحمد رامي بنسبة 9.7 بالمائة ويتصدر المجموعة حسين السيد بنسبة 27.2 بالمائة، ويبقي أمير الشعراء أحمد شوقي الأول بين الشعراء الفصحي الذين لحن وغني لهم محمد عبدالوهاب ونكتفي هنا بهذه اللوائح (الأغاني العامية والقصائد) التي لحنها محمد عبدالوهاب من نظم أمير الشعراء أحمد شوقي علي أن نتناول بالتحليل الموسّع هذه الأعمال في مباحث مقبلة إن شاء الله.
اظهر المزيد

سليم سحاب

قائد اوركسترا وناقد وباحث ومؤرخ موسيقي - لبنان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى